نظم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل بمقره مساء أمس فعالية ثقافية ، حاضر فيها الدكتور محمد علي العروسي أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة صنعاء عن الملوك العلماء في اليمن في عصر الدولة الرسولية؛ أوضح خلالها الدكتور العروسي بأن اليمن عرفت في العصر الرسولي نهضة علمية وثقافية واستقراراً اقتصادياً وسياسياً وتطوراً في الزراعة والصناعة، كما شهدت المدن اليمنية المختلفة توسعاً وتطوراً عمرانياً غير مسبوق، وأرجع الدكتور محمد العروسي السبب إلى أن الملوك الرسوليين كانوا علماء ، اجتهدوا في طلب العلم وفي اكتساب المعارف حتى بلغوا درجات جهابذة العلماء ومكانتهم العظيمة.. وأضاف قائلاً: لذلك كانت أولى وأهم خطواتهم هي نشر العلم؛ وذلك من خلال القيام بإنشاء وعمارة مدارس للعلوم الإسلامية في مختلف المدن والمناطق اليمنية.. مشيراً إلى أن مؤسس الدولة الرسولية وأول ملوكها المنصور نور الدين ، قد أنشأ ثماني مدارس في مكة المكرمة وفي مدينة زبيد لتدريس المذهب الشافعي وأخرى لتدريس الحديث ومدرستين في مدينة تعز ومدرسة في الحديدة، كما عمل الملوك الرسوليون الذين توارثوا الحكم من بعد الملك المنصور على نشر العلم والمعارف من خلال قيامهم ببناء المدراس والمساجد والأربطة وتجديد وترميم المنشآت التعليمية. وقال أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة صنعاء : إن الأميرات الرسوليات شاركن في الحياة السياسية، وكان لهن دور بارز في نشر العلم والثقافة في اليمن في العصر الرسولي خلال الفترة 1229 1454م؛ حيث قمن بإنشاء العشرات من مدارس العلوم الإسلامية والمساجد، وبلغت عدد المدارس التي أنشأتها الأميرات أربعة وثلاثين مدرسة. وأشار إلى أن اليمن صارت واحدة من أقوى دول الشرق في العصور الوسطى؛ وذلك بفضل الملوك والعلماء الرسوليين ، والذين جعلوا من طلب العلم ونشره سلوكاً وثقافة، شكلت جزءاً هاماً من حياة الحكام والمحكومين.. مؤكداً في ختام محاضرته أهمية دراسة تاريخنا وحضارتنا وتاريخ حكامنا وعلمائنا ، الذين نبغوا في مجالات العلوم المختلفة في مختلف العصور.