نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المبيدات الحشرية تهدد طلاب مدرسة العلفي بالحديدة
رائحتها شديدة السمية تنبعث من أرضية المدرسة
نشر في الجمهورية يوم 07 - 12 - 2010

بعد أكثر من عامين على افتتاح مدرسة العلفي الأساسية للبنين بمحافظة الحديدة, والتي تم إقامتها على مساحة كبيرة من حوش المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي لايزال هناك انبعاث رائحة مبيدات تملأ ساحة المدرسة والفصول الدراسية.. البعض اعتبر ذلك ناتجاً عن مخازن المبيدات التابعة لمركز الجراد التي لاتبعد عن المدرسة سوى خمسة أمتار، وآخرون اعتبروها ناتجة عن الأرضية نفسها التي أقيمت عليها المدرسة؛ كونها أرضا مشبعة بالمبيدات الحشرية السامة منذ الخمسينيات، وأثارت القضية مؤخراً جدلاً واسعاً بين المركز الوطني لمكافحة الجراد، والمجلس المحلي بمديرية الحالي، ومكتب التربية والتعليم بالمديرية، فيما يطالب الأول بضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه قبل بناء المدرسة.. يرى الثاني ضرورة تسليم بقية المساحة من أرض المركز الموجود عليها المخازن لضمها إلى المدرسة.. الجمهورية تبحث عن حقيقة القضية.. فماذا يقول المعنيون!؟
مبيدات شديدة السمية
يقول عبده مغلس وكيل المدرسة:
إن الانبعاثات الكيميائية داخل المدرسة، مصدرها مخازن الجراد التي تحتوي كميات كبيرة من المبيدات الحشرية شديدة السمية المنتهية الصلاحية الموجودة داخل المدرسة منذ افتتاحها في ظل تجاهل العديد من الجهات المسئولة، وأن الطلاب والمدرسين يواجهون مشكلة حقيقية جراء وجود هذه المبيدات في المدرسة التي تهدد سلامتهم وصحتهم، حيث تعرض العديد من الطلاب لحالات الإغماء والدوخة.. وناشد المحافظ والنائب العام والجهات المسئولة التدخل السريع لإخراج هذه المبيدات من المدرسة التي تضم أكثر من “ 1200” طالب قبل أن تحصل كارثة بين الطلاب بسبب هذه المواد الشديدة السمية والمسرطنة والتي لا تبعد مخازنها عن المدرسة سوى خمسة أمتار .
مدير المدرسة
مدير المدرسة امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية مكتفياً بالقول:
إن إدارة التربية والتعليم بالمديرية هي على علم ودراية بالتفاصيل عن القضية، ويمكن الذهاب إليها وهناك في التربية حصلنا على العديد من المذكرات الموجهة للجهات المعنية والمسئولة، جميعها تطالب بضم المساحة المتبقية للمركز إلى المدرسة .
توجهنا إلى مدير المركز الوطني لمكافحة ومراقبة الجراد الصحراوي المهندس أحمد عثمان أحمد أبوبكر وطرحنا عليه العديد من الأسئلة..
سبق أن تخلصنا من كافة المبيدات
بعد أكثر من عامين على افتتاح مدرسة العلفي الأساسية في حوش مركز مكافحة الجراد يثار جدل واسع عن وجود مبيدات بمخازن المركز فما قولكم؟
ليس صحيحاً على الإطلاق مايقال عن وجود كمية من المبيدات داخل مخازن المركز.. نحن تخلصنا من كافة المبيدات التي كانت لدينا في العام 96م عندما تخلصت بلادنا من كافة أنواع المبيدات في جميع محافظات الجمهورية.. ومخازن المركز يوجد فيها أدوات ومعدات العمل، وبعض العبوات الفارغة، وهذا معروف للجميع، ومن يرغب من الجهات المسئولة، أو الصحافة، وغيرها التأكد يمكنه ذلك .
لكن هناك روائح كريهة تملأ ساحة المدرسة يقال مصدرها مخازن المركز ما تعليقكم ؟
مرة أخرى أود التأكيد بأنه لايوجد لدينا أي أنواع مخزنة من المبيدات، وانبعاث الروائح ليس مصدره مخازن المركز كما يتوقع البعض، وإنما نابع من تربة الأرضية التي أقيمت عليها المدرسة؛ لأن هذا الموقع “حوش مكافحة الجراد” المركز الوطني لمكافحة ومراقبة الجراد الصحراوي كما تعرفون تم بناؤه في العام 1950م بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية “الفاو” وكان يعتبر مركزا إقليميا لتخزين المبيدات الحشرية منذ الخمسينيات، وحتى 96م ولهذا تشبعت التربة بالمبيدات، وأصبح الموقع ملوثاً “تربة وماء”.
مبيدات مكلورة لا تتحلل في التربة بسهولة
^^.. متى تم التخلص من المبيدات الموجودة بمخازن المركز؟
كما قلت تخلصت بلادنا في العام 96م من كافة المبيدات على مستوى الجمهورية ومنها هذا المركز وبمساعدة من منظمة الأغذية، والزراعة العالمية “الفاو” وكانت أكبر كمية من المبيدات المنتهية الصلاحية والمبيدات المكلورة التي لا تتحلل بسهولة في التربة وهي ذات ذرة كلور سادسة، وقد تم التخلص من جميع هذه المبيدات في هذا المركز بعد أن تم تجميعها من مختلف محافظات الجمهورية، وتقدر بملايين الأطنان، وبوجود شركة بريطانية، وأخصائيين من وزارة الزراعة والري، والإدارة العامة لوقاية النباتات، حيث تم تعبئة المبيدات بطريقة علمية دقيقة، ومحكمة وإعادتها إلى بريطانيا لحرقها هناك في مصنع متخصص، وقد تكبدت بلادنا حينها مليونا وأربعمائة ألف دولار مناصفة مع منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” وللعلم والإحاطة بأن الموقع "المركز" كان في العام 1950م يعتبر أبعد مكان عن السكن في الحديدة، وعند حدوث التوسع السكاني أصبح في وسط المدينة .
المركز إقليمي لتحزين المبيدات
^^.. قلتم إن تربة الأرضية التي أقيمت عليها المدرسة تشبعت بالمبيدات – كيف حدث ذلك ؟
أولاً هذا المركز كان يعتبر مركزا إقليميا لتخزين المبيدات الحشرية لمكافحة الجراد الصحراوي، سواء كان الجراد تكاثر محليا أو الجراد الذي يأتي مهاجراً من القرن الأفريقي، أو الدول المجاورة، وكانت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” تمول اليمن بهذه المخزونات من المبيدات، وتخزن بمركز مكافحة الجراد وبكميات تصل إلى أطنان حسب احتياج البلد لها، وسابقا كانت تكدس المبيدات بالمخازن، والمنظمات العالمية تمنح الحكومة اليمنية المساعدات المالية والعينية، وكان يحصل تسربات من البراميل والأكياس وتختلط هذه المواد المتسربة في أرضية المخازن كما أن السيارات والمعدات العاملة في المركز كانت بعد عملية مكافحة الجراد يعمل لها غسيل للآليات بواسطة الديزل والبودرة الخاصة؛ لأن المبيدات التي كانت عليها مبيدات زيتية، كانت عملية الغسيل تصب في أماكن مخصصة من تربة المركز حيثما بنيت المدرسة حالياً، وهذه الأرضية، مساحتها حوالي “4510” أمتار مربعة، وهي أرضية ملوثة بالمبيدات من جميع الأنواع .
أبلغنا المعنيين مراراً
^^.. أنتم تتحملون مسئولية بناء المدرسة في الموقع؛ لأنكم لم تبلغوا المعنيين بالأضرار المترتبة؟
بالعكس نحن لم نسمح للمعنيين ببناء المدرسة في الموقع المذكور، وعارضنا ذلك من العام 97م، وحذرنا من ذلك كتابياً وشفوياً وحاولنا مراراً إبلاغ المعنيين بأننا لسنا معارضين لبناء المدرسة في هذا الموقع لمصلحة شخصية؛ وإنما لأن المكان ملوث بالكامل بالمبيدات التي كانت مخزنة فيه لسنوات طويلة، وتأثرت به التربة، ولا يصلح لبناء مدرسة أو أي منشأة أخرى، وتحملنا أمام ذلك العديد من التهديدات والملاحقات من العام 97م وحتى 2000م عندما تم الاعتداء على المركز وإيداع الحارس في السجن، وكسر قفل البوابة وإدخال معدات البناء إلى فنائه بحجة موافقة المحافظ على بناء المدرسة داخل المركز، وتم إبلاغ وزير الزراعة بالحادثة في حينها، ووجهت الوزارة مذكرة رسمية للأخ رئيس مجلس الوزراء أحاطته علماً بواقعة الاعتداء مطالبة تدخله لمنع إنشاء أي مرفق آخر في مقر المركز، والجهات المسئولة لم تعر كلامنا وتحذيراتنا أي اهتمام، ونحن كان هدفنا الحرص على مستقبل الأطفال من الطلاب وتتحمل المسئولية عن بناء المدرسة الجهات التي كابرت، وأصرت على بنائها رغم معرفتها الكاملة بما تحتويه هذه الأرضية من تلوث بالمبيدات التي تكدست عليها، ولم يصدقوا كلام الأكاديميين والمتخصصين العلميين والآن هم واقعون في الخطأ، وما زرعوه يجنونه، والضحية هم الطلاب ونحن أدينا كل ما علينا كبراءة ذمة .
الموقع غير ملائم لإقامة المدرسة
^^.. تقولون إن الموقع المذكور لا يصلح لإقامة أي منشأة؛ لماذا تم تسليم الأرضية لبناء المدرسة؟
نحن لم نسلم أي أرضية لأي جهة كانت؛ لأننا نعرف أن هذه الموقع لا يصلح بالفعل لإقامة أي منشأة فيه؛ نتيجة التلوث الذي أصابها من المبيدات التي كانت مكدسة لسنوات طويلة؛ ولهذا السبب لا يصلح لأي شيء غير أن يكون إدارة عامة للوقاية، ومركزا لمراقبة، ومكافحة الجراد. كما أن الوزارة كانت بصدد تطوير المركز بالتعاون مع الحكومة الهولندية، ومنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” ليصبح مركزاً إقليمياً لوقاية النبات بناءً على مقترح المنظمة يناط به مراقبة ومكافحة الآفات الوبائية في المنطقة الممتدة من ميدي، وحتى باب المندب، إضافة إلى إقامة المنشآت الخاصة بأنشطة الحجر النباتي، ومراقبة تداول المبيدات من مختبرات، ومعامل ومرافق أخرى .
ووزارة الزراعة والري حينها رفضت تسليم الأرضية؛ لهذا السبب، وأبلغت الجهات المعنية بذلك في أول الأمر .
وتم الاتفاق على تسليم الأرضية المذكورة في الموقع لبناء المدرسة، ولكن بشرط أساسي أن تقوم التربية والتعليم، أو المجلس المحلي بالمحافظة ببناء سور فاصل بين مساحة المدرسة ومساحة المركز، وأن تتولى مصلحة أراضي وعقارات الدولة في محافظة الحديدة إصدار صك بتمليك المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد مساحة بديلة عن المساحة المسلمة للمدرسة، قدرها “10.000”م2 في الركن الجنوبي الغربي من حوش الهيئة العامة لتطوير تهامة، وأن تقوم التربية والتعليم بتسوير هذه المساحة أيضاً، وتم اتفاق الجهات العليا على ذلك، وسلموا لهم الأرضية، وقاموا ببناء المدرسة في الموقع، وحتى الآن مضى ما يقارب الثلاث السنوات على افتتاح المدرسة، ولم يتم تنفيذ أي شرط من شروط الاتفاق، حتى بناء السور الفاصل لم يتم تنفيذه، بل إنهم بعد إنجاز المدرسة قاموا بالمطالبة بتسليمهم بقية الأرضية الموجودة عليها المخازن؛ لضمها إلى المدرسة، وهو ما رفضه وزير الزراعة والري د. منصور الحوشبي في مذكرته بتاريخ 2007/7/4م الموجهة إلى محافظ الحديدة، والتي يطالب فيها إلزام المجلس المحلي بمديرية الحالي، ومكتب التربية والتعليم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل بناء المدرسة، أو تكليف لجنة تتولى تقدير قيمة الحوش الذي بنيت عليه المدرسة بحسب سعر الزمن والمكان، ومن ثم دفع قيمة الحوش للوزارة لتقوم ببناء السور الفاصل بين المدرسة والمركز، وكذلك بناء مركز مناسب لمراقبة ومكافحة الجراد .
الأرضية متشبعة بالمبيدات
^^.. ما هي حقيقة انبعاث رائحة مبيدات تملأ ساحة المدرسة والفصول؟
كما قلت سابقاً حقيقة هذه المشكلة نابعة من تربة الأرضية المتشبعة بالمبيدات الحشرية السامة، والتي أقيمت عليها المدرسة؛ ولهذا السبب تجدون رائحة المبيدات داخل المدرس؛ لأن هذا الموقع لسنوات طويلة مركز لتجميع وتخزين المبيدات ما جعله موقعاً ملوثاً تربة وماء، وليس صحيحاً ما يقال عن انبعاث رائحة المبيدات؛ بسبب ما تحتويه مخازن المركز من كمية.. وأؤكد مرة أخرى أنه لا وجود لأي كمية من المبيدات في مخازن المركز وبالإمكان التأكد من ذلك لأي جهة ترغب، وقد أكد هذا مذكرة هيئة تطوير تهامة الموجهة إلى وكيل نيابة المخالفات والإسكان .
استمرار انبعاث روائح المبيدات
^^.. علام أكد تقرير هيئة تطوير تهامة الموجه إلى نيابة المخالفات والإسكان؟
طبعاً وكيل نيابة المخالفات والإسكان طلب في مذكرة رسمية موجهة للهيئة بناء على شكوى عن انبعاث روائح مبيدات في موقع مشروع الجراد، والتي قد تؤثر على صحة وسلامة طلاب مدرسة العلفي المجاورة له.. وجاء تقرير اللجنة المكلفة بالنزول إلى الموقع يتضمن عدم وجود مواد كيميائية “مبيدات” في الحوش الذي يضم المدرسة ومشروع مكافحة الجراد، وقد أوصت اللجنة في تقريرها المرفوع إلى وكيل النيابة بضرورة إقامة جدار فصل بين المدرسة ومشروع الجراد بحيث يصبح حوش المدرسة منفصلاً عن المشروع؛ مما يؤمن سلامة الطلبة، وعدم اقترابهم من مخازن الجراد ومعداته المختلفة..، وتشجيرا كاملا لحوش المدرسة بنباتات الزينة والحراجيات.. وإزالة مخلفات العبوات الفارغة الخاصة بالمبيدات، والتخلص منها والمتواجدة في مخازن الجراد .
وكل هذا يبدو أنه لا يهم المعنيين في مكتب التربية والتعليم، والمجلس المحلي بمديرية الحالي، وكل ما يهمهم هو ضم المساحة المتبقية من المشروع والموجود عليها المخازن إلى المدرسة، وتكرار المطالبة للجهات المسئولة يمنحهم ذلك .
تعرض الطلاب لمخاطر صحية
^^.. وكيل المدرسة قال في تصريحات صحفية إن العديد من الطلاب تعرضوا لحالات إغماء.. ما تفسيركم لذلك؟
حالات الإغماء للطلاب التي ذكرها وكيل المدرسة عبده مغلس، هي ناتجة عن تأثير المبيدات التي تشبعت بها تربة الأرضية في الموقع، والتأثير هنا بملاصقة الطلاب لتربة الأرضية التي يلعبون فيها بالمدرسة؛ وهنا على المدى القريب يمكن يصابون بالإغماء، أو ضيق التنفس؛ لأنها تنبعث منها رائحة مخلفات المبيدات وبجوار المخازن وأغلب الطلاب، أجسامهم صغيرة، وأوزانهم لا تتعدى من “10 12” كجم، والتربة التي يلعبون عليها هي مختلطة بالمبيدات التي تتخزن بالجسم، وتصل إلى الجرعة القاتلة، وإذا وصل جرعة المبيد في الكبد أو الطحال أو الشحوم التي تتراكم في جسم الإنسان إلى الجرعة القاتلة، وبحسب وزنه يمكن تقتله، فهذه المبيدات بالتأكيد لها أضرار، وتأثير سواء على المدى القريب أو البعيد .
المساحة مغرية
^^.. لماذا تم بناء المدرسة في هذا الموقع رغم التحذيرات كما تقولون؟
ربما أغرتهم مساحة الأرض، وموقعها فأرادوا فيها بناء المدرسة من باب المصلحة العامة، دون التفكير في العواقب.. إن مساحة الأرضية التابعة للمركز الوطني لمكافحة ومراقبة الجراد الصحراوي تبلغ “سبعة آلاف متر مربع مبنى حكومي مسور كاملاً، وفيه مخازن، وغرف للحراسة، ورغم ذلك أرادوا بناء المدرسة فيه بالرغم من تحذيراتنا المتكررة بأن المكان ملوث بالمبيدات، ولا يصلح لأي شيء وقد تجاهلوا ذلك تماماً، وكان بالإمكان تجنب كل هذا وبناء المدرسة في موقع آخر فهناك، والحمدلله الأراضي متوفرة للدولة، والحصول عليها لمصلحة عامة ليس بالصعوبة.
الحل
^^.. الآن ما هو الحل في نظركم بعد بناء المدرسة، ووجود آثار مبيدات بالموقع؟
نحن نرى الحل في نظرنا، بأنه طالما هذه المدرسة منشأة حكومية، يتم تسليم المبنى لوزارة الزراعة والري لإقامة منشأة الحجر الزراعي عليها، وبعض الأعمال الوقائية، أو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع وزارة الزراعة والري قبل بناء المدرسة، والذي أكده الوزير في مذكرته لمحافظ الحديدة.. إلى جانب تنفيذ ما أوصى به تقرير لجنة هيئة تطوير تهامة المرفوع إلى وكيل نيابة المخالفات والإسكان، فهذه جميعها حلول موجودة لدى المجلس المحلي، ومكتب التربية والتعليم، ولكن كما هو واضح أنهم لا يريدون أياً من هذه الحلول، بقدر ما يريدون مساحة الأرض المتبقية وضمها للمدرسة، وهذا الأمر يثير شكوكاً .
ليس صحيحاً ما تدعون
^^.. أنتم متهمون في بيع جزء من أرضية المركز، وتريدون اليوم بيع ما تبقى.. فما قولكم؟
ليس صحيحاً ومجاف للحقيقة.. وما يدعون حوله تم أثناء دراستنا في السودان، وعند العودة تم الرفع بالموضوع إلى القضاء، وجاء الحكم لصالحنا بإعادة الأرض.. وأنت تعرف أنه خلال السنوات الأخيرة حصل في الحديدة حالة سعار نحو الأراضي، فهناك من يأتي لأخذ أراضي الدولة والمواطنين، سواء كانت مفتوحة أو مسورة فما بالك الآن في أرضية وسط شارع المتر يصل فيها إلى خمسين ألف ريال؟! اليوم من يريدون يطالبون بضم بقية المساحة إلى المدرسة، هم يطمعون فيها لغرض في نفس يعقوب، ولو كنا نريد كما يقولون لما حافظنا عليها طوال خمسين عاماً.. فنحن مع مصلحة الطلاب ولسنا ضد أحد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.