على خطى الجامعات الدولية التي تحرص على الاجتماع بخريجيها السابقين سنوياً وعقد اللقاءات معهم بخصوص مناهجها وإمكانية تطويرها انعقد المؤتمر الأول لخريجي كلية الحقوق جامعة تعز بحضور 300 من خريجي الكلية وأعضاء هيئة التدريس والطلاب الدارسين , ليحمل خريجو الكلية معالجات وحلولاً وتقييماً لمعوقات حقيقية كابدوها أثناء دراستهم بالكلية ، وحينما اصطدموا بالحياة العملية في المحاكم والمكاتب والنيابات هاهم يعودون في مؤتمر علمي بأوراق عمل من شانها النهوض بالكلية والحقوق في اليمن .. ومن اجل الأجيال القادمة وبدافع من مسؤولية اجتماعية يقدمون المقترحات بدعم كلي من قيادة الجامعة والكلية من اجل حقوق الجميع وتحت شعار «ربط مخرجات الكلية بمتطلبات التنمية» كان المؤتمر العلمي الأول لخريجي كلية الحقوق بتعز ... أهمية الحقوق تعد كلية الحقوق من الكليات النوعية ذات المحتوى الغني بالمفردات الدراسية المتعلقة بالحياة العامة وبالتالي فهي من أهم الكليات الإنسانية بل وأرقاها لتفردها في تدريس العلوم الإنسانية ذات العلاقة بالإنسان وحقوقه ونظام حياته سواء على المستوى الشخصي المتعلق بالحقوق والواجبات أو من حيث المستوى العام سياسيا وقانونيا واجتماعيا . من هنا فكلما كانت مخرجات هذه الكلية متميزة كلما لمسنا أثرا ايجابيا على شتى مناحي الحياة . ولأجل تحسين مخرجات هذه الكلية وربطها بالواقع من خلال تطوير مناهج الدراسة ونظام التعليم وتحقيق نظام التكامل بين الجانب النظري والعملي تأتي أهمية هذا الملتقى العلمي لخريجي كلية الحقوق. فكرة ومبادرة وتحدث عضوا اللجنة الأستاذ محمد العشاوي وفاتن الشدادي خريجا الدفعة الخامسة واللذان يعملان في الكلية عن فكرة المؤتمر بقولهم: بدأت الفكرة باقتراح إحدى الخريجات على عميد الكلية ا.د. احمد الحميدي والذي رحب بالفكرة وبدأ التواصل مع بعض الشباب والناشطين وتم تشكيل لجنة تحضيرية مكونة من 50 من الخريجين معظمهم من المحامين والتواصل مع المركز الوطني للشباب ومؤسسة العدالة ومن خلال الاجتماعات التي قامت بها اللجنة وبعد مناقشات مستفيضة لمختلف أوراق العمل المقدمة والتي تضمنت بعض الآليات والوسائل التي يمكن بها تجاوز صعوبات ومعوقات ما بعد التخرج وعرضها في المؤتمر الأول لخريجي الكلية في هذه الاحتفائية العلمية التي جمعت قرابة الثلاث مائة خريج من هذه الكلية لدفعاتها العشر . تواصل أ.د. عبدالرحمن صبري نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية يقول: إن مهمة التواصل مع الخريجين ليست سهلة وهو اتجاه عالمي وكلية الحقوق تؤكد بهذا اللقاء أنها قادرة على التغير وأنها تمتلك القناعات .وهو اتجاه تعثر عليه كلية الحقوق,, قبل شهرين بدأنا بمراجعة المقررات الدراسية مما يدل على الجدية.. تواجد الخريجين السابقين يدل على ان العمل حقيقي وليس مجرد إعلانات فقط فاستخدام التواصل مع الخريجين كمؤشر من مؤشرات الاعتماد الأكاديمي مسألة أصبحت واضحة على مستوى الكلية.. تبادل الخبرات مع الخريجين مسألة ليست عادية لأنهم يعتبرون العمليات المرتدة لعملية التدريس.. الكلية لها تأثير في المجتمع فهي معنية بالعمل على مكافحة الإرهاب بنشر ثقافة التسامح ونبذ العنف ونشر ثقافة منع تخريب المجتمع ورفع مستوى الانتماء الى الوطن. تنمية القدرات الأكاديمية د. هائل العامري نائب العميد لشئون الجودة يتحدث قائلاً: انه لمن حسن الطالع أن يأتي انعقاد هذا الملتقى بعد صدور قانون وزارة التعليم العالي رقم 13لسنة 2010م والذي أكد فيه على أهمية تعميق وترسيخ نظم ومعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي وإخضاع جميع المؤسسات التعليمية للخطط والاستراتيجيات الصادقة لتقييم أدائها وتطوير برامجها وجودة مخرجاتها وفقا للأسس والمعايير , وتحقيق الأهداف ليس بالأمر اليسير وإنما يحتاج إلى المتابعة والتقويم المستمر والموضوعي للبرامج والمقررات الدراسية وتنمية القدرات الأكاديمية وتحسين كفاءة الجهاز الإداري في الكلية وصولا الى تحقيق الريادة وانطلاق القدرة التنافسية وكسب رضا المستفيدين من خدمات الكلية. تكريم المبدعين وعلى هامش هذه الفعالية تم الإعلان عن مسابقة لاختيار عشرة من المبرزين والمتميزين في المجتمع والحياة العملية لمدة عشرة أعوام من خريجي كلية الحقوق برئاسة الدكتورة أنيسة دوكم فقد تقدم 36متنافساً من محامين وقضاة وإداريين ومعيدين من خريجي الكلية وبعد فحص سيرتهم الذاتية وفقا لمعايير محددة تم تكريم تسعة من المتقدمين.. شحنة لخدمة الوطن الأستاذ محمد الجنيد احد المكرمين من خريجي كلية الحقوق قال : كانت مفاجأة حقيقية لي حينما نودي باسمي من بين المبرزين التسعة , فكانت لي بمثابة شحنة إضافية تدفعني للمزيد من العمل والحب في خدمة وطني ومجتمعي لرفع مستواه بل ورممت هذه الشحنة أثار الجروح التي تتسرب منها بعض الطاقة , بل إن هذا التكريم انبجست منه شحنات كبيرة لتنتشل الأجيال الواعدة والعاشقة للحب الأعظم , حب الآخرين قبل حبها لنفسها وهم الأهم والمستهدفون حتى تتوج جباههم شموسا وأقمارا تضيء لكل من على ظهر هذه الأرض ولأنهم ابتعدوا عن العمل لأنفسهم وذواتهم والنظر في الزوايا العميقة والمظلمة بمبدأ نجوت فليمت بعدي من مات. مخاض التحولات النهضوية وبعد الافتتاح بآيات قرآنية تلاها احد الدارسين في الكلية عقبها قراءة الفاتحة على مؤسس الكلية وأول عميد لها والذي أطلق أول دفعة على اسمه والتي كانت بمثابة البذرة الأولى للوطن “ ألقيت العديد من الكلمات من قبل قيادات الكلية استهلها الدكتور احمد قاسم الحميدي عميد كلية الحقوق في كلمته التي هنأ بها الخريجين بما أنجزوه وأنهم سيكونون محط أنظار الجميع بمشاركتهم بهذه الفعالية وأبدى فيها استعداده لاستقبال الدفع الجديدة بتلافي كل القصور والمعوقات التي اشتكى منها الخريجون وحثهم على ألا يجعلوا أحدا كائنا من كان أن يجعلهم ضحية في أي مكان وفي أي ظرف فالضحية لا يكون إلا ضعيفا, والضعيف حتى وان كان مؤمنا فهو ليس الأفضل.. قائلا لهم نحن لا ندعي أننا منحناكم كل زاد السفر في رحلتكم الطويلة في خدمة أنفسكم وأهلكم وأمتكم ولكننا فتحنا لكم بابا ووهبنا لكم ضوءا صغيرا لتغذوه وتقووه بجهودكم ليصبح نورا ساطعا يضيء لكل الناس وتلك هي المبادرة والمثابرة والتطلع للأفضل والقدرة على تغيير وصناعة المستقبل المشرق.. وأضاف: نحن اليوم في مرحلة انتقالية شديدة الحساسية تكالبت فيها علينا الأمم من كل حدب وصوب وبقدر ما تكون المراحل الانتقالية في تواريخ كل الأمم مخاضا للتحولات الايجابية فان أصالتنا وعظمتنا تحتم علينا أن نحسن التدبير كل من موقعه ببساطة لان القضية قضية وطن وشرف وكرامة وعرض ولكون رجال القانون مناطاً بهم إقامة العدالة وإحقاق الحق ولان الحق هو المعز لمن اعتقده وتوخاه وابتغاه فإحقاقكم للحق أهم دعائم بناء الدولة اليمنية الحديثة.. فلا تستصغروا شيئا تستطيعون القيام به فكل شيء مهم , وأول الغيث قطرة ولا تستصعبوا شيئا , فلا مستحيل أمام همم الرجال الذين يقفون دائما يتفحصون مسيرتهم لينقدوها وليطوروها ليكونوا مواطنين صالحين... الخطوة الأولى وكيل محافظة تعز عبد الله أمير الذي تحدث قائلا: الخطوة الأولى هي التي نشاهدها اليوم , فالأساس هو أن الجامعة تتعلم من المجتمع ورسل الجامعة هم أنفسهم رسل المجتمع فهنا تتحد الرؤية والملامح الجيدة فالجامعة تعلمنا المهارات والعلوم والبحث العلمي وهو أساس تطور العلاقات الإنسانية ,لذا وجب علينا أن نؤمن بها الإيمان الصادق والعميق.. وخاطب الشباب قائلا: انتم أيها الشباب المشاعل التي توكل إليكم هذه المهام لأنكم بذرة الحق وانتم من يصنعها... أفكار جليلة عبد الله عبدالإله رئيس المركز الوطني الثقافي للشباب إحدى الجهات والمؤسسات التي انعقد المؤتمر بالشراكة معها ذهلنا بعمق أفكار هؤلاء الشباب وزادتنا هذه النقاشات إجلالا وتقديرا لرئاسة وعمادة كلية الحقوق والعاملين فيها.. عشر سنوات ماضية كانت تجربة محكمة للشباب أن وثقوا المعايير والمقاييس للحكم على مدى تقدم حضارة ظهور القوانين والأنظمة الاجتماعية التي تثبت الأعراف الاجتماعية. والقانون هو تطبيق قبل أن يكون نصاً والمسؤولية تقع علينا وعليكم إخواني الشباب في تطبيق القوانين بما يراعي العلاقة “ اكسب تكسب وليس اكسب تخسر” أي لا ضرر ولا ضرار.