الكهرباء مشكلة قائمة..و«مجعر» تحلم بالمزيد من المشاريع الانمائي العملية التعليميةبمديرية حرض تشهد نهضة حديثه - استطلاع/ محمد علي الجنيد ..على بعد 165 كليو متراً عن عاصمة المحافظة حجة تقع مديرية حرض أنها أحد الشرايين الوردية مع المملكة العربية السعودية وتعد حرض أحدى المنافذ الحدودية وهي بوابة اليمن الشمالية وبها يمر خط طولي يمتد من جيزان إلى الحديدة..مديرية حرض يحدها من الشمال جزء من مديرية الظاهر التابعة لمحافظة صعدة، والمملكة العربية السعودية، ومن الشرق مديرية بكيل المير ومن الغرب السعودية وجزء من مديرية ميدي ومن الجنوب مديرية حيران وجزء من مديرية مستباء مساحة حرض تقدر ب 5،1058كم2 ارض سهلية منبسطة يسودها مناخ المناطق الوسطى الحار صيفاً والمعتدل ممطر شتاءً. قرابة 391،94 نسمة حسب تعداد 2004م ويتوزعون على خمس عزل هي: حرض،العتنة، الفج، الشعاب، بني الحداد ويعمل سكان المديرية بالزراعة والرعي والتجارة وتقدر الكثافة السكانية ب 1،89 نسمة لكل كيلو متر مربع وعدد 222 قرية ومحلة..«الجمهورية» سافرت إلى هناك حيث الحب والجمال والسلام وستستلهم كل شيء جميل منها وقد خرجت بهذه الحصيلة: أشراق انطلقنا من صنعاء غرباً متجهين فوق سيارة «بيجو» من أعالي الجبال قاصدين السهل وبعد أن قرأنا دعاء السفر..انطلقت السيارة من رأس جبال صنعاء..عمران..مودعين صنعاء الحبيبة في صباح جميل..الشمس مازالت تغط في نوم عميق..والساكنون أيضاً..بدت صنعاء كفتاة جميلة هادئة ليست كما نحس بها ونحن نتحرك في شوارعها..انها الآن شيء آخر..جميل جداً..لا أستطيع وصفه..انطلقت السيارة مسرعة وفي بطنها تسعة ركاب الجميع قاصدين حرض الكل ذاهب لقضاء غرض في نفسه، وكل راكب خياله ليس معه، انه يسرح في سماء أحلامه..وكل شخص من المغادرين يحمل في جوفه قلباً يخفق حباً. مايريد..قد يكون هذا القلب محباً..وقد يكون حزيناً يتجرع الخوف كؤوساً والفرح قطرات..لحظات واختفت عن ناظرنا صنعاء وعمائرها.. لا شيء يشغل بالنا غير الوصول إلى حرض وحرض مدينة لاتنام يسكنها الطيبون..وتمتاز مديرية حرض بنشاطها الدؤوب وحركتها التجارية النشطة خاصة في مركز المديرية مدينة حرض التي بدأت تستكمل بنيتها الأساسية، ثمة ذاكرة متعبة وجسم مكدود وملامح تعلو سحنتها فترة السنين وشمس لم تزل في مدار الجدي. تميز وخدمة!! مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات الحكومية ظهرت بصورة أفضل تعد مزيجاً من النجاحات في جانب والاخفاقات من جانب آخر..نحاول معرفة الواقع الصحي وماشهده من تحديث ونوعية في الخدمية قياساً بالامكانيات المتوفرة..ولجنا مستشفى السلام بحرض يقدم خدمات طبية علاجية واسعة في جميع التخصصات الهدوء والنظافة والأداء المتميز والكادر المؤهل حاضرة هناك..فالمكان يدار بشكل مختلف تماماً فالمهام الموكلة بكل عامل محددة ومعروفة سلفاً ولايمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ولايسمح بتجاوز العلاقة التي تحكم الطبيب بمريضه فالعيادات الخارجية منفصلة عن العيادات الداخلية..قسم الرقود وملحقات المستشفى وغرفة العمليات في مكان أكثر هدوءاً وكذلك مرافق المستشفى المختلفة. في الداخل كان كل شيء وفق خطوط مرسومة مسبقاً ولاتتقاطع مطلقاً وعمال النظافة لايتوقفون عن مسح أرضيات المستشفى وتعقيم الممرات القريبة من المرضى والأطباء..وتعتبر القوى البشرية من الركائز المهمة بالمستشفى وتتمثل هذه القوة بالكادر الأجنبي والكادر المحلي..والمسؤولون هناك يعترفون بتواضع إدارة المستشفى ويؤكدون بأنها تؤدي جهوداً كبيرة لتقدم خدمات راقية ونوعية على مدار الساعة وبعد تجوالنا في أورقة المستشفى كان لابد من وقفة مع الإدارة القائمة عليه لمعرفة العديد من التساؤلات وعملية الاقبال ونوعية الخدمات التي تقدم للمرضى حيث كان الدكتور/عبده حسين المجدلي نائب مدير المستشفى بمديرية حرض الذي استقبلنا وغمرنا بدماثة أخلاقه العالية، وطاف بنا في أورقة المستشفى وعرفنا على كل صغيرة وكبيرة وبكل وضوح ومصداقية وشفافية من أجل الاسهام في تطور رسالته الطبية وخدمات تكون متميزة حيث بدأ قائلاً: كادر واجهزة تشخيصية في البدء أرحب بالصحيفة على تلمسها أحوال المديرية واهتمامها بقضايا المجتمع وأشكر هيئة تحريرها وكل المحررين فيها على جهودهم المبذولة في تأدية رسالتهم الإعلامية ونحن في المستشفى نسعى جاهدين إلى تحسين مستوى الخدمات الطبية والارتقاء بها إلى مستوى أفضل وبحركة دؤوبة ومتوالية ولدينا عدة أقسام هي: الباطنية النساء والولادة طب الأسنان العيون الأنف والأذن والحنجرة العظام الجراحة العامة الأمومة والطفولة وتلك الأقسام تعمل على مدار الساعة ولدينا كادر متمكن وأجهزة تشخيصية وعلاجية حديثه وبخصوص قسم العمليات الجراحية يقوم بإجراء عمليات جراحة العيون الماء البيضاء والحول والمياه الزرقاء وتركيب العدسات ولدينا أحدث الأجهزة طب وجراحة العيون ونعمل عمليات للأنف والأذن والحنجرة وعمليات للعظام وهشاشة العظام وعمليات البواسير والزائدة الدودية والنزيف الداخلي والعمليات القيصرية للنساء والحمد لله نفتخر بكل العمليات التي عملها المستشفى بنسبة نجاح 100% وأبرز عملية كانت عملية عيون طفل عمره 12 عاماً أعمى عملنا له عملية على فترتين كل فترة لعين واحدة والحمدلله تكللت العملية بالنجاح وأصبح الطفل بصيراً بعد أن كان أعمى وهذا تم بفضل الله عزوجل وقدرته الذي كتب له الشفاء أولاً وأخيراً..ثم جاءت جهودنا. خدمات تتجاوز حدود المديربة وبخصوص الاقبال على المستشفى يدل على ثقة المرضى بخدماتنا هذا من ناحية ومن ناحية أخرى خدماتنا العلاجية تتجاوز حدود المديرية ونقدم تسهيلات خدمية غير معمول بها في بعض المستشفيات. والكادر النسائي متوفر لدينا هناك كادر نسائي تمريض متخصص على فترتين وعددهم عشرون ممرضة وقابلة ونسعى لتقديم خدمة للمرأة خاصة ونوفر لها الدفء والأمان من خلال قسم الأمومة والطفولة والمستشفى يعطي المرأة والطفل الاهتمام والرعاية الصحية. وتبذل إدارة مستشفى السلام جهوداً كبيرة لتحديث الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى تشمل الكادر الطبي المتمكن وادخال الأجهزة الطبية الحديثة المتميزة بإعطاء نتائج تشخيصية وعلاجية دقيقة انفرد بها المستشفى دون غيره وعندما نبحث عن السر نجد أن هناك إدارة نشطة تقف وراء كل ذلك..تعمل منذ السادسة صباحاً وحتى منتصف الليل..سواءً إدارة المستشفى أو إدارة مكتب الصحة العامة والسكان ممثلة بالدكتور أيمن أحمد مذكور مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية حرض على جهوده ومتابعته للعمل الصحي أول بأول بكل تواضع وأخلاق عالية هدفها التميز وتحديث العمل لمافيه راحة المرضى وخدمة الوطن بشكل عام. انجازات رغم شحة الامكانيات وفي مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية حرض تطرق الدكتور/أيمن أحمد مذكور مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية قائلاً: حظيت مديرية حرض باهتمام في الجانب الصحي من قبل القيادة السياسية ممثلة بالأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله الذي يولي حرض اهتماماً شخصياً من سيادته حيث تم انشاء عدد من المنشآت الصحية كالوحدات الصحية والتي تخدم عدداً من المناطق النائية من المديرية والتي يصعب عليهم الوصول إلى مركز المديرية وبلغت تكلفة المشاريع الصحية بحوالي 500،137،19 ريال وقد تم انجازها كاملة وماينقصنا هو توظيف الكوادر الطبية المؤهلة هناك ست وحدات صحية في كل من عزلة العنته وعزلة الشعاب وعزلة حرض وعزلة الفج «المزلق» وهناك ثلاثة وحدات صحية في شليلة ومحفوظة والشريفية «بتمويل المجلس المحلي والمجال الصحي بالمديرية في تحسن وماينقصنا هو وجود وحدة للحجز الصحي وتوسعة المستشفى الذي يحتوي على ثمانية عشر قسماً هي قسم الطوارئ والأمومة والطفولة والولادة وجراحة العظام والأشعة والمختبرات والرعاية الصحية والدرن و الجذام والرصد الوبائي وتخطيط القلب وغيرها من الأقسام والكادر الطبي بلغ 67 كادراً طبياً منهم 59 يعملون في المستشفى والبقية موزعون مابين الإدارة والوحدات الصحية. مشكلتنا الكهرباء وقد سعينا لافتتاح مركز لمكافحة ودحر الملاريا وتوفير ثلاجة للموتى وتوسعة المستشفى على نفقة البنك الدولي بتكلفة مليون ومائتين وخمسين دولاراً ونعاني من عدم وجود قسم للحروق وعدم توفر الكهرباء بشكل مستمر حيث تحدث اطفاءات متكررة بصورة يومية وخاصة للعمليات الجراحية تخيل اذا انطفأت الكهرباء اثناء اجراء تلك العملية ماذا سيحدث؟! نحن نشكر جهود المجلس المحلي بالمديرية ممثلة برئيس المجلس والهيئة الإدارية للمجلس وأيضاً مدير عام مكتب الصحة العامة بالمحافظة ونشكر وزير الصحة ومحافظ المحافظة على جهودهم وتعاونهم معنا من أجل تطوير حرض صحياً وخدمياً. 53 مدرسة تسير العملية التعليمية في مديرية حرض نحو الأفضل وتشهد تطوراً ملحوظاً حيث نجد أن الإدارة التعليمية ب «حرض» سعت إلى توفير المعامل الدراسية والوسائل التعليمية ونترك الأخ/علي جمال عبده قائد مدير الإدارة التعليمية بمديرية حرض يحدثنا قائلاً: العملية التعليمية تشهد نهضة حديثه في عهد الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وقيادة محافظة حجة تولي حرض عناية كبيرة في توفير الكوادر التعليمية وبلغ عدد موظفي التربية بحرض 517 معلماً ومعلمة فيما بلغ عدد المدارس العامة 53 مدرسة منها 7 مدارس اساسية وثانوية و7 مدارس أساسية فقط. وجميع المدارس المكتملة البناء مكتملة الأثاث ولايوجد نقص سوى في مدارس الريف ولدينا معامل في أربع مدارس مكتملة ومازلنا نتابع الوزارة من أجل تزويد بقية المدارس بالمعامل وتم تجهيز الوسائل التعليمية لمدرسة الشعب للبنات حيث وفرنا لها كافة الوسائل مثل جهاز كمبيوتر واجهزة تصوير وسمعية ومكتبة حديثة تحوي أكثر من 600 عنوان ولايوجد عجز سوى في مواد الرياضيات واللغة الانجليزية والقرآن الكريم وكذا بعض العجز في معلمي الصفوف الأولى في المدارس النائية ويعود السبب إلى عدم وجود موظفين من أبناء القرى الواقعة فيها..وعدد الطالبات في 4 مدارس للبنات ونحو 2600 طالبة بينما بقية مدارس المديرية مختلطة واجمالي عدد الطلاب والطالبات بلغ عددهم 12 ألف طالب وطالبة في كافة المراحل الدراسية. انجازات وطموحات !! السلطة المحلية بمديرية حرض تشهد تطوراً محلوظاً خدمياً الدكتور/أحمد حسين المجدلي أحد قادة المجلس المحلي بالمديرية تحدث حول ذلك فقال: المجلس المحلي بمديرية حرض يضم نخبة من الكوادر الاجتماعية والفكرية والثقافية فمنذ الفترة 2002 2005م تم انجاز 22 مشروعاً تنموياً وخدمياً بتكلفة 029.279،246 ريالاً توزعت كالتالي: التربية والتعليم 18 مشروعاً بتكلفة 229،343،221ريالاً وتم توزيعها للمناطق النائية الأكثر احتياجاً وفي المجال الصحي تم انشاء عدد من الوحدات الصحية بتكلفة 500،137،19 ريال وفي مجال الأشغال العامة تم التنسيق مع قيادة المجلس المحلي بالمحافظة لانجاز مشروع توسعة الشارع العام من الجمارك إلى مركز المديرية وتمويله مركزياً من وزارة الأشغال العامة وتم ربط 000،832،5 ريال كمبلغ ربط لسفلتة الشوارع الغربية داخل السوق وفي مجال الشباب والرياضة نسعى لبناء بيت الشباب لنادي رحبان الرياضي ووعدت القيادة السياسية باعتماد معهد مهني وقد تسلم الموقع وبقي التنفيذ والانجاز وفي مجال المياه تم اعتماد العديد من المشاريع الخاصة بالمياه وقد نزلت مناقصاتها وتم حفر الآبار في كل من قرية الخضراء عزلة العنته وحفر الآبار في قرية الفرزة عزلة حرض ونحن نقدر جهود وكيل المحافظة لشؤون تهامة وقيادة المجلس المحلي بالمديرية وعضو مجلس النواب وقد حصلنا على هدية من رئيس الجمهورية حفظه الله لمديرية حرض وهي عبارة عن آلتين «تركترات» ضخمة من أكبر الأنواع تصل قيمتها 150 مليون ريال وقد ساهمت تلك الآلة في المجال الزراعي في بناء السدود الترابية لمياه الأمطار والسيول والحد من تضرر أراضي المزارعين جراء السيول الجارفة والأستفادة من السيول القادمة. أوراق متناثرة ! ! سبعة عشر عاماً مرت على أزمة الخليج الثانية وخروج مايزيد عن مليون مغترب آلاف الأسر حطت رحالها في حرض منذ ذلك الحين وحتى يومهم هذا يسمون بالمغتربين وحاراتهم المتناثرة في ضواحي حرض التي مازالت حتى اليوم اسمها حارات المغتربين فهم مغتربون اسماً وواقعاً فحاراتهم محرومة محرومة من كل الخدمات الضرورية. بعد ذلك توجهنا إلى قرية «مجعر» حيث الود والمحبة والاخاء..«مجعر» ترنيمة العشاق وقبلة الباحثين..انطلقنا على دراجة نارية «موتور» من مركز المديرية حرض إلى الريف..ما إن سمعت ب «مجعر» حتى كاد الشوق يسبقني إليها والقلب يغرد باسمها والجوانح تهفو لمصافحتها والأوصال تشتاق للقائها فهي درة المدن وجوهرتها المنسية ومن يصل إليها لايملك إلا أن يردد آيات الانبهار أمام عظمة الآباء والأجداد..وهناك كان الأخ أحمد تبيع الفقيه المحامي الشاطر والرجل الذكي الذي غمرنا بالترحاب والكرم الحاتمي ابن الأرض المعطاء..قرية «مجعر» تشكو من غياب الخدمات الضرورية كالكهرباء والصحة والتعليم وعدم توفر شبكة الضمان الاجتماعي للمساكين والفقراء والأيتام.. فمشروع المياه بناه فاعل خير «محمد أحمد جني» ومازال المشروع يعمل ولايوجد مساهمات من المجلس المحلي في تطويره والدفع بعجلة الحركة فيه حتى يستمر عطائه أكثر..أبناء «مجعر» يحلمون مثل بقية القرى لوصول خدمات البنية التحتيه إليهم..«مجعر» التي زرتها يوم خميس لم أكن أود مفارقتها لولا ارتباطي بأعمال أخرى..عدت تاركاً «مجعر» خلفي متجهاً صوب عروس البحر الأحمر بعد تناول الغداء لدى «آل تبيع» لكن القلب لايزال هناك عالقاً بذكرياته الجميلة التي وزعها على تلك المنطقة وفي ذلك العريش الذي تناولنا فيه «أعواد القات وعشنا الساعة السليمانية مع شاب مميز ذو أخلاق عالية كأخلاق «أحمد تبيع وفي يقيني أنني سأعود إليها في القريب العاجل إن شاء الله «فمجعر» وأهلها الطيبون صغاراً وكباراً التي تركتها، تخفق بين جوانحي فهي وحدها من عادت بي آلاف السنين إلى الوراء واخذتني إلى أعماق تاريخنا فاستجليت من خلالها واطلعت على صفحة ناصعة من صفحات تاريخنا وطبيعتنا الساحرة وسلام على كل أهلك الطيبين يا«مجعر»!! في حرض ثمة شيء يأفل، وثمة شيء جديد يبزغ ومابين الغروب والبزوغ حياة مهجنة وذاكرة مكدودة وجسم منحول ووجوه تبحث عن شيء مالاتعلمه.