ترددت كثيراً قبل كتابتي لهذا الموضوع لأني أحب أن أشمله من جميع جوانبه فتوقفت كثيرا واستطلعت وقرأت وسألت ثم بدأت بكتابة مقالتي وبعنوان العمل المؤسسي ولا يهمني تعريف العمل المؤسسي أو بيان ماهيته وكل ما أريد قوله ما يجب أن يكون عليه العمل المؤسسي بعيداً عن الفرقعة الإعلامية و الدويّ الكاذب، وما يجب أن تكون عليه المؤسسة في نطاق هدفها الرئيسي ورسالتها، وما تسعى إليه، فقبل أن يقيس الآخرون نجاح المؤسسة على القائمين عليها قياس هذا النجاح ورؤية ما حققته على أرض الواقع فهل لامست هذه المؤسسة أو تلك أهدافها، وهل طبقت ما تؤمن به، وهل غيرت ما تسعى لتغييره، فالعمل المؤسسي دون شك يسعى القائمون عليه للنجاح واثبات أنفسهم ونظرتهم ولا يسعون للفرقعة الإعلامية ودوي الصوت الكاذب وهناك مثل أعجبني جداً يقول ((العربة الفارغة أكثر جلبة من العربة الممتلئة وهكذا رؤوس الناس)) فالعربة الفارغة يسمع لها صوت ودوي لكن لا خير فيها ولا فائدة وقد تعجب بالصوت الذي يخرج منها وتظن أن فيها شيئاً لكن ما يلبث شعورك أن يتبدد عندما ترى وحشة فراغها وهكذا رؤوس الناس الفارغة ترى الرجل يتكلم ويهرج بما لا يعرف، لكن سرعان ما تكتشف خلو هذا الرأس من العلم الصحيح أو الفكرة الصحيحة لتحتقر صاحبه، أما الآن فاسمحوا لي أن أضيف على هذا المثل هذه الزيادة ليصبح (( العربة الفارغة أكثر جلبة من العربة الممتلئة وهكذا رؤوس الناس وهكذا المؤسسات الفارغة من الداخل )) فتسمع لها جلبة ودوياً لكن مع الوقت لا ترى أنها أنجزت الكثير ولا غيرت من الواقع وربما تبتعد عن هدفها فلا يهم من هي المؤسسة والأهم ما الدور الذي قامت به لتنجح ما تؤمن به؟ الدور الذي قامت به لتغيير الواقع؟ الدور الذي قامت به لتنمية الآخر؟ فالعمل المؤسسي الطوعي ابعد ما يكون فيه الربح والخسارة ويقترب من النجاح والفشل (( سؤال الدكتور طارق السويدان عن الأكاديمية التي أنشأها أكاديمية القادة فسألوه عن القادة الذين تخرجوا من الأكاديمية فقال لهم إن الأكاديمية ستخرجهم على المدى الطويل يعني من 10 أعوام إلى 15 عاماً ولكنه سيخبره من الآن بالأشخاص الذين سيكونون القادة وهذا يدل أن مهما وصلت إليه المؤسسة من شهرة وصيت وسمعة إلا انه يجب عليها إثبات ذلك بمخرجاتها، وهنا يصبح لزاما علينا النظر فيما تقدمه لعامة الناس وما نقدمه للمنتسبين معنا فكيف استطيع إخراج أشخاص ناجحين وأعضاء مؤسستي ينقصهم النجاح أيضاً علينا النظر إلى هدفنا العام والتأكد أننا نسير وفق هذا الهدف ونذكر أنفسنا بأننا ارتضينا أن نكون مساعدين لغيرنا فلا نتذمر أو نضجر وأتمنى أن تصل رسالتي للجهات جميعاً. ولنا لقاء،،، [email protected]