بسبب الظروف التي يعيشها البلد الملتحقون بالجامعات هذا العام أقل من العام الماضي نسعى للاستفادة من التجربة الماليزية والتحصيل العلمي هو المفتاح الأساسي للتغيير غياب الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة ربما يؤدي إلى إغلاق بعض التخصصات متطلبات سوق العمل بحاجة إلى مهارات أكبر من التنظير قال الدكتور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي إن لجاناً ستغادر إلى ماليزيا والهند ومصر لتسديد الرسوم المتراكمة على الدارسين اليمنيين هناك ما من شأنها التخفيف من معاناة الطلاب اليمنيين ومساعدتهم على التحصيل العلمي العالي.. وتحدث باصرة عن مشاكل وتحديات التعليم والعالي والبحث العلمي في بلادنا والمعالجات إزاء ذلك في لقاء خاص لصحيفة «الجمهورية» على هامش احتفالية نظمتها الوزارة احتفاء بالفائزين بجائزة رئيس الجمهورية لهذا العام وتكريمهم.. ^^.. البعض اعتقد أن الأزمة الراهنة ستلغي الجائزة أو على الأقل ستؤجلها إلى أجل غير مسمى؟ لا بالعكس نحن بالوزارة حرصنا على أن يقام الاحتفال بالجائزة وبنفس الفترة ورئيس الجمهورية كلفني بهذا ونقل من خلالي تحياته للفائزين بجائزته للبحث العلمي وتهانيه لهم, بالإضافة إلى ضرورة إقامة الحفل كونه مرتبطاً بجانب مالي وهو عبارة عن جوائز نقدية وعينية للفائزين، وكنا حريصين على أن لا يفقدوا هذا الحق الذي يعتبر مكافأة لجهودهم البحثية هذا العام. ^^.. هل ظاهرة الوساطات والمحسوبيات شقّت طريقها إلى لجنة الجائزة أو ما شابه؟ ^^.. لا نهائياً فلا أحد من اللجنة والمقيمين يعرف من هو الباحث الذي تقدم أوراقه للتقييم، كما أن معظم المقيمين ليسوا يمنيين فالبعض من الأردن وكذا السعودية وأميركا. تعثر المشاريع التطويرية ^^.. ما مدى تأثير الأزمة الراهنة على أدائكم في الوزارة هذا العام؟ لم نتمكن من إعادة هيكلة الوزارة حسب القانون أو هيكلة التعليم العالي أو متابعة القضايا المتعلقة بتطوير الجامعات بما فيه موضوع استكمال إجراءات تأسيس مجلس الاعتماد الأكاديمي، كما أننا لم نتمكن من استكمال ترميم وزارة التعليم العالي الجديدة, فأتمنى أن تقوم الحكومة القادمة أو الوزير القادم بهذه المهام. شراكة جيدة ^^.. هل توجد علاقات شراكة بينكم وبين القطاع الخاص وكيف تقيمون ذلك؟ نعم توجد شراكة بيننا ونعتبرها شراكة جيدة واليوم قمنا بتكريم بعض ممثلي هذا القطاع الهام والحيوي لتوطيد هذه العلاقة لما فيه خدمة للتعليم العالي والبحث العلمي والصالح العام، حيث قمنا بتكريم شركات هائل سعيد وشركة شماخ وكذا بعض المراكز المهتمة بالبحث العلمي لأن هذه الجهات قدمت دعماً لنا من خلال دعم الأبحاث وإقامة الفعاليات وورش العمل, لكننا طبعاً بحاجة إلى دعم أكبر لتطوير هذه الشراكة. 55 ألف طالب وطالبة ^^.. كم عدد الملتحقين الدارسين لديكم هذا العام؟ الملتحقون هذا العام أكثر من 55 ألف طالب وطالبة وبالتأكيد هذا أقل من العام الماضي نتيجة الظروف التي تعيشها اليمن، وكذلك الأمر متعلق بالدارسين العرب والأجانب، حيث يتم تسجيل أكثر من 20 ألف طالب وطالبة عرب وأجانب لدينا خلال الأعوام الماضية على خلاف هذا العام الذي سجل بحدود 8 10 آلاف طالب وهذا التأثير بديهي بسبب الأزمة الراهنة. الاعتماد الأكاديمي ^^.. ما هي أبرز التحديات التي تواجه قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا؟ طبعاً هناك الكثير منها لكن الأبرز هي الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة, فإذا لم تستعد الجامعات لهذا الأمر ربما يؤدي إلى إغلاق بعض التخصصات لأن التقييم الأكاديمي والذي يتم من خلاله يتم الحصول على شهادة الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة يدقق في كل شيء حتى في عدد الكتب بالنسبة للطلاب وفي عدد مساحة المختبرات والصفوف وحتى المرافق الخدمية التابعة لها, وكذا مستوى الأساتذة فإذا لم يطوروا من مستواهم عبر الدورات الإنعاشية سيكونوا بمثابة المنتهي أو خارج الصلاحية ولهذا تعتبر هذه الأمور تحدياً يواجه كل الجامعات العربية والدول النامية وليس اليمنية فحسب، كما أن الاعتماد الأكاديمي يعتمد أيضاً على عدد الأبحاث المنجزة بالنسبة لكل جامعة وعلى عدد الجوائز العالمية التي حصل عليها الأستاذة في المجال العلمي والأكاديمي وبالتالي هذا تحدٍ يواجه الجامعات والأساتذة والطلاب أيضاً على اعتبار أن أي طالب يتخرج من أية جامعة غير حاصلة على الاعتماد الأكاديمي قد لا يجد عملاً إلا في وطنه فقط. مناهج عتيقة ^^.. برأيك ما هي المعالجات؟ تحتاج إلى الإمكانيات المادية والدورات الإنعاشية والتأهيلية وإعادة النظر إلى البرامج الدراسية لأن بعض هذه المناهج عتيقة وعمرها تجاوز العشرين والثلاثين سنة، كما أن التعليم العالي في بلادنا بحاجة إلى جامعات متفرغة كلياً للعمل العلمي بعيداً عن العمل الحزبي والسياسي، وطبعاً الجامعة تؤثر في العمل السياسي لكن يجب أن لا تتحول إلى ساحة للصراع الحزبي والسياسي لأن ذلك يستنزف جزءاً من وقت الأساتذة ومن جهدهم ويخلق بعضاً من الصراعات بينهم، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالمكتبات وخاصة الالكترونية واستكمال شبكة المعلومات التي نقوم بها الآن بين جامعات عدن وصنعاء وتعز وحضرموت بالجامعات الأخرى وربطها بالجامعات الخارجية وهذه كلها عوامل تطوير لقطاع البحث العلمي والتعليم العالي. علاقة جيدة ^^.. كيف تقيّمون العلاقة بين مخرجات قطاع التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل؟ متطلبات سوق العمل بعضها جيدة وبعضها يقول أرباب العمل ما زالت بحاجة إلى شيء أكبر من التنظير والنظريات يعني بحاجة إلى مهارات أكبر، ولهذا أيضاً يجب على الجامعات الاهتمام بالتطبيق العملي لكي يخرج الطالب إلى المصنع أو الشركة ولديه الخبرة الكافية التي اكتسبها من التطبيق العملي ولفترة طويلة بحدود ستة أشهر أو سنة لكي لا يدفع بصاحب العمل إلى الاعتماد على الشخص الجاهز. حاجتنا لاستراتيجية واضحة ^^.. كيف تعالجون مشكلة البطالة التعليمية في بلادنا؟ لا تعالج إلا إذا وضعنا استراتيجية واضحة وهي ماذا نريد، ويتحدد ذلك في أننا لسنا بحاجة إلى تعليم عالي بأعداد كبيرة وإنما بحاجة إلى تعليم فني ومهني بأعداد كبيرة ونحتاج في التعليم العالي إلى أعداد قليلة، ولابد أن نحدد ما هي التخصصات المطلوبة في التعليم العالي، فمثلاً في إدارة الأعمال مطلوب إدارة الأعمال التخصصية وليست العامة كما أنه مطلوب الآن التسويق بالإضافة إلى أنه يتوجب علينا تحديد التخصصات المطلوبة في سوق العمل وحجم هذا الطلب لمده بالمخرجات الكافية والمؤهلة تأهيلاً صحيحاً وكذا الاعتماد الأكاديمي فإذا حصلنا عليه سيكون السوق في الخارج مفتوحاً أمام طلابنا على اعتبار أن السوق المحلية لا تستطيع استيعاب كل الطلاب الخريجين، ففي السعودية والإمارات يوجد أكثر من 6 ملايين عامل أجنبي فبإمكان اليمنيين أن يحتلوا جزءاً كبيراً من هذا العدد. علينا الاستفادة من التجربة الماليزية ^^.. ما الذي يمكن أن نستفيده من التجارب الدولية في هذا المجال سواء كانت عربية أو أجنبية؟ هناك تجربة ماليزية علينا الاستفادة منها وهي الأقرب لنا على اعتبار أنها إسلامية وفي دولة نامية ويمكن الاستفادة من التجربة اليابانية، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من التجربة السعودية فهناك تطور كبير في جامعة الملك سعود وهي تسعى الآن للحصول على الاعتماد الأكاديمي إن لم تكن حصلت عليه في بعض التخصصات وتستقطب الآن أعداداً كبيرة من الكفاءات العلمية من الخارج ويمكن الاستفادة من جامعة السلطان قابوس بعمان أو جامعات مغربية أو تونسية المهم هو الاستفادة من التجربة وتطبيقها بما يتواءم مع واقعنا في اليمن بمعنى أخذ التجربة وإعادة تكييفها وإصلاحها بما يتناسب مع واقعنا. دعم محدود ^^.. لماذا لا تبحثون الاستثمار لديكم مع القطاع الخاص؟ الاستثمار في بلادنا إلى الآن ما زال محدوداً ونشاطه الصناعي ضعيف فعندما يكون النشاط لديه قوياً تكون فرص الاستثمار والدعم كبيرة فمثلاً أوروبا البحث العلمي فيها لم تطوره الدولة بل القطاع الخاص الذي يمتلك الصناعات الكبيرة على خلاف صناعاتنا التي ما زالت في بداياتها والمتمثلة بصناعة الألبان والمشروبات وما إلى ذلك من الصناعات الخفيفة والصغيرة ورغم ذلك نعتبرها خطوة إلى الأمام, ونحن نتمنى من رجال الأعمال تخصيص جزء من أموالهم لدعم البحث العلمي والتعليم العالي اقتداء بأولاد هائل سعيد انعم الذين بنوا كلية الهندسة بجامعة تعز والشيخ بقشان من قام ببناء كلية الطب بحضرموت بمعية مجموعة من التجار ومطبعة في جامعة عدن، لذا على رجال المال دعم الكادر المحلي وتدريبه والاعتماد عليه أولاً كواجب وطني وأخلاقي. نعمل لحل مشكلة الدارسين في الخارج ^^.. دكتور نعرج إلى منحى آخر متعلق بالدراسات الخارجية حيث يقال إن الطالب اليمني لا يبدع في الخارج لانشغاله بلقمة عيشه.. إلى أين توصلتم في حل الإشكاليات العالقة إزاء المنح المالية للدارسين في الخارج؟ حللنا مشكلة المساعدة المالية تقريباً لمعظم الطلاب الدارسين في الخارج، والآن بقيت علينا رسوم وستذهب لجان هذه الأسبوع إلى ماليزيا والقاهرة والهند لمعالجة الرسوم في هذه الدول حيث يوجد عندنا كم هائل من الرسوم المتراكمة وخاصة في ماليزيا وإن شاء الله نتمكن من حل مشكلة الرسوم ونخرج من هذه الأزمة وتستمر الأمور بشكل جيد وهذا وعد مني بذلك. ^^.. كلمة أخيرة؟ أقول لأبنائنا الطلاب بالتعليم سيتحقق التغيير ومن حقكم الاعتصام وأن تبدوا رأيكم ولكن ثقوا أن هذا مفتاحاً واحداً فقط من بين عدة مفاتيح للتنمية والتغيير ولكن المفتاح الأول هو الاهتمام بالتحصيل العلمي والبحث العلمي.