في حديث اختلف العلماء على صحته رغم صحة معناه ولفظه (صوموا تصحوا) إلا أن الملاحظ كثرة الأمراض والأعراض الجانبية للصوم لدى بعض الناس. وهذا مرده ليس إلى الصيام بل إلينا نحن الذين لم نفهم حكمة الصيام ومعانيه فالذي لا يصوم إلا في شهر رمضان فقط لابد أن يحس ببعض التغيرات والاضطرابات الهضمية حيث أنه وفجأة وبلا سابق إنذار يغير نظام المعدة الغذائي ويحرمها من الأكل طيلة النهار ثم يجعلها تبدأ العمل من بعد الفطور وهذا بدوره يؤثر على طبيعتها وعملها. لكن الذي تعود على صيام النوافل كالاثنين والخميس أو الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر لا يحس بأي تغيرات لان معدته تكيفت على انقطاع خدمة الهضم في النهار والعمل ليلاً.. ولعل الفائدة الأبرز للصوم هي الاستفادة من مخزون الكبد المكدس طيلة العام وتبديل مخزون جديد ومحسن.. هذا من الناحية الطبية لكن من الناحية التشريعية فالصوم عبارة عن دورة تدريبية للناس على تحمل الجوع والإحساس بمن يعانون من الجوع طيلة العام ولا يجدون مايسدون به رمقهم وليس لهم أمل في الالتقاء بأي وجبة غير أن الصائم قد يكون قد امتنع فعلاً عن الأكل والشرب لكنه على ثقة أنه سيأكل بعد الفطور.. ويبقى الصوم سراً من أسرار الله في خلقه له وحده كتبه ويجازينا به.. اللهم أجرنا وتقبل صومنا..