- توفيق الجند .. مدير ناجح للغاية فدائماً ما يدير ظهره للموظفين بشكل متفان وباستمرارية ودقة تمنحه لقب «مدير الظهر وآفة العصر». للإنصاف فإن هذا المدير يمنح الكثيرين استثناءً ظهرياً ملفتاً، فهو يقف مرحباً عند دخول مدير شئونه المالية مثلاً. إذاً عندما لايدير ظهره فهو يدير مفتاح الخزينة «العاصية» حقيقة «1» أحياناً قد يصارحك الرجل وهو يطوف «يدور» حول كرسيه «الدوار» أنه مدِّور، وليس «مدير» والمدور هو الباحث عن شيء ما قد يكون خاصاً بآخرين ولايخصه ابداً وهو يتبع قاعدة لم ترد في كتب الحديث ولا الفقه ولا حتى كتب الطبخ «دع ما يخصك إلى ما لايخصك» تيمناً بالحديث الشريف «دع ما يريبك إلى مالايريبك» وبكل تأكيد فهو رجل «مدَّور» بتشديد وفتح الواو أي مدور الشكل الخارجي ويقترب هندسياً من الشكل الاسطواني، وعندما يقعد فإنه «يتكور» ويصبح أكثر شبهاً بالكرة الأرضية. ومع انه لم يكن يوماً ما محباً للجغرافيا وعلم الخرائط إلا أنه أصبح أكثر نباهة الآن ويستطيع رسم خريطة طبوغرافية لأية بقعة جغرافية تنتهي «بخزينة». حضرة المدير وبتواضع العالم يعترف بأنه لايتبع أية نظرية إدارية في تسيير مؤسسته ولكنه أيضاً يعترف بأنه مرجع أعلى في علم «الإدارة» فهو يريد كل شيء ممكن الحصول عليه بأي طريقة. أراد أن يصبح مديراً ليحقق مايريد، هذه هي الحبكة «حقيقة 2». يريد مثلاً مكافأة بحسب النظام فهو يريدك أن تقوم بعمل ما إن كنت تحت «إرادته» ويريدك ان تكون قنوعاً ومترفعاً عن مطالبته بمكافأة ليصرفها لنفسه بالطبع لأنه «مريد». كن «مديراً»َ أو «مريداً» لمدير ولا تكن موظفاً فتهلك. ليست هذه الأسباب من يقف وراء سوء الإدارة التي تكاد تكون الحال الغالب في مؤسساتنا الحكومية.. هل تصدق ؟! من هو السبب ياترى ؟! انه الموظف الكسول، الغبي، الطماع، الذي «يريد» وأعوذ بالله من هذه الكلمة بين القوسين فهو يريد حقوقاً لايستحقها وهو لايتمتع بشروط «المدير». لهذا فشلت أو تكاد معظم المؤسسات الحكومية.. نظريات الفشل الإداري تتناقض بين مدرسة المدير ومدرسة الموظف هذا التناقض «الإداري» ذاته هو احد أسباب إدارة الظهر وآفة العصر. كل مدير يعرف ما يريد حقيقة علمية ثابتة «وهو المطلوب اثباته» عافاكم الله..