قد لا يعرف صغار اليوم القرانيط. أما نحنا فكنا في طفولتنا نحب هذه الثمار، وهي من ثمار الفقراء، وكنا نتلذذ بأكل قرون القرانيط (هكذا كنا نسميها في بلادنا). أمّا في معظم الدول العربية فتُعرف بالخروب (أو الخرنوب)، وتعرف باللغة الانجليزية Garob. وتسميتها العلمية Ceratonia Si liqua. وشجرة القرانيط أو الخروب تنتمي إلى العائلة القرنية (leguminosae). وهي شجرة وارفة الظلال دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 15 مترا. وتتميز شجرة الخروب بقدرتها على تحمل الجفاف والبرد والرياح القوية. تنمو في الأراضي الصخرية الوعرة وفي التربة الرملية الفقيرة، تماما كما هي حال مدرجاتنا الزراعية. وتكتفي شجرة الخروب بمعدل متواضع من الأمطار. وهذه من الأسباب التي جعلتها متكيفة للعيش في بيئات كبيئتنا، وكذا في بيئة كبيئة بلدان حوض المتوسط. وتذكر بعض المصادر أنها تعيش حتى 200 سنة، وقد تعيش حتى 300 سنة. وتزهر عادة ابتداء من شهر أغسطس حتى نوفمبر، وقد تزهر في مواسم أخرى إذا ما توافرت لها ظروف مناسبة. وثمار شجرة الخروب عبارة عن قرون عريضة، بنية غامقة اللون عندما تكون ناضجة يابسة. وتتباين أطوالها في الشجرة الواحدة. وقد يصل طول بعضها إلى 30 سنتمتراً. لكنني، في حياتي، لم أشاهد قرون قرانيط بهذا الحجم، وجل ما تنتجه أشجار بلادنا قرونا يصل طولها بالكاد إلى 15 سنتمترا. غير أن قرون الخروب في سوريا ولبنان هي أكبر من نظيراتها اليمنية. [email protected]