الإبداع بحد ذاته إنجاز يجذب الانتباه والاستحسان، وكل فرد منا يمتلك قدرات إبداعية إلا ان البعض لايظهرها لظروف أدت به إلى كبت ذلك، والإبداع الحقيقي هو الذي نراه من أفراد تدب فيهم روح الإرادة ليقاوموا تعقيدات الزمن وينطلقوا إلى ساحة الإبداع في ظل دعم وتشجيع ممن ارتأوا في ذلك خدمة للمجتمع بأسره وقبل ذلك واجباً دينياً وإنسانياً. في طريقك إلى الضباب وخلف صندوق الرعاية الإجتماعية يتواجد دار رعاية وتأهيل الأيتام والذي استقل مالياً منذ عام من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص بريادة الأستاذ منير أحمد هائل، وفور تجوالك في مرافق الدار وجلوسك مع الطلاب والعاملين تلحظ ان الإبداع شعار يتبناه هذا الدار إدارة وطلاباً وعاملين. في البدء كانت لنا وقفة بسيطة مع الإداري الشاب الاستاذ وثيق فضل المقطري مدير الدار أوجز حديثه بالعمل صوب تحقيق هدف وحيد هو بناء الانسان البناء الصحيح وأعقب قائلاً : لابد ان يكون من يقوم برعاية هذا الانسان صاحب ملكات وقدرات وقيم مؤثرة في الشخص المراد تربيته ورعايته. وتبعاً لذلك لاحظنا تقسيم الاشراف في الدار إلى جانب اجتماعي وآخر ديني وآخر ثقافي وترفيهي وتخصيص متخصصين في كل جانب وفق تكليفات إدارية. الأستاذ نشوان محمد دائل المرشد الديني الثقافي أفاد بأن الجانب الإرشادي في الدار يتمثل في إقامة المحاضرات الدينية التوعوية الهادفة إلى تبصير الطلاب بأهمية استغلال الوقت وتحفيزهم على الجد والمثابرة هذا فضلاً عن الدروس المستقاه من السيرة النبوية لخلق روح الإقتداء لدى هؤلاء الطلاب، ومن جانب آخر تقسيم طلاب الدار إلى حلقات قرآنية منظمة وبث روح التنافس الأخوي بين الحلقات لإتمام عملية الحفظ وهذا من شأنه تقوية العزيمة في نفوس الطلاب. بعد هذا كان لنا مقابلات قصيرة مع بعض الطلاب الذين تحدثوا عن واقعهم في الدار، في البدء التقينا الطالب موسى محمد الصغير ثانوي والذي يمكث منذ سنتين في الدار عبر عن ارتياحه لما لاقاه في نفسيته من حب للاجتهاد ووجود رؤية للتطلع نحو مستقبل أفضل.. وهذا ماعكسته في نفسه المحاضرات التوعوية الإرشادية. أما الطالب محمد مثنى يقول ان المتابعة المستمرة في كل الفترات اليومية أشعرته بروح المسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه وتنوع الأنشطة الترفيهية جعلته يشعر بسعادة غامرة. في حين عبر الطالب صغير السن أحمد محمد سعيد عن فرحه الشديد لتواجده في حلقة قرآنية ووجود جوائز تشجيعية للحفظ والانضباط في الحضور، وان أساليب التعامل من قبل المشرفين علقت قلبه بالدار. بينما أضاف الطالب ضيف الله علي حزام الذي يعد من عشاق المسرح ان اهتمام الإدارة بالمدح والأنشطة الثقافية واختيار وتشجيع المبرزين جعلته أكثر نشاطاً واندفاعاً وقد ظهر أول مرة في مهرجان اليتيم في ابريل الماضي. ويضيف الطالب خالد عبدالمغني بأن الدورات التدريبية في مختلف المجالات التي ترعاها الإدارة بعثت فيه الطموح الكبير وهو الآن بصدد إكمال دورته في مادة الانجليزي مع عدد من زملائه في الدار ويستعد للالتحاق بدورة خاصة في صيانة الهاتف. وهناك العديد من الأنشطة التي يتبناها الدار فعلى الصعيد المهني يوجد تدريب الحاسوب والنجارة والاسعافات الأولية وفي الجانب الثقافي يتمثل في إقامة الرحلات بأنواعها ويتواجد في الدار كادر تربوي للنهوض بالمستوى التربوي لابناء الدار إلى جانب وجود أخصائيين اجتماعيين ونفسيين.