عاشت محافظة تعز أمس الأول الثلاثاء أجواء ديمقراطية خالصة لم تشهد لها مثيلاً من قبل, فلأول مرة لم يتعرض المواطنين لحالات الابتزاز المتنوعة التي كانت تصاحب الحملات الانتخابية سابقاً, حيث لم يواجه خطاب المقاطعة بأي دعاية مضادة لتغيير مواقف المقاطعين, في حين اندفع معظم المواطنين بقناعات ذاتية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بعيداً عن أي تأثيرات لفرض إرادة مزورة على جمهور الناخبين.نموذج يحتذى منذ الصباح الباكر اصطف الناخبون أمام بوابات المراكز الانتخابية, وصل طول الطابور في بعض المراكز إلى أكثر من 300 متر وسط أجواء اختفت فيها مظاهر الدعاية المبهرجة التي كانت تحدث بشكل هستيري يطال كل الجدران ولايترك مكاناً نظيفاً.. يقول وليد مغرم أحد الناخبين : هناك فرق كبير بين الانتخابات اليوم, وماكان يحدث أثناء العمليات الانتخابية سابقاً, في الماضي كانت الفوضى هي السمة الرئيسية للانتخابات, والتي كانت تحصل بشكل لاينم عن أي احترام للناخب أما أجواء الانتخابات الرئاسية المبكرة فهي تسير بشكل متحضر بعيداً عن الصخب, أتمنى أن تكون هذه الانتخابات أساس تسير عليه العمليات الانتخابية القادمة. اليوم من أجل الوطن ملاحظات الناخبين الإيجابية على الانتخابات الرئاسية التوافقية كثيرة مقارنة بالحملات الانتخابية سابقاً, أميرة شعلان تحدثت عن حملات الابتزاز التي كانت تمارس على الناخبين بالقول : لقد حضرنا اليوم للمشاركة في الانتخابات بملء إرادتنا من باب الحرص على مصلحة الوطن, بينما كنا في الماضي نجبر على الحضور للمراكز الانتخابية بغرض انتخاب مرشح لايعبر عن قناعتنا. بعيداً عن المبالغة الدعائية هشام الرازقي أحد الناخبين قال: إن الدعاية المفرطة التي كانت تصاحب العمليات الانتخابية سابقاً كانت تمثل إحدى وسائل الابتزاز التي تمارس ضد الناخبين بهدف إبهار الناخب والتشويش على قناعاته, وأنا أعتقد أن الدعاية كانت إحدى أهم الوسائل التي كان يعتمد عليها سابقاً لسلب إرادة غالبية البسطاء من الناخبين. بدون ابتزاز كمال الشميري تحدث عن أن مايميز عملية انتخاب مرشح الرئاسة التوافقي هو خلوها من وسائل الترغيب والترهيب بالقول: الانتخابات السابقة كانت تلجأ إلى أساليب الترغيب والترهيب حسب الحاجة, فقد كان الأعيان والمسئولين يدفعون بكل طاقاتهم باتجاه انتخاب مرشح محدد, يعتبرون نجاحه مسئوليتهم, متخذين احتياج الفقراء أداة لإطلاق الوعود بتحسين أوضاعهم عبر التوظيف أو منح المال مثلاً, ويلجأون إلى تخويف الميسورين بإعاقة أعمالهم وخلق المشاكل لهم. متنفس للجميع معمر جميل قال: الانتخابات السابقة كانت تتعامل مع الناخبين كأنهم قطعان من المواشي بلا خيارات, والويل لمن يحاول الخروج على ذلك القطيع. الانتخابات الرئاسية التوافقية أوجدت متنفس للجميع ليعايشوا خياراتهم تجاه العملية الانتخابية بدون كل تلك الممارسات التي كنا نشهدها في الانتخابات سابقاً والتي كان ينفق فيها الكثير, أرجو أن تستمر هذه الروح التي شهدناها في هذه الانتخابات مستقبلاً.