الخروب شجرة قديمة، زرعت في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط قبل حوالي 4000 سنة، بحسب عدد من المصادر التاريخية. وقد ورد ذكرها في الإنجيل. وكان جند المسلمين الفاتحين يأكلون الخروب. وغرس العرب المسلمون الخروب في إفريقيا والأندلس (اسبانيا) مع شجرة الزيتون وشجرة الليمون. ثم حملها الأسبان معهم إلى المكسيك وأمريكا الجنوبية في حوالي منتصف القرن التاسع عشر، وفي نفس الفترة الزمنية نُقل الخروب إلى الولاياتالمتحدة أيضا. وإبان الحملة العسكرية البريطانية إلى إسبانيا خلال الفترة ما بين عامي 1811 و1812 كانت قرون الخروب تقدّم علفاً لخيول سلاح الفرسان البريطاني ولا زالت ثمار الخروب تستعمل في كثير من البلدان لتغذية الحيوانات. ثم أخذ البريطانيّون معهم الخروب إلى جنوب أفريقيا والهند وأستراليا. ولشجرة الخروب فوائد بيئيّة مهمة، منها: أن جذور الخروب تقوم بتثبيت النيتروجين في التربة مما يزيد في خصوبتها وحيويتها. وتشكل ثمار الخروب وأوراقه المتساقطة على الأرض سماداً بعد تحللها بفعل بكتيريا التربة، ونظراً لكثرة أغصان شجرة الخروب وكثافة أوراقها فإنها توفر بيئة مناسبة وآمنة لتعشيش الطيور وتناسب تجاويف أشجار الخروب الكبيرة جحوراً ملائمة لاختباء بعض الحيوانات مثل السنجاب والدلق. ولما كانت أشجار الخروب جميلة ودائمة الخضرة وتتحمل ظروفاً بيئية متباينة فإنها تصلح لتزيين الطرقات والحدائق العامة. وهنالك فوائد أخرى لهذه الشجرة، مثل: ترطيب الجو وتنقية الهواء من الغبار وتخفيف سرعة الرياح. كذلك يتميز خشب الخروب بالقوة والمتانة وسهولة الطلاء، ولهذا فهو مناسب لصنع أثاث المطابخ والأدوات والأواني الخشبية، ويعد الفحم المصنوع من أخشابها من أجود أنواع الفحم. [email protected]