-1- للخوف رائحة القرنفل في الطريق من الربيع إلى الخريف ونحن نمشي في هواجسنا عن الغد: ربما يصل المسافر كامل الأعضاء لكن الربيع وراءه في كل مترٍ من خطاه وداعُ شيءٍ ما يلاحقه كرائحة القرنفل غامضاً ويخاف أن لايستعيده! -2- للخوف لون الماء، ملتبسٌ، أضوءٌ ذائبٌ هو، أم سرابٌ يستحم بنفسه؟ لاشيء يثنينا عن التأويل إلا الخوف مما بعده، ولأننا أبناءُ هذا الماءِ نخشى السير في الصحراء والسكني على قمم بعيدة! -3- للخوف طعم اللوتس السحري في الأوديسة الكبرى فقد ينسى الغريب بلاده وصديقه الكلب الوفي وزوجهُ الأولى ويمتهن الرحيل أخاف أن أنسى وأخشى عبء ذاكرتي على مخطوطة الغد، لاهناك انا هناك، ولاهنا وأخاف ألا أكتب السطر الأخير من القصيدة! -4- للخوف صوت الناي يثقب صخرة ويرقص الوديان، لافرحاً ولاحزناً ولكن الحنين هو الحنين: وزفرة الصوفي يقترب البعيد إذا رأى ضوءاً إلهياً ويبتعد القريب أخاف صوت الناي يقسمني إلى اثنين: الهواء وفتحة القصب الوحيدة! -5- للخوف ملمس ثعلب يغوي، فلا ندري: تروضنا الثعالب أم نروضها، ونخشى جاذبية كل شيء غامض ونحبها كي نبلغ المجهول لكني أخاف طريقتي في جس نبض الكون أحياناً أخاف عليّ من غيري، وأخشى دائماً نفسي الشريدة! -6- الخوف يوجع: رجفة في الركبتين، وخفة في الالتفات إلى الجهات تشنج في البطن والعضلات نقص في الهواء وفي الفضاء جفاف حلق وانخفاض في الكرامة والحرارة واكتظاظ السقف والجدران بالأشباح، تسرع ثم تبطئ، ثم تسرع وارتفاع في نشاط الروح كي تبقى عنيدة! للخوف أسماء عديدة من بينها ألا نخاف وأن نرى الصياد في ريش الطريدة!