رسالة إلى قيادة جامعة تعز أمسكت القلم ولم أعرف من أين أبدأ حكايتي.. وكيف أبدأها.. فأنا لست بكاتبة ولكن الحياة قد تجعل الإنسان يكتب بعدما يجد الأبواب قد أقفلت في وجهه، فخير صديق له في هذا الوقت هو القلم.. فلقد تتابعت الصور في مخيلتي، وتوالت الكلمات، ولو كتبت لما كفت كل الصفحات لكتابة مابداخلي، ولكني أردت الاختصار في حكايتي فكانت أول صورة هو ذلك المستقبل الذي رسمته لنفسي بعد تخرجي من الثانوية العامة فلقد كنت طالبة مجتهدة في دراستي منذ البداية، ثم التحقت بالجامعة، وكانت أول مرة ذهبت بها إلى الجامعة أنبهرت بها، وخاصة كلية التربية التي ستكون حاضنة لتخصصي. وبالرغم من أني تمنيت قسمًا ودخلت قسمًا آخر بحكم الظروف، إلا أني قبلت الأمر، بالرغم من ذلك الخوف الذي شعرت به عند دخولي الجامعة، لكنني تغلبت على ذلك، وبدأت أضع أمامي هدفاً منشوداً أريد الوصول إليه..وأنا لاأنكر ماحصلت عليه من تشجيع من بعض الدكاترة فكانت أول عبارة تشجيعية أسمعها هي من أحد الأساتذة الجامعيين في المستوى الأول.. «تستحقي أن يكتب اسمك بماء الذهب» فشعرت بالسعادة والارتياح عندما سمعت هذه الشهادة، ولم أنس ذلك إلى الآن، وتفوقت في دراستي وحصلت على المرتبة الأولى في كل سنوات دراستي على مستوى الكلية، وعلى المرتبة الثانية على مستوى جامعة تعز، وكنت سعيدة بذلك ومتفائلة، وبعد فترة بدأت أفقد هذا التفاؤل، فكأي متفوقة لم أجد أي تكريم أو تشجيع من قبل الجامعة ولو على تشجيع معنوي، فلم أجد أي فرق بيني وبين أي طالب عادي. ولكن ما أعاد لي الطمأنينة التكريم الذي حصلت عليه من المنظمة الوطنية للتنمية "NODS".. وبدأت بعد ذلك التفكير في رحلة العمل فلقد رغبت في العمل بالجامعة بحكم تفوقي فيها، ورغبت بالحصول على درجة إعادة، وهذه أول درجة للصعود إلى حلمي.. ولكن لم أجد أمامي إلا التعاقد بنظام الساعات مثلي مثل أي طالبة حصلت على أقل التقديرات وبدون أي تمييز. وبحقيقة الأمر لم أكن أعلم ماسأحصل عليه من التعاقد بنظام الساعات ولم أكن أعلم مايعانيه هؤلاء المتعاقدين من استحقار لجهودهم العملية والعلمية، فلم يكن همي إلا أن أحقق حلمي.. بغض النظر عن العائد المادي «الحقير». وتوالت العديد من الأسئلة في مخيلتي هل هؤلاء المتعاقدين يبحثون عن المظهر فقط، وسمعة أنهم يدرسون في الجامعة، أم إنهم مغلوبون على أمرهم مثلي يحلمون بالعمل في الجامعة بحكم تفوقهم فلقد أصطدمت بهذا الواقع الذي لا أعلم هل هو الواقع أم مازلت أحلم.. إن كان حلماً فأتمنى أن أستيقظ منه بأسرع وقت ممكن. الطموحة و.ط.م. متعاقدة في جامعة تعز لنا كلمة صاحبة الرسالة نموذج ومثال لعشرات المتعاقدات والمتعاقدين في أكثر من قسم في كليات جامعة تعز، ورغم تفوقهن ورغبتهن في صقل ماتعلموه وما أفنوا من أجله من سنوات في الجامعة إلا أن واقع التعاقد هذا النظام غير المجدي بالجامعة يحبط الجميع، إلا أنهن يفضلن مواصلة المعاناة والحفر في الصخر على أن يضلين حبيسات المنازل والفراغ. وقد يقال إن الجامعة لاتقدر على توظيف هذا الكم الهائل من المتعاقدات، لكننا نقول إن الجامعة بإمكانها إعطاء عائد مادي أفضل من الذي يتم صرفه لهن، بما يدعم الجهود والتي تبذلها ويبذلها المتعاقدون والمتعاقدات في أقسام التدريس في الجامعة. في الأخير نتمنى الاستجابة لصيحة الأخت التي لاتمثل ذاتها بقدر ما تمثل عشرات من أمثالها. [email protected]