كانت حالة من الفوضى سيطرت على الصومال منذ إسقاط أمراء الحرب نظام الديكتاتور محمد سياد بري، عام 1991، لتبدأ تلك الجماعات في التناحر فيما بينها من خلال عمليات أقل ما توصف به أنها وحشية. وبينما تحاول الحكومة الصومالية الانتقالية بسط سيطرتها عليها بمساعدة القوات الأثيوبية، التي ساعدت في دحر المليشيات المتشددة عام 2006 فإن الأرض الصومالية خارج العاصمة مقديشو بدأت تتآكل من جديد. ففي حين أعلنت الحكومة الصومالية عن اختطاف صحفيين أجنبيين هما الصحفية أماندا ليندهوت، 27عاماً من صحيفة "كندا ناشيونال بوست" والصحفي نايجل الاسترالي 27 عاماً ، واللذان كانا مع مترجمهما الصومالي المختطف أيضاً أثناء الاختطاف بصدد زيارة معسكرات للاجئين ، حيث عادة ما يتم اختطاف موظفي الإغاثة هناك من أجل الفدية، بحسب الخارجية الاسترالية. وتزامناً مع إعلان حكومة الصومال تعرض الصحفيون للاختطاف بالقرب من العاصمة الصومالية مقديشو السبت الماضي، كانت المليشيات المتشددة في الصومال تعلن إحكام سيطرتها على كيسمايو ثالث أكبر مدن الصومال بعد ثلاثة أيام من المواجهات خلفت حوالي 70 قتيلاًً ودفعت بالآلاف للفرار من المدينة . الأسوشيتد برس ذكرت أن حركة المحاكم الإسلامية، نجحت في انتزاع "كيسمايو" من سيطرة زمرة مسلحة، بينما نقلت الوكالة عن مصادر طبية صومالية أن نحو 70 شخصاً قتلوا في المواجهات، وأصيب 170 آخرون. الناطقة باسم الهيئة الدولية للصليب الأحمر، نيكول أينغلبريش قالت من جانبها : إن 135 شخصاً أصيبوا بدورهم في مواجهات في بلدة "أفمادو" 70 ميلاً شمال غربي مدينة "كيسمايو."معلنة أن الهيئة الدولية أوصلت ما يقدر بطنين من المستلزمات الطبية إلى مستشفيات "كيسمايو." الأرقام تظهر شراسة المواجهات بوضوح ما يعني أن قوات حركة المحاكم الإسلامية التي سيطرت على العاصمة مقديشو ومعظم مناطق الجنوب لستة أشهر عام 2006عادت وبقوة هذه المرة رغم وجود القوات الأثيوبية التي طردت قوات المحاكم ببساطة العام 2006م وبحسب شهود عيان فإن المسلحين سيطروا على المدينة بعد أسوأ مواجهات شهدتها المنطقة خلال أشهر. الجغرافية تقاتل لصالح المحاكم في هذه المنطقة فطبيعة تضاريس المنطقة تساعد المسلحين في قطع القوة المهاجمة عن قواعدها الكائنة في العاصمة مقديشو التي تبعد 255 ميلاً عن "كيسمايو" . ولذلك فإن الجيش الصومالي وحليفه الأثيوبي مشكوك في مقدرتهما على شن هجوم مضاد لاستعادة المدينة، كما يقول قائد عسكري صومالي متقاعد، ما يجعل القول بإمكانية استعادة المدينة من خلال هجوم مضاد أمر غير واقعي، حد وصف ذات القائد الصومالي. السيطرة على هذه المدينة التي تتميز بالتحصين من جهة التضاريس، كما أنها تشكل ميناء يأتي بعائد مادي ويسهل الحصول على المساعدات أو استقبالها، وهي ذات المدينة التي عززت العام 2006م من مقدرة المليشيات في السيطرة على العاصمة، ولذاك كما يبدو حرصت المليشيات الإسلامية إعادة السيطرة على المدينة لذات الغرض.