يشهد مركز التدريب والتصنيع التابع للمؤسسة العامة للكهرباء تراجعًا مستمرًا في مستوى أدائه وخاصة في جانب التصنيع حيث شهدت نسب مخرجات الإنتاج خلال السنوات الماضية تراجعًا حادًا مثَل فيها عام 2006م الأسوأ من حيث مستويات التراجع منذ إدخال عملية التصنيع في المركز مطلع 2000م . وبحسب بيانات مخرجات ورش الإنتاج التابعة للمركز خلال العام الماضي فقد تجاوزت نسبه الانخفاض ال60 في المائة لتصل الى 12 الف قطعة مقارنه ب26 الف قطعة خلال 2005م وإن كان الأخير قد شهد تراجعًا كبيرًا مقارنة مع كميات مخرجات الانتاج خلال عام 2003م التي تجاوزت ال81 الف قطعة من مختلف منتجات المركز. إمكانات مادية ويعلل مدير عام المركز المهندس احمد الوجيه ذلك التراجع إلى عدة أسباب لكن اهمها كما يقول عدم قدرة المركز على تلبية طلبيات المؤسسة العامة للكهرباء في الوقت المحدد..مرجعاً ذلك إلى عدم تحصيل مستحقاته المالية من المؤسسة مقابل قيمة الطلبيات التي سلمها للمؤسسة في الكثير من الأحيان . واوضح الوجيه أن ذلك قد انعكس سلباً على مستوى أداء المركز سواء من حيث التدريب أو التصنيع..مشيراً إلى أن عدم توفر الإمكانات المادية تجعل المركز غير قادر على شراء المواد الخام اللازمة للتصنيع وهو ما يؤدي الى عدم تشغيل الأيدي العاملة في ورش الإنتاج والبالغين قرابة 87 عاملاً منهم 57 فنيًا يعملون بالأجر اليومي ويتحمل المركز مسؤولية توفير أجورهم . وأضاف " استمرار الوضع على ما هو عليه يجعل من الصعب على المركز توفير أجور تلك العمالة خاصة بعد أن حملت المؤسسة المركز مسؤولية تغطية نفقاتهم " وأشار إلى أن تحصيل المركز لمستحقاته المالية من المؤسسة سيمكن من تطوير نشاطه وتوسيع عملية الإنتاج الآخذة في التراجع عامًا بعد عام رغم جودة مخرجات المركز العالية وأسعارها المنافسة مقارنة مع تلك التي تقوم المؤسسة بشرائها من القطاع الخاص. منافسة وساهم توجه المؤسسة لشرء احتياجتها من القطاع الخاص بدلا عن المركز بحسب الكثير من العاملين فيه الى إضعاف مستوى أداء ورش التصنيع . واستغرب مختصون في المركز سياسية المؤسسة بهذا الشأن .. مشيرين إلى أن شراء المؤسسة لنفس القطع سواء طبلونات العدادات أو ملحقات شبكة النوكيا وغيرها من القطاع الخاص يكلف المؤسسة مبالغ باهظة رغم أن مستوى جودتها لا ترقى إلى مستوى جودة ما يتم تصنيعة في الورش التابعة للمركز ناهيك عن أسعارها المرتفعة مقارنة بأسعار المركز". وعن الاسباب التي تجعل المؤسسة تتجه للشراء من القطاع الخاص قال الوجيه أن السبب يرجع إلى عدم إمكانية المركز في تنفيذ طلبيات المؤسسة العامة للكهرباء في الاوقات المحددة لأن ورش التصنيع لاتعمل بكامل طاقتها الانتاجية نظرًا لعدم توفر المبالغ المالية التي تمكن المركز من شراء المواد الخام واستكمال تصنيعها في الوقت المناسب.. انتهاء العمر الافتراضي ويعد إنتهاء العمر الإفتراضي لالات التصنيع مشكلة تعرقل مستوى أداء تلك الورش، ويؤكد أحد الفنيين على ضرورة توفر الاموال اللازمة لشراء آلات حديثة تمكن المركز من مضاعفة إنتاجه وتحسينها بشكل أفضل وبالتالي الالتزام بالمواعيد المحددة ..مشيرًا إلى أن معظم الآلات الموجودة قد انتهى عمرها الافتراضي حيث يؤدي توقف آلة واحدة إلى توقف الخط كاملاً نظرًا لترابط عملها خلال عملية الانتاج. وعن إمكانية المركز المستقبلية تصنيع مستلزمات أخرى أوضح الوجيه إلى أن المركز يستطيع تصنيع كافة ملحقات الشبكة الهوائية التي تحتاجها المؤسسة مثل الزوايا ومسامير التثبيت والسواعد وغيرها من الملحقات بجودة عالية وأسعار منافسة جدًا لأسعار السوق وهو ما سيخفف الكثير من التكاليف المالية الباهظة التي تتحملها المؤسسة عند شرائها من القطاع الخاص . وأشار إلى أن استحداث خطوط انتاج جديدة غير مكلف جدا فبعض الآلات لا يتجاوز سعرها ال30 ألف دولار فقط ..منوها بأن المركز يمتلك عددًا كبيرًا من المهندسين والفنيين ذوي الكفاءة العالية الأمر الذي لن يحتاج إلى البحث عن خبرات أجنبية وأكد مدير المركز على ضرورة أن تولي قيادة المؤسسة المركز المزيد من الأهتمام خاصة مع المنافسة القوية التي يواجهها المركز من القطاع الخاص وهو ما يحتم على المؤسسة إعطاء المركز الأولوية سواء في تلبية طلبياتها من القطع المختلفة أو عملية التدريب كونه سيسهم في توسع نشاط المركز وتلبية أكبر قدر من احتياجات المؤسسة . ولفت إلى أن الوزارة والمؤسسة قد اعتمدت مبلغ 50 مليون ريال في البرنامج الاستثماري للعام القادم ..مؤكدًا أنه سيتم استغلال هذا المبلغ في تطوير نشاطه رغم أن المبلغ صغير مقارنة بمتطلبات المركز التي تم الرفع بها ضمن البرنامج الاستثماري والبالغة 323 مليون ريال . إحباط شديد مركز التدريب والتصنيع الذي انشأ عام 1980 م بالتعاون مع شركة كهرباء وغاز فرنسا (آي.دي .إف) يقع على عاتقه تدريب عمال وكوادر المؤسسة العامة للكهرباء في مختلف التخصصات الفنية بما يمكنها من مواجهة التوسع الكبير في مد شبكة الربط الكهربائي في كل محافظات الجمهورية وكذا مساعدتها على تنفيذ الخطط والبرامج التي تسعى لها . وبحسب مختصي المركز فقد كان هدف الشركة الفرنسية من انشائه هو جعله مركزاً إقليميًا تقوم الشركة من خلاله بتدريب كافة العاملين في مجال الكهرباء سواء في اليمن أو دول الجوار وخاصة جيبوتي وأثيوبيا والسودان وارتيريا والصومال إلا أن الشركة بعد إنشائه لأسباب خاصة بها قد سلمته للمؤسسة العامة للكهرباء أنذاك وقد كان له الفضل كما يروى في تدريب معظم المهندسين والفنيين التابعين للمؤسسة وبكفاءة عالية نظرًا لتوفر كافة وسائل التدريب المتكاملة المختلفة حيث بلغ اجمالي المتدربين منذ عام 2000م وحتى النصف الأول من العام الجاري قرابة 3476 متدربًا في مختلف التخصصات سواء الصيانه او التشغيل للمحطات والمحولات والتحكم الكهربائي وغيرها. ويؤكد الكثير ممن تم الالتقاء بهم فإن المركز ورغم التدهور الحاصل ما يزال يقدم خدمات تدريبية بمستوى عال وأفضل من مراكز التدريب التابعة للقطاع الخاص. وبحسب مدربي المركز الذي يتحدث البعض منهم أكثر من لغة أجنبية فإن وضع المركز قد أصاب معظم العمال والفنيين بالإحباط الشديد بسبب تدني مستوى اهتمام قيادة وزارة الكهرباء والمؤسسة بالمركز خلال الثلاثة الاعوام الماضيه . بانتظار الوزير ونظرا للعوائق والصعوبات التي يعاني منها المركز يبدي الكثير من العاملين في المركز أملهم في عودة المركز إلى ما كان عليه ، مراهنين على زيارة وزير الكهرباء الدكتور مصطفى بهران للمركز وإطلاعه على الوضع عن كثب لأن ما يحتاجه المركز كما يقولون هو إدراك أهميته والدور الذي يقوم به والدور الذي يمكن أن يقوم به مستقبلاً في خدمة المؤسسة العامة للكهرباء . مكونات المركز ويعتمد مركز التدريب والتصنيع فيما يتعلق بالتدريب على عدد من قاعات وورش للتدريب المختلفة بالاضافة إلى محطات حية أشبه بمحطة الحسوة البخارية بمحافظة عدن أو المحطات العاملة بوقود الديزل حيث يتم فيها تدريب كوادر المؤسسة على مختلف الاعمال التي تدخل في كافة الامور الداخلة في عمل الكهرباء وفي مختلف الجوانب. أما الشق الآخر من مكونات المركز فهو التصنيع ويتكون من ثلاث ورش الاولى ورشة الطبلات ويجري فيها انتاج كافة لوحات التوزيع الكهربائية بمختلف القدرات وصناديق العدادات وطبلات محولات التيار لكبار المستهلكين وزويا شبكة النوكيا والصفائح الجدارية وطبلونات تحكم للورش والهناجر وصناديق العدادات الالكترونية. اما الورشة الثانية فهي ورشة الأعمده ويتم فيها تصنيع أعمده الضغط المنخفض بطول من 9 11مترًا بالاضافة الى الاهواك الخاصة بشبكة النوكيا وزويا حديد شد 33 ك.ف والابراج الحديدية الخاصة بتركيب محولات التوزيع وغيرها.. اما الورشة الثالثة فهي ورشة صيانة المحولات الكهربائية المختلفة القدرة والمكونة من وحدة للاختبار والفحص ووحدة لإعادة لف المحولات وأخرى للتجفيف والتمحيص وتركيب الدائرة المغناطيسية وكذا وحدة لطلاء وسمكرة المحولات بعد صيانتها ووحدة مختصة بفلترة وتنقية الزيوت ووحدة السرويس والسمكرة لأجسام المحولات الخارجية.