- صدام الزيدي .. ثم ماذا بعد.. ذات الهم اليومي مابرح يحاصرك من كل الاتجاهات ومن حين إلى آخر تغدو أشبه بسلة مهملات لهذا الذي يسمونه «الوهم» ومع ذلك،تظل عاجزاً عن استعمال شيء يقوى على طرد هذا البعبع المخيف الذي يلتهمك كقرش يتضور جوعاً. كم مرة لجأت فيها إلى الكتابة، وكم ليلة هربت فيها إلى الكتابة، لا مجال للحسبة والإستغراق في فراغات ليالٍ كثار قضيتها في الكتابة ممعناً في ورطة التعايش. نزفت في جوفها سنين ولحظات عمرك المحترق، كمعمل محروقات لك الآن أن تتخيل كم من الأيام، وكم من الليالي والمساءات وكم من الإنغماسات غير المجدية، نزفتها جميعاً في مطفأة سجائر ويممت تبحث عن ذاتك في نتوءات السراب الذي بات على مقربة من ناظريك، يغلفك حد التحرش، يلامس هلامات تطلعك ممنياً إياك بأوهام وأماني رغم بساطتها وعدم استحالتها إلا أنك تكاد تكون لفظتها منذ زمنٍ طويل. ثم ماذا بعد.. ذات الصداع المناوب على حراستك من ناحية جسدك لم يبارحك لحظة من زمن كسيح فيما أنت ماتزال تنتظر لحظة تحرر من هكذا من أستمرأ الاختباء في جمجمتك كإرهابي تطارده الإدارة الأمريكية.. المصيبة أنها لم تهتدي إلى ملجأه ذلك.. كما أنها سوف لاتصدق أن ثمة «إرهابي» جبان تحتفظ به في رأسك.. ثم ماذا بعد.. ذات الوجوم الذي أبرم صفقة تلازمية معك، ساعة كنت إلتماعة ضوء قبيل مجيئك إلى هذا السجن الكبير بملايين السنين.. هاهو مايزال في المهد فيما أنت لاحول لك ولاقوة أفنيت ربع قرن على أمل أن تفق من غفوتك وإنطفاءاتك المتواترة، فلا أنت أفقت فأفلجت ولا الوجوم خلع أثوابه الغليظة عن محياك وعن جسدك، وعن أشيائك التي حولك. ثم ماذا بعد.. الأيام منشغلة بماراثونات تخصها وترتبط بمصير استمراريتها، والساعات فقدت خاصية التعقل منذ أخذت تسابق ذاتها في ناصيات الزمن المسافر في أفلاك الله، وأنت.. ما أتعسك.. تراءى لك أن تسابق الزمن فخانتك الطريق وصرت تجري فيك، وستظل كذلك إلى أن تضيق مع الأمم المتراكضة في حيوات العهن ويومئذ لامفر من أمرٍ قدره رب العرش، ذي القوة المتين. ثم ماذا بعد.. الفراغ الفراغ، الدوار الدوار، الوجوم الوجوم، والخطبة الخطبة، أغاني الفيديوكليب، العري الذي يجتاح العالم، الحراف الذي احتفظ بماء صداقته نحوك وضيع من يعول.. الكائنات البضة والمترهلة والمصفرة والدميمة والسمينة والمأفونة والمخمورة والمتولوله، والمتعفنة والملساء واللزجة والناشفة والشاحبة والمصلوبة والمثقوبة والمشدوهة والمكلومة والممقوتة والساقطة والآيلة للنكوص والكاسدة والآيلة للبوار والمفكودة والآيلة للترنح والمهراقة والمبعسسة والمفجوعة والموهومة والآيلة للتخثر، والمارقة والماحقة والواجمة والمتبعزقة والمتسلقة من وإلى الحضيض والمصدومة والمتملصة والمسحوقة والمطنشة والمدعممة وغير المأبوه بها وغير المأسوف عليها والمغرر بها والمفتونة والمتيمة والمحظوظة والمنبوذة والمطرودة والبهلوانية والماجنة والكيلسائية والدونجوانية وغير المرحب بها والبهائمية والتائهة والصاخبة والصامتة والمسكوت عنها والموبوءة والمناهضة والمتورمة والمتزحلقة والمنكسرة والمشروخة والعائمة في أتون الضياع والحالمة باللاشيء والراكعة والساجدة والهائمة والمتجشمة والمتبرمة والمتذمرة والخارجة عن السحب الداخلة إلى فضاءات نيئة والمتراصة لصق أسوار الخطيئة والهاربة من بعبع لامناص من بطشه والفارهة والمجنونة والمدلوزة والمتأمركة والمتأفغنة والممتطية الخواء والممتشقة الهراء والمتكدسة والمهضومة والجائعة والمنقرضة والمتفحمة والمتحللة والجاثمة في أحضان موحلة والبربرية والحيحذائية والكهروسنمكية والفرمتانية والطلكراسية والفشترية واللازوردية والبغبغائية والفارغة والساذجة والبوصلية والعابسة والكظيمة والفلترونية والسيحماعونية والمتشرنقة والبقشوانية والثعبوانية والمتشيطنة والمتحيذقة والمعفونة والمقلية والهادوية وثقيلة الدم والمطلة بتجهم والفاكدة قلوب القراء كما أنت والبشغوانية والياجورية والتي توشك على الإنطفاء والمتدحرجة والراقصة ملء شاشات التلفزة وذي المواخير المهتزة على وقع تساقط فئة العربي والشاهقة بدنانير معدودة والناهقة من وراء ساتر والعاهرة سراً وعلانية والمتشظية في جوف الكون والصاعدة والنازلة والمحدودبة في ناصيات الليل والمعتوهة في نهارات التمغنط والهاربة إلى الغرف المغلقة وإلى النوم الكابح والجردموسية والمنتقمة من ذواتها والساخطة على كل شيء والمتربصة بالفضيلة والزاهدة والعلمانية والماورائية والقابضة والصادرة والواردة والمحمومة والمصابة بداء الهرفتة والكادحة والجاموسية والحامضة والمفقوءة والخبيثة والمهادنة والزاحفة والمفترسة والهابطة والفاغرة والمكبوحة والبائسة والقانتة والشاكرة والغائرة والشاكية واللاهوائية والباكية والجرثومية والمائعة والفانتازية والمتسلطة والموأودة والحيزبونية والطيبة واليوروية والهندوسية والآيلة للتماهي والمرمرية والعفريتية والأباليسية والنظرة والمكفهرة والبيدوانية والكبريتية والمبرمجة والمهلوسة والنادية والمرفوع عنها القلم، والمستهدفة والمهووسة والضبابية والرائية واليسلبية والدبوسية والمخروطية والورقية والمتستطيلة والمربعة والمزركشة والمكتضة وثلاثية الاضلاع والماطرة والمزروعة والمبطوحة وذي الزاوية الأحادية والحلزونية والعكسية والمائلة والمصروعة والمحذوفة والولهة والولوعة والطريفة والمائية والفدعكية.. سلسلة مترابطة ومتشابكة لكائنات وشخوص تفاصيل متداخلة وملتوية كل هذه وغيرها ماقبلها ومابعدها بأرضياتها وهذياناتها وخراستها وبلادتها وبرودها وشرودها وفلسفاتها وحكاياتها وماخفي من تفاعلاتها ومالم يطرأ على سطح ألفتها ونزقها وتبايناتها وعكننتها وإنبلاجها ورهيمها وتشكلاتها كلها تطأ تشاعيبك وتذبل في ردهات صخبك وإنفراديتك كيما تصوغ ولاتصوغ أسئلة وإجابات لأسئلة كنترولها الوحيد والأوحد جمجمتك الأقرب إلى إرشيف متهدل لم يعد يعمل بنظام الحشو والإدخالات ذات النمط القديم والغابر. ثم ماذا بعد.. نم ياهذا قبل أن تصفعك الريح أو يتخذك الليل أجيراً لحراسة اللاشيء وفي كلا الحالين ستكون مصفوعاً، موبوءاً، حتماً ستكون بعيداً عنك، قريباً من أشياء وتفاصيل لطالما أتقنت معاقرتها وتمثل الإلتصاق بها، وفي أقل الأحوال ستعاود الغوص في أعماق رطبة، ندية، كيما تتوحد فيها، يلتئم الضوء فيما بينكما وتلتصقان بشغف على قارعة الإنتظار والوشوشات..!!