تعتبر الأمية إحدى المعوقات الأساسية التي تقف أمام عملية التنمية الشاملة وفق دراسة صادرة عن المجلس الأعلى لتخطيط التعليم حيث بلغ اجمالي الأمية في الفئة العمرية (15) فأكثر (5484114) نسمة شكلت الإناث منهم (3678516) يتوزعون بحسب الحالة الحضرية إلى (4474351) نسمة في الريف منهم (3018548) إناثاً كما يضاعف من حدة الأمية الارتفاع الملموس لمعدلات التسرب من المرحلة الأساسية مما يشكل رافداً إضافياً يزيد من حدة الأمية. وارجعت الدراسة السبب إلى ارتداد معظم المتسربين من المرحلة الأساسية إلى الأمية بسبب تدني ما تلقونه من خبرات ومهارات لم تكن كافية لمحو أميتهم إلى جانب تدني نوعية ماتعلّمونه.. كما أكدت الدراسة أنه وخلال العام 2004- 2005م ارتفع عدد المراكز بمحو الأمية بزيادة قدرها (913) مركزاً عن عام 2001-2002م أي بنسبة بلغت (83.5%) وزيادة في عدد الصفوف بمراكز محو الأمية بمقدار (4.174) صفاً أي بنسبة بلغت (225.9%) كذلك الزيادة في عدد المدرسين قدرها (3.216) مدرساً ومدرسة أي بنسبة بلغت (123.2%) وزيادة في عدد الدارسين قدرها (80849) دارساً ودارسة أي بنسبة بلغت (183.6%) وأشارت الدراسة إلى أن الفجوة بين الذكور والإناث تزداد اتساعاً لصالح الإناث والريف خصوصاً. هذا ونوهت الدراسة الصادرة عن المجلس الأعلى لتخطيط التعليم أن مراكز التدريب الاساسية والنسوية التابعة لمحو الأمية وتعليم الكبار لاتزال محدودة حيث تنتشر مراكز المهارات النسوية في (18) محافظة بينما تنتشرمراكز التدريب الأساسية في (7) محافظات فقط. كما ارتفع عدد الدارسين بمركز التدريب الأساسي والنسوي بزيادة قدرها (1612) دارساً ودارسة. عدم تطبيق الزامية التعليم وضعف مخصصات مراكز محو الأمية أهم أسباب انتشار الظاهرة إلا أنها لم تشمل الذكور بل انخفضت أعدادهم بنسبة 20.3% من اجمالي الدارسين في عام المقارنة وتمثل نسبة الذكور للإناث (12.8%) في العام 2004-2005م وأيضاً ارتفاع عدد الصفوف بمراكز التدريب الأساسي والنسوي بزيادة قدرها (111) صفاً وبرغم الزيادة إلا أنها لم تشمل صفوف الذكور بل تناقصت من (71) إلى (65) صفاً لصالح الإناث كما اتسعت الفجوة في عدد الدارسين بين الذكور والإناث ..حيث بلغت في مرحلة الأساس (91.5%) لصالح الإناث ، بينما شكلت في مرحلة المتابعة (93.7%) أيضاً لصالح الإناث ، وهذا يدل بحسب الدراسة إلى مدى عزوف الدارسين من الذكور عن الالتحاق بهذا النوع من التعليم لتوفر فرص عمل للذكور ولتحملهم مسئولية الانفاق على الأسر. وتضيف الدراسة بأن بيانات وزارة التربية والتعليم تشير بارتفاع نسب التسرب في صفوف الدارسين «ذكور» في مراكز التدريب الأساسية من (17.6%) عام 2001-2002م إلى (72.8%) عام 2004-2005م بينما ارتفعت نسب التسرب لدى الإناث من (17%) إلى (26%) خلال الفترة نفسها مما يشير إلى ارتفاع نسب التحرر من الأمية لدى الإناث. وأشارت الدراسة التي صدرت مؤخراً عن المجلس الأعلى لتخطيط التعليم إلى أن عدم تطبيق الزامية التعليم الأساسي وضعف كفاءته من أهم الاشكالات التي تواجه برامج محو الأمية ، وكذلك تفشي الفقر في أوساط النساء وخاصة في الأرياف ومحدودية المراكز الخاصة بمحو الأمية وضعف المخصصات المالية المعتمدة لها وعدم تبني حملات لمحو الأمية وغياب الدور الإعلامي الفاعل في التوعية بأضرار الأمية وعدم تفعيل مراحل الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية المرتبطة بفترات زمنية. وبخصوص تحجيم الأمية والقضاء عليها اقترحت الدراسة ايجاد وسائل جديدة لتحفيز الالتحاق بصفوف محو الأمية كصرف ضمان اجتماعي للملتحقين بمراكز محو الأمية والبحث عن مصادر مالية لدعم برامج محو الأمية سواء كانت داخلية أم خارجية والزام الجمعيات الخيرية بفتح فصول دراسية لمنتسبيها من الأميين واستنهاض الجهد الشعبي لمعاضدة الجهد الرسمي وتهيئة الأفراد للالتحاق ببرامج محو الأمية وتشغيل طلاب الجامعات والثانوية العامة في العطلات الصيفية في مراكز محو الأمية وبأجور رمزية وفتح فصول دراسية في النوادي الرياضية والثقافية لمحو الأمية يقوم بها الشباب كنشاط من أنشطة هذه النوادي وتفعيل محو الأمية بين صفوف القوات المسلحة والأمن وعدم التوظيف في الدرجات الوظيفية مثل السائقين وغيرها إلا بعد احضار شهادة محو الأمية. وكذا اعتماد ضمان اجتماعي وزيادة مصادر الدعم لمركز محو الأمية وتبني حملات لمحو الأمية من أبرز الحلول المقترحة.