زبيد.. وميض الأرض وعراقة الماضي وأصالة التاريخ وعظمة الحاضر وإشراقة المستقبل، أوصاف قلما تتحد لتكون نعتاً لمدينة. لكن الحال قد تبدو مغايرة تماماً إذا اتجه الحديث صوب زبيد، المدينة التي لا يذكر العلم وزخم الثورة إلا مقترناً بها.. بعظمائها أمثال المقري المرتضى الزبيدي الجبرتي والحكمي وعطية والحضرمي والوجيه وغيرهم كثيرون، والقبلة التي لا يتم نضوج العلماء إلا أذا يمموا وجوههم وأفئدتهم شطرها. قالوا عنها الكثير ، وما كلامنا عنها اليوم وعن أعلامها إلا كلام عاشق يجدد حبه لمعشوقته كلما طلعت عليه الشمس أو جن عليه الليل. ويكفي زبيد مجداً وعزاً أن العلم هو ليس وحده الذي يشم من دورها بل إنها صانعة التاريخ ومحتضنه الدافئ، ولما كان لزبيد هذا الألق التاريخي والحضاري الفريد كان لابد لها من حس يستنهض مشاعر الوفاء والوجدان لخلق حاضر يتوهج بوهج الماضي المبين ويتحدث بلغة رجالاته ويعزف ألحان الوفاء من ضفاف وادي الحصيب. ومن هنا امتدت الجسور بين الماضي والحاضر لتشكل الحلقة الأروع في مسلسل التواصل التاريخي، ولتعلن أيام الوفاء في تناسق رشيق بين الأمس واليوم، كما تعلنها لسدنة الكهانة كفى نعيقاً في فضاءات العمالة.. كفى توشحاً بسواد السلالة.. كفى ركوعاً لشياطين الإمامة. - عميد كلية التربية زبيد