ترغب الأم بأن يكون ابنها أو ابنتها قريباً منها يتحدث بكل تلقائية وحب عن أحواله.. ولكن كيف تمد جسور الحوار مع الطفل المراهق إذا كان لايجيب عن أسئلتها سوى بكلمات محدودة؟!.. الاختصاصية/ علا بارود جدة.. تطلعنا عن الطرق الناجحة للتواصل مع الأبناء في هذه المرحلة الخطرة. اللحظة المناسبة لكل طفل لحظة معينة يكون خلالها أكثر استعداداً لتبادل الحديث.. والدخول في مناقشات والاستسلام للحظات من الحميمية، فقد يكون ابنك مثلاً على استعداد لتبادل الحديث معك أثناء اصطحابه بالسيارة إلى النادي للتدريب أو أثناء تناول وجبة خفيفة في المطبخ بعد العودة من المدرسة.. وقد تحين هذه اللحظة المناسبة بالنسبة إلى العديد من الاطفال وقت الذهاب إلى الفراش، عندما يستسلمون لرغبة العودة مرة أخرى إلى الطفولة المبكرة، ولذا، لاتفترضي أبداً أنهم أصبحوا كباراً ولم يعودوا بحاجة إلى التدليل أو الدغدغة. تواصل يومي يعتقد بعض الآباء والأمهات أحياناً أن التخطيط للنزهة أو الذهاب إلى مطعم مع الابن، سوف يجعل الكلام يسيل من فمه بسلاسة وبدون أية عوائق، وقد يكون هذا الأمر صحيحاً في غالبية الأحيان، ولكن الحقيقة أن النزهة المخطط لها مسبقاً بصحبة أب مشغول لاتغني أبداً عن التواصل اليومي، فالأبناء لاينتجون المعلومات حسب الطلب، ومن المهم جداً في هذه السن أن يحيط الآباء بأبنائهم وبناتهم قدر الإمكان. كوني مستمعة جيدة من الضروري أن تكون الأم مستمعة جيدة لابنها، فإذا وجدت وقد عاد من المدرسة مكفهر الوجه، غاضباً، غالباً ماتكون ردة فعلها سؤاله عن سبب غضبه، ولكن بدلاً عن محاولة محاصرته بمزيد من الأسئلة المتلاحقة والإلحاح في طلب الإجابة عنها في التو واللحظة، حاولي أن تتراجعي قليلاً وتمنحيه مساحة من الحرية.. لأن بعض الاطفال يحتاجون إلى مزيد من الوقت لمعالجة وتشغيل مشاعرهم، فقد يكون غير قادر على استيضاح المشاعر والسلوكيات الخاطئة والتمييز بينها وبين الصواب، حاولي العودة مرة أخرى لإثارة الموضوع بعد مضي بعض الوقت، واطرحي عليه أسئلة محددة، لأنها تساعد على تصنيف ووصف المشاعر التي تنتاب طفلك، ويمكنك أن تقولي له مؤقتاً «هل حدث شيء البارحة أصابك بالضيق؟ هل وقع شيء مؤسف هذا الصباح؟». احترمي خصوصياته تحاول عدد من الأمهات قراءة يوميات أبنائهن وبناتهن، وإذا فعلن يلاحظن أن أبناءهن قد أسالوا الكثير من الحبر في الشكوى منهن ومن الكيفية التي يفسدن بها حياتهم، وكلما شعر الأولاد أنهم غير قادرين على الثقة بأمهاتهم فإنهم يلزمون الصمت، ولا يحكون لهن شيئاً على الاطلاق.. ولذا، ينصح الخبراء التربويون الأمهات بتجنب تصفح دفاتر اليوميات الخاصة بأبنائهن أو التجسس على مكالماتهم الهاتفية، وإذا وثق الابن بك، وحكى لك عن شيء معين عليك الاحتفاظ به سراً وعدم إفشائه لأي كان، وعلى الأم أن تعلم أيضاً أن أشد مايغضب الابن منها، علمه بأنها تتجسس عليه أو على أحواله باستثناء واحد وهو أن يشكل الأمر خطراً على صحته وسلامته.. في المقابل، يمكنك أن تكوني فكرة أوضح عن حياة ابنك أو ابنتك بدعوة أصدقائه إلى المنزل ومحاولة التقرب والتعرف إليهم. موازنة إيجابية من المهم جداً الموازنة بين احترام خصوصية الابن والتدخل الايجابي في حياته، فهو يحتاج إلى من ينصت إليه ويعطيه الفرصة لطرح التساؤلات بدون أن يواجه بالاستياء أو السخرية أو الخزي، وعلى الأهل أن يعرفوا أن الطفل كلما كبر يصبح أكثر ميلاً إلى الصمت والانطواء على نفسه، ولذا عليهم ألا يتوقعوا أن يبقى التواصل معه بالسهولة نفسها التي كان عليها من قبل، وأن يغتنموا الفرصة المناسبة لتبادل الحوار معه كلما لمحوا عليه بوادر الاستعداد، حتى ولو كان ذلك بعد إطفاء أضواء المنزل والخلود إلى النوم. احذري إلقاء محاضرات على مسامع ابنك المراهق أو إدارة حوار من طرف واحد. الإسراع في إصدار الأحكام، وإبداء الاستياء من كلامه. عدم أخذ آرائه ووجهات نظره بعين الاعتبار. طرح الاسئلة عليه إذا كان يظهر عدم الاستعداد. التجسس على مكالماته الهاتفية.