العشر الأيام الأولى للعام الجديد 2008م وما سبقتها من الأيام الأخيرة للعام الماضي 2007م كانت فيها مدينة زبيد بهوية أخرى عن بقية مدن العالم التي شهدت احتفالات رأس السنة الجديدة بذلك الصخب الذي شاهدناه في أضواء الفضائيات من حيث المراسيم والهوية لهذه الاحتفالية التي يصدر إليها عالم الغرب تسبيحات وطقوساً خاصة.. ومع ذلك كان اختيار بعض السياح الأوروبيين ل«زبيد» احتفاءً بعيد رأس السنة ملاذاً ومتعة دون مبالاة بوجود «بابانويل» معهم أو شجرة الصنوبر التي من العادة أن تكون حاضرة بكامل زينتها وأنوارها البهيجة. بل اكتفوا ببهاء البيت الزبيدي أن يكون زينتهم وبركتهم للاحتفاء بعيد رأس السنة دون منغصات.. وبعيداً عن الصخب وعن المشروبات الروحية وغير ذلك من البدع الأوروبية التي عرفوها في حياتهم. استراحة زبيد كانوا في استراحة زبيد السياحية أكثر سعادة وسط اللفيف الاجتماعي التهامي يسمعون المزاجلات الشعرية بين أولئك الشعراء كبار السن وبين متحديهم من الشعراء الشباب، الذين جميعهم يزاجلون الشعر بالفطرة، لأنهم جميعاً أميون صرف إلا أنهم رواد الشعر النبطي والحميني في أرض الحصيب. نفس العريقي الملهم الصورة المختلفة التي التقطتها عدسة الزميل عادل العريقي قد تكون أكثر تعبيراً من هذا الوصف، بل قد تكون هي الأصدق من هذه السطور أو هذه الفرحة التي اصطدناها بانتهاز الفرصة والمباشرة بالانفراد بهذا الحوار الصحفي السريع.. إلا أنه من العرف أن نبين لمن كان هذا السبق. الحقيقة هي وبكل تأكيد لولع وإلهام وأحاسيس وتقنية الزميل العريقي الذي ربما له علاقة بالدهشة والمفاجأة بموهبة تفرد عن الآخرين من أمثاله بفن الروعة عجائب الاستراحة السياحية أيضاً هذه الصدفة وهذا السبق ونحن في زبيد مع هذا الفوج السياحي الأوروبي الذي لم يكن لنا ميعاد أو برنامج للالتقاء به في هذا المكان الذي لملمنا من تعب السفر بعد ملاحقة من دعونا فتخلوا عنا ورمونا إلى جن قلعة زبيد لنكون جميعاً في بهو استراحة زبيد السياحية. وكما أشرت أيضاً أن هذه الصدفة قادتنا لاكتشاف أن أطفال وشباب المدارس في هذه المدينة يجيدون لغات السياحة العالمية أكثر ممن كانوا مع المترجمين المرافقين لهذه الأفواج السياحية الأوروبية، والذين معظمهم على مايبدو من دول الجوار في القرن الافريقي والذين تستخدمهم الكثير من الشركات السياحية المحلية في بلادنا كمرشدين سياحيين وفي إهمال متعمّد لهؤلاء الفتية اليمانية.. لا يعلم المرء لماذا..؟! سلفانيا هنا في زبيد الطرف الأول في هذا المقصد فتاة أوروبية من سلفانيا لا يتجاوز عمرها ال18 عاماً.. كان أنسها من وحي المكان يستشعر الراحة والأمان ببساط أحمدي دون خوف أو وحشة من الإنسان ومكان الغربة البعيد جداً جداً من سلفانيا ومن القارة الأوروبية بآلاف الفراسخ تقول لنا: اليمن جميل.. بلد رائع، أعجبني كثيراً، وشكراً للانترنت الذي عرفني بهذا البلد الجميل وهذا الشعب الطيب المضياف والمتواضع بأخلاقه النبيلة. الانترنت والطريق إلى اليمن يعني أنتِ عرفتِ اليمن أولاً عن طريق الانترنت؟ هذا صحيح.. واسمي زنجا مايا من سلفانيا، وفي أحد الأيام بالصدفة وأنا أتصفح الانترنت أجد نفسي أدخل موقعاً يحمل اسم هذا البلد الجميل «يمن».. وعبر هذا الموقع بدأت أتعرف أكثر وأكثر عن هذا البلد العربي والسمات التي يتقلدها شعبه بأصالة حضارية عريقة، ويحافظ عليها بقواعد من العادات والتقاليد.. فشدني هذا كله لزيارة اليمن. انطباعات أوروبية طيب بعد أن حضرتِ إلى اليمن.. هل انطباعكِ تغير عن انطباعكِ السابق وأنت تشاهدين اليمن بالانترنت؟ لم يتغير إطلاقاً.. الناس الذين شاهدتهم سعداء جداً أصدقاء جداً.. وطيبين جداً. زيارة أخرى هل تفكرين بعد عودتكِ إلى وطنكِ بزيارة أخرى لليمن؟ نعم وأود ذلك.. بل سأعمل ترتيبات لائقة مع كثير من أصدقائي لزيارة اليمن مرة أخرى وسأشرح لهم كثيراً عن اليمن وعن السياحة في هذا البلد، لأنها غير مكلفة بتاتاً، يعني لا يحتاج السائح دخول معلم سياحي أو زيارة موقع آثار لترتيب مسبق ودفع رسوم معينة للدخول، كل شيء مجان.. واسمح لي أن أعلق على السياحة في اليمن وأقول: سياحة ببلاش كما يقول المصريون. ما في نظافة الطرف الآخر فتاة أوروبية في ال24 عاماً تحدثنا بالعربية المكسرة فتقول: نحن مجموعة من سلفانيا ومدة رحلتنا في اليمن عشرة أيام.. ثم تتوقف وتقول ناتانيا : هكذا تمام بما يعني أن لغتها مفهومة لنا أيوه نحن اليوم شفنا زبيد وليش هي في قائمة اليونسكو زبيد مدينة كانت حلماً.. شفنا حلم رائع وعرفنا ليس في اليونسكو وسمعنا وهذا مش تمام أنه سنة ونصف بعدين زبيد برع من يونسكو.. لا نحن نريد زبيد تبقى في اليونسكو. بلد جميل طيب ايش مش عاجبك في اليمن؟ في الحقيقة احنا نشوف النظافة مش كويس في الشارع.. نشتي نشوف نظافة بهذا البلد الجميل.. وتلقائياً تطلق قهقهتها في وجوهنا. ومن ثم تتوقف معتذرة وتقول بعربيتها المكسرة: عفواً مافي ازعاج.. كلام أنا مش تمام.