أهداف ستة للثورة المباركة يسعى لتحقيقها كل إنسان سوي الطباع، صحيح المزاج، عالي الهمة، كونها طريقاً إلى الحرية، والعدالة، وبناء الإنسان، وعمارة الأرض، وتصحيح السلوك العام تجاه المحيط الوطني والقومي والإنساني. ونحن وان لم نعش في عصر ماقبل الثورة حتى يتسنى لنا توصيف الفوارق بين زمنين وواقعين، فإننا عشنا ماضياً وحاضراً، وشهدنا حركة متواصلة نحو تحقيق تلك الأهداف النبيلة، رغم الظروف الصعبة، والعقبات الكبيرة ، ولانزال نشاهد عملاً متواصلاً في تحقيقها يوماً بعد يوم. رغم ان تلك الاهداف تمثل بطبيعتها قيماً متحركة متجددة حيث تتسع مفاهيمها من وقت لآخر فحرية المواطن مثلاً كانت تعني الخلاص من التعبية الالزامية للحاكم، باعتباره قدر الأمة ومحل المشيئة الالهية، واليوم تتناول دلالة الحرية: حق المواطن في تنصيب الحاكم، ورفضه، وانتقاده، وكذلك سائر مفاهيم أهداف الثورة. واذا عدنا إلى الوراء قليلاً لنتذكر كيف كنا ولو في الأعوام التي تلت الثورة فإننا سنجد فوارق جلية لايجهلها الا أعمى القلب والبصيرة. ففي مجال الرفع من مستوى الشعب نجد ان كثيراً من المواطنين يعيشون في وضع مستقر، رغم كثرة مشاكل الحياة، وتعدد متطلبات العيش، واستشراء جشع النفوس. وفي مجال بناء الإنسان نجد أن المدارس والجامعات والمعاهد ومراكز التثقيف والتوعية منتشرة في طول البلاد وعرضها وانها صارت تعد بعشرات الآلاف، فقريتي ( النضير مديرية رازح محافظة صعدة) التي نشأت فيها كان بها مكتب للدراسة «معلامة» وكنا لانتجاوز مائة طالب واليوم يوجد في نفس القرية ثلاث مدارس كبيرة تضم حوالي خمسة آلاف طالب وطالبة. وفي مجال بناء الجيش نجد ان المؤسسة العسكرية قد تغيرت عما كانت عليه تماماً كماً وكيفاًَ ونوعاً..حيث تعتمد اليوم على خبرات وطنية وتتعامل مع مختلف انواع الاسلحة وتستخدم التقنيات الحديثة المتطورة. وفي مجال تطوير نظام الحكم نجد ان اليمن اصبحت في مقدمة الدول العربية تطبيقاً للديمقراطية حيث تمكن الشعب من انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة،. وتمكنوا من انتخاب ممثليهم في المؤسسة التشريعية وتمكنوا من انتخاب ممثليهم في المجالس المحلية، والدولة اليوم في طريقها إلى سن قوانين تمكن المواطنين من انتخاب محافظي المحافظات ومدراء المديريات. وفي مجال لم شل الأمة وتوحيد صفها تمكن اليمنيون في عصر الثورة من تحقيق حلمهم الأكبر (إعادة توحيد اليمن) ولانزال نرقب تحركات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس /علي عبدالله صالح الذي يسعى حثيثاً لتحقيق الوحدة العربية. فإلى الأمام دوماً في مسيرة النماء والتطور.