لايمكن لأحد إغفال الفترة التطويرية التي حدثت للكرة اليمنية عندما كان المدرب البرازيلي المسلم أحمد لوسيانو يشرف على المنتخب الوطني لكرة القدم.. فلقد كان واقعياً من حيث الطموح، والتدرج في التطور للأداء الكسيح للاعبينا.. وإن اعتمد على التقنية الدفاعية، أولاً، ومن ثم التمرد رويداً رويداً عليها، باتجاه الانفتاح على التقنية الهجومية بجرعات والإبقاء على ثقافة «الدفاع القوي يولد النزعة الهجومية المطلوبة». وبما يؤسس لحقبة جديدة للكرة اليمنية، بحيث ترتقي بالأسلوب الصحيح، وتأخذ فترتها الزمنية التي تمكن المنتخب الوطني من بلوغ درجات أعلى في عطائه الميداني، وأسلوبه المتلائم مع إمكانات لاعبيه، وفكرهم، ورسم النتائج التي تشفيه من الدونية وعقدة الهزائم، ورواسب الكوارث في مشاركاته الآسيوية. إنجازات لوسيانو وبكل صدق فإن «لوسيانو» نجح فيما أخفق فيه المدربون اللاحقون.. وكانت فترته الأزهى والأفضل قياساً إلى إمكانات لاعبينا، ومردود المسابقة المحلية على جاهزيتهم البدنية والفنية.. ويكفي أن نتذكر معكم إنجازات المنتخب اليمني بقيادة المدرب أحمد لوسيانو في العقد الأخير من الألفية الثانية الماضية.. حتى ندرك إلى أي مدى كانت جهود هذا المدرب البرازيلي ذات أهمية، وبخاصة أنه استلم مهامه والكرة اليمنية في أحلك فتراتها وأضعفها، فكانت مرحلة حرجة لكنه استطاع توليف كتيبة من اللاعبين الشباب وذوي الخبرة وممن يمتلكون الموهبة والمهارات الفردية، واعتمد على الإعداد البدني واللياقي إضافة إلى قربه من لاعبي المنتخب، واستخدامه العامل السيكلوجي للارتقاء بطموحهم، وتثبيت الثقة والشجاعة، وثقافة الولاء لمنتخب اليمن، ويحسب للمدرب البرازيلي «لوسيانو» تحقيق المنتخب الوطني أول فوز له على منتخب الصين بهدف صالح بن ربيعة الصاروخي، والفوز على منتخب الامارات بهدفين مقابل هدف والاقتراب من الانتقال إلى التصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، وتحقيق أفضل النتائج لليمن في كرة القدم، والتي رفعت المستوى الفني للمنتخب الوطني، بحيث تم البناء على تلك الإنجازات، والانطلاق من النقطة التي وصل إليها «لوسيانو» بالمنتخب اليمني..وإلى الآن لم يستطع المدربون اللاحقون صنع نصف ماقدمه البرازيلي أحمد لوسيانو المخلص والمحب للكرة اليمنية. نبات هالوك فلا يمكننا مقارنة فترة هذا البرازيلي بفترات ميلان وزوران ومحسن صالح وغيرهم، وإذا تم استثناء المدرب الجزائري رابح سعدان فلأنه كان طموحاً من أجل إحداث نقلة نوعية بالكرة اليمنية لولا خرابيط ولخابيط بعض الذين رأوا في «رابح سعدان» مضيعة للوقت والجهد والملايين، وأثبتت الأيام أن المدرب «رابح سعدان» اسم على مسمى، وأن أولئك ليسوا سوى طحالب ونبات هالوك يتطفلون على الرياضة، فيمتصون خيراتها، ويحرمون الرياضة اليمنية الربح والسعادة.. أزالهم الله عن مقاعدهم، وأبدلنا خيراً منهم.. قولوا.. آمين.. بإيجاز لقد كان لوسيانو واقعياً.. وأما «ميلان» فمال بمنتخبنا الوطني نحو القاع، وسلك المدرب «زوران» نهج الصرامة أولاً ثم اقتبس التعاسة من اسمه فكان اسماً على مسمى.. وعندما لجأنا إلى الطموح وتحررنا وانفتحنا باتجاه المدرسة الأفريقية استطعنا الاعتماد على قامة تدريبية عالمية وهو «رابح سعدان».. لكننا خضعنا لعاداتنا السيئة في تطفيش المخلصين والمقتدرين، حيث تجمدت حركتنا بدلاً عن مضاعفة الجهود، فاضطر «بن سعدان» إلى النجاة بتاريخه الناصع قبل أن نمحوه فخسرناه.. ولما استعنا ب «محسن صالح» أكثرنا له التدليل فانتهز الفرصة مرتين وزحلق المدرب البرتغالي «جوزيه» ثم أعدناه لكنه أساء إلى الكرة اليمنية أعظم مماأحسن فحلت الكارثة. تفاؤل !! والآن.. ستريشكو لاندري ماآفاق المستقبل ولا كيف هي الأمور معه، وهل سنستفيد من المراحل والدروس التي تستنتج من حقبة «لوسيانو» الواقعي والأفضل ثم من يليه ممن مروا على منتخبنا الوطني وامتلأت جيوبهم دولارات، وأملأوا قلوبنا آلاماً.. نحن نتفاءل بأن يكون ستريشكو ومساعده أمين السنيني ثنائياً ناجحاً في مهماتهما القادمة، لكننا نأمل عدم التدخل في صلاحياتهما وعدم التراخي في أداء وتسهيل عليهما كل المعيقات، وإزاحتها حتى يحققا للمنتخب الوطني المنافسة وليس الظهور المشرف، خاصة أن بطولة خليجي «20» في عدن وليست في لندن أو فرانكفورت..