تحترق القلوب و تمتلئ الأعين بالدموع عندما نرى أطفالنا فلذات أكبادنا و هم يصارعون المرض و أي مرض إنه مرض السرطان الذي يتسلل إلى جميع أنحاء الجسم و يدمره و بعد أن يقضي المريض سنوات من الصراع مع المرض لا يجد أمامه إلا الاستسلام لهذا الداء الخبيث .. إن هذا المرض اللعين الذي لا يفرق بين صغير أو كبير و لا بين رجل و امرأة شأنه في ذلك شان المستعمر اللعين فنجده ينشر براثينه بقسوة على هذا و ذاك .. صغيراً كان أو كبيراً .. غنياً كان أو فقيراً .. قوياً كان أو ضعيفاً .. فيحول حال أسرة بالكامل إلى مأساة .. فنجدهم يهرعون موزعين بعضهم لمرافقة المريض و بعضهم لشراء العلاج و بعضهم لتوفير تكاليف العلاج التي تزداد يوماً بعد يوم .. فكم من أسرةٍ باعت كل ما تملك حتى توفر تكاليف علاج هذا المرض .. و كم من أسرةٍ لم تستطع أن توفر تكاليف العلاج و نفسها ملئت بالعفاف فأبت السؤال و فقدت فلذة كبدها و هي تنظر إليه .. إن الوقوف صفاً واحداً لمساندة مرضى السرطان بات أمراً ضرورياً خاصة بعد أن تزايد عدد المصابين بهذا المرض .. خلود خالد إحدى ضحايا هذا المرض اللعين .. ابتلاها الله بسرطان الدم اللوكيميا تسكن في منطقة السياني .. ترفع يدها البريئتين إلى السماء و تحدق نظرها بعينين امتلأتا بالرجاء و تدعو .. تدعو من يجيب دعاء المضطر إذا دعاه .. حتى يخفف الله عنها الألم و يجود عليها بالمال حتى تستطيع شراء تكاليف العلاج .. خلود الطفلة البريئة سلبت منها طفولتها و سلبت منها ابتسامتها .. و بعد أن سلمت جسدها لهذا المرض اللعين و بدأ شعر رأسها يتناقص يوماً بعد يوم فيما بدأت حدة الألم تزداد يوماً بعد يوم و هي تصارع هذا المرض و لكنها لم تستسلم له بعد و في صمدها هذا و تحديها للمرض ووقوفها رافعةً يديها إلى السماء راجيةً رحمته .. هي محتاجة إلى مساندتها .. فمن أجل خلود و من أجل كل الأطفال الأبرياء و من أجل أن نعيد الابتسامة لجميع ضحايا هذا المرض الخبيث ينبغي علينا التبرع لهؤلاء المرضى و ينبغي علينا الوقوف معهم و مد يد العون لهم بكل ما تجود به أنفسنا فقد تكون يوماً أحد مرضاه و حتى نجد من يقف معنا و يأخذ بيدنا ينبغي أن نكون سباقين لمثل هذه المواقف .. تكاليف علاج خلود تزيد يوماً بعد يوم و هي بدعائها المستمر .. وطلبها من الله العون تملك الأمل الذي يخفف عنها الألم فلنكن ممن يخففون عنها الألم و الحمد لله على نعمة الصحة ..