عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:”تسحروا فإن في السحور بركة” متفق عليه. مايؤخذ من الحديث: استحباب التسحر، وهذا رأي الجمهور؛ ففي الشرح الممتع قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:” السحور سنة أيضاً، وينبغي له أن يؤخر اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم وترقباً للخيرية التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم:” لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر” ففيه سنة قولية وسنة فعلية،ورفقاً بالنفس؛لأنه إذا أخر السحور قلت المدة التي يمسك فيها، وإذا عجّل فإنها تطول بحسب تعجيل السحور وتأخيره، ولكن يؤخره مالم يخش طلوع الفجر، وإن خشيه فليبادر،فمثلاً: إذا كان يكفيه ربع ساعة في السحور،فيتسحر إذا بقي ربع ساعة، وإذا كان يكفيه خمس دقائق يتسحر إذا بقيت خمس دقائق، أي يكون مابين ابتدائه إلى انتهائه كما بينه وبين وقت الفجر. والدليل على هذا :”أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر السحور،حتى إنه لم يكن بين سحوره وبين إقامة الصلاة إلا نحو خمسين آية، ويقدّرون بالآيات، لأنه لم تكن هناك ساعات في ذلك الوقت. السحور فيه بركة ومن بركاته الآتي: طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والخير والبركة في ذلك. فيه إعانة على طاعة الله من صيام وقراءة وذكر ونحوه. فيه حفظ قوة البدن والنفس. فيه مخالفة لأهل الكتاب،ومخالفة أهل الملل الضالة أمر مشروع ومطلوب،بل واجب لعموم النصوص.