أوضح الباحث محسن خصروف أن العسكريين بمستوياتهم المختلفة يتسمون في معظم مجتمعات العالم الثالث بمجموعة من السمات الاجتماعية والايديولوجية المتباينة وقال خصروف في محاضرته التي ألقاها مساء أمس بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل «منارات» حول الظاهرة العسكرية في الوطن العربي: إن هذه السمات تمثل جزءاً من المقدمات الهامة للتدخل العسكري في الشئون السياسية باعتبار أن المؤسسة واحدة من أهم الاطر والتنظيمات الاجتماعية التي تسهم في تحريك بنية المجتمع باعتبارها مجالاً مفتوحاً للعمل ، ويتحقق فيها مستوى أعلى من التوحد الوطني .. مضيفاً بأن ذلك يتم خلال السياسات العامة التي ترسم لبناء وإعداد وحدتها والتي يهدف جانب منها إلى إذابة كل أشكال الولاءات الضيقة وتجسيد الولاء الوطني كقيمة اجتماعية ووطنية عليا .. مشيراً إلى أن دراسة قضايا التغيير الاجتماعي تفرض على الباحثين تناول قوى التغيير الاجتماعي بصورة عامة.. وقال: إن تجارب البلدان النامية التي عانت من فشل خطط التنمية غالباً من تقدم المؤسسة العسكرية التي ينتمي غالباً افرادها إلى الطبقة الوسطى غالباً ماتقدم نفسها كإحدى القوى الرئيسية المشاركة في عملية التنمية بفاعلية ،كما أنها في بعض الأحيان تقدم نفسها باعتبارها البديل الأمثل والأكثر فاعلية للحكومات المدنية التي تسيطر عليها القوى التقليدية التي تستغرقها الصراعات التنموية التي تبتعد عن حل قضايا ومشكلات المجتمع ،وتسبب في وجود ظواهر العنف الفردي والجماعي.. منوهاً في ختام محاضرته بأن القوى الاستعمارية الدولية استفادت إلى حد كبير من الأوضاع الداخلية لمجتمعات العالم الثالث في تنفيذ مخططاتها الرامية إلى فرض سيطرتها على تلك المجتمعات بكل أنواع الوسائل بما في ذلك تدبير الانقلابات العسكرية الرجعية ومعاداة كل اشكال التدخلات العسكرية التي تتبنى مواقف وطنية وقومية تعزز الاستقلال الوطني والسلطة الوطنية.