عزة محمد عبده غانم، سيدة يمنية غنية عن التعريف ، أكاديمية في جامعة صنعاء ل30 عاماً كأستاذة لعلم النفس ، أسست و رأست مدارس أزال الأهلية التابعة لجامعة صنعاء، وحالياً الجامعة العربية للعلوم التقنية ، وهي أيضاً رئيس نادي زوجات الدبلوماسيين فهي الأولى في كل المراحل ومن أسرة عهدناها سباقة في كل جديد ومشرف . أولاً السؤال الروتيني . كيف تعملين على تنسيق أمور العمل وتنظيم الواجبات الأسرية والموافقة بين الجانبين ؟ - أنا من الذين يسيرون على برنامج منظم في حياتهم وبالتالي أحاول أن أنسق بين عملي وبيتي وأخلق التوافق، حالياً أنا متقاعدة من جامعة صنعاء، وأولادي كبروا وأحاول أن أنظم في شغلي كرئيسة جامعة ومسؤوليات زوجي الذي أعطيه الكثير. ماذا تقرأين.. وكم تعطين للقراءة من الوقت؟ - هذه الأيام أنا منهمكة في قراءة 16 رسالة ماجستير مشرفة عليها ولم يتح لي هذا فرصة لقراءة أي شيء آخر، وكما تعرفون التلفزيون الآن والأنترنت يعوضان عن القراءة.. كون التلفزيون بحد ذاته يعد علماً. ما الذي يشدك في القنوات الفضائية.. هل الجانب الإخباري أم الترفيهي أم ماذا؟ -الأخبار أصبحت تؤدي للإكتئاب، ولكن مايشدني بقوة هو البرامج الدينية والصحية حتى استفيد منها وأتعلم أشياء من متخصصين بحثوا في هذه الأمور ولهم معرفة كبيرة وإطلاع واسع. هل تحققت كل طموحاتك.. وهل أنت راضية عن مشوارك في الحياة؟ - يقول «ماسلو»: «قلة من الناس يستطيعون تحقيق الذات على أعلى مستوياته» وأنا من الذين حققوا ذاتهم وعملت كل شيء تمنيت عمله وأعتقد أنني لم أكن اختار غير هذا المشوار الذي جعلني «الأولى» في كل المراحل.. والحمدلله وصلت للطموح. بصفتك رئيسة للجامعة العربية للعلوم التقنية وهي أهلية.. هل الاستثمار في الميدان التعليمي مشجع في اليمن؟ - في الوقت الحاضر نعم، لأن هناك عدداً من الجامعات فتحت لاستيعاب الطلاب، هناك 180 ألف طالب خريجي ثانوية والجامعات الحكومية لاتقبل سوى 80 ألف طالب تقريباً فيما 100 مائة ألف طالب حاملين الثانوية لكن لايمكنهم الالتحاق تحت أي مسمى في الجامعات الحكومية. فالجامعات الخاصة سوف تحل بعض هذه المشاكل إذا كان مستواها جيد. من خلال متابعتك للتجربة.. ما الذي ينقص سيدات الأعمال اليمنيات؟ -متابعتي لهن ليست بالشكل المنتظم غير أن الخطأ في اعتقادي في إدارتهن يكمن في دراسة الجدوى بالشكل المناسب ودراسة الأمور قبل البدء شيء ضروري، واعتقد أن سيدات الأعمال يستطعن تحقيق الكثير؟ ماذا ينقص اليمن لتصبح دولة رائدة في كل الإتجاهات ؟ -اليمن تمتلك مقومات طبيعية ولديها الإمكانيات والكوادر والموقع الاستراتيجي ولاينقصها سوى الدعم الاقتصادي لتوجيهها بطرق صحيحة. ومشكلتها الزيادة غير المعقولة للسكان الذين يتضاعفون كل عشرين سنة فلو بنينا كل يوم مدرسة في اليمن لن نغطي الاحتياجات. ومشكلتنا سباق مع الاحتياجات وغير قادرين على توفير النوعية المتميزة لعدم تغطية الكمية. فلابد من تغطية الاحتياجات لتحسين النوعية. هل الإدارة الحالية في اليمن بمختلف المؤسسات إدارة نموذجية؟ -لا ليست إدارة نموذجية.. نحن نعاني من ضعف شديد في الناحية الإدارية في اليمن وهناك فوضوية في مؤسسات مختلفة.. فعندما نزور أي وزارة لانجد الموظفين في بداية الدوام بل حتى الوزير نفسه لايصل إلا متأخراً، ولذلك أقول بأن الإدارة في اليمن ضعيفة ورديئة جداً وهناك فساد بمستوى عالي ولايوجد طريق جدي لتحسين الوضع ولم يحاكم أحد حتى اليوم. هل أنت متفائلة بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد؟ -إن شاء الله تحارب الفساد فعلاً.. وهذا لن يتأتى إلا إذا منحت هذه الهيئة الدعم الكافي من كل النواحي، ومنحها الصلاحيات فإنها ستبشر بالخير، أما إذا وضعت فقط كمنظر للتخفيف من النقد فإن الوضع لن يتغير. ماذا أضاف لك لقب «حرم الوزير» بإعتبارك زوجة الدكتور / /ابوبكر القربي-وزير الخارجية اليمني؟ -لم يضف لي أي شيء فأنا دكتورة جامعية وهذا أعلى من حرم وزير لأن الوزارة شيء مؤقت «تجي وتروح» وهناك نساء أميات صرن حرم وزير. لكني فخورة بزوجي أ.د/ابوبكر القربي فهذا مصدر فخري كونه انسان عالم في الطب والعلوم الأخرى وذو أخلاق عالية ونزيه ويعتز بنفسه.. فهذا مفخرة لي. هل المرأة قادرة على تقلد وزارات متعددة بعيداً عن حقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية؟ -تستطيع المرأة أن تكون وزيرة وعضوه البرلمان والمجلس الاستشاري وتلعب دوراً أكبر وتكون وكيل وزارة وفي الإدارات العامة، هناك نساء معروفات بالنزاهة وقادرات على تحمل المسؤولية، ولم يتم تعيينهن حتى اليوم. فمجلس الشورى فيه امرأتان ولن يتم تعيين نساء فاهمات ويتحدثن بصراحة فيه، هم يريدون نساء صامتات ولهذا لم يتم تعيينهن في مجلس الشورى. هل تؤيدين العمل بنسبة الحصص «الكوتا» في تصعيد المرأة لبرلمان 2009؟ - نعم فالكوتا ستحل المشكلة بالنسبة للنساء لأن المرأة تنافس الرجل في بلد قبلي مثل اليمن دخلت عليه الحزبية فلا القبلية استمرت ولا الحزبية تحققت بالشكل المطلوب. بإعتبارك مؤسسة لمدارس آزال بجامعة صنعاء.. من أين استقيتي فكرة التأسيس لهذه المدارس ؟ - عندما عدت من لندن عام 1978 كان لايوجد مدارس في اليمن للغات سوى المدارس الأمريكية في ضلاع ورسومها باهظة جداً وطريقة التدريس غير مناسبة للفكر اليمني، لذا عملت على انشاء هذه المدارس وكانت أول مدرسة خاصة حيث لم يكن حينها مسموح للمدارس الخاصة بالعمل في اليمن باستثناء مدرسة محمد علي عثمان في تعز وهي من أرقى المدارس ومازالت حتى اليوم ، وبالنسبة لعملي فيها استمر سنتين وكان الزملاء الدكاترة يتعاونون معي ثم تركتها ولكن أخبارها جيدة وهي من المدارس المتميزة . كيف جاءت فكرة إنشاء نادي زوجات الدبلوماسي الذي يضم زوجات الدبلوماسيين في اليمن؟ ثم لماذا اخترت رئيساً للنادي؟ - نشأت الفكرة نتيجة لإحتكاكي المستمر بزيجات السفراء من خلال الحفلات والاجتماعات وغيره،عندما صرت زوجة لوزير الخارجية طرحت الفكرة بهدف عقد اللقاءات المتكررة والاختلاط وتوطيد العلاقة بين نساء الدبلوماسيين والنساء اليمنيات بحيث يكون هناك نوع من التفاهم والود، فأنشأنا النادي وسمح لنا الوزير باستخدام مبنى وزارة الخارجية ونلتقي كل ثلاثاء لعمل محاضرات وندوات وغيره. كم عدد النساء اللواتي يلتزمن بالحضور وكم عدد العضوات في النادي؟ -عددنا أكثر من ستين إمرأة وفي كل اجتماع يحضر ما يقارب 30 إمرأة وهذا شيء جيد. ما الأنشطة الأخرى غير الندوات والمحاضرات التي تمارس في إطار النادي؟ -هناك رحلات ترفيهية وهناك أيضاً نشاط تمثل بأداء العمرة. شيء تطمحين بالوصول إليه ولم تتمكني بعد من ذلك؟ - ليس لدي طموحات غير ماوصلت إليه من تحقيق الذات.. لكن أمنيتي أن أرى العالم العربي موحد والشمل الإسلامي ملتم. نهديك في هذا اللقاء أربع بطائق الأولى مبرقة للدكتور/ابوبكر القربي..ماذا تقولين فيها، والثانية للشباب من الجنسين، والبطاقة الثالثة للمرأة اليمنية.. فيما البطاقة الرابعة غير مهداه فلمن تهدينها وماذا ستقولين من خلالها؟ -بالنسبة للبطاقة الأولى والتي هي للدكتور/ابوبكر القربي فأقول فيها: «ربنا يحفظك لنا ولليمن.. دائماً إن شاء الله ، فأنت رجل فاضل والله يجزيك كل خير». -وأقول للفتيات: «كن دائماً حريصات على سمعتكن وشرفكن فهي أغلى من كل شيء»، وللأولاد: «اجتهدوا وثابروا فلا شيء في الدنيا يأت من فراغ والحياة صعبة، وتحتاج للكثير من الجد». -وللمرأة اليمنية أقول لها: «حرام ضياع الوقت، فالوقت ثمين ويجب أن لاتخسري دقيقة واحدة دون فائدة لك ولأسرتك، ولوطنك، ولدينك، فلا تضيعي الوقت وسيأتي يوم تندمي على هذا الضياع. - تقف برهة قبل إهداء البطاقة الرابعة.. ثم تقول أهديها لكل مسئول في عمله: «أن يخاف الله فالمسؤولية ليست شيئاً بسيطاً ويجب أن يراعي الله ونفسه في عمله واخلاصه، وأن يعرف بأن هناك يوم سيحاسب فيه على كل عمل».