كم هم محظوظون إخواننا الموظفين في الجهاز الإداري للدولة سيما في رمضان فعلاوة على حالة التسيب الوظيفي والإهمال الإداري في غير رمضان فإن الحالة تزداد سوءاً في الشهر الكريم فالجزء الأكبر منهم يبادر إلى أخذ إجازة والجزء الآخر يفضل الدوام والحضور في العمل لكن بالطريقة التي يريدها هو فلا يأتي إلا بعد ساعة أو ساعتين من بدء الدوام فلا ينظر إلى معاملات الناس وإلى القيام حتى ببعض واجباته الإدارية المنوطة به وكل من سأل منه حاجة يجيب عليه ببساطة “رمضان” تعال بعد العيد فتتحول الوزارات والهيئات والمؤسسات إلى مبان خاملة بفعل الحركة المتوقفة فيها إلا من بعض الموظفين ممن يحاولون تسلية أنفسهم لنسيان الوقت بالحديث خارج إطار العمل والقيام ببعض الأنشطة المسلية ومتابعة العلاوات والمكافآت والانتظار للراتب الشهري الحال هنا لا يختلف حتى مع كبار الموظفين الذين يتخذون من رمضان فرصة للغياب الدائم عن أعمالهم وحتى نكون منصفين فالبعض منهم يمر مرور الكرام على الوزارة أو المؤسسة لنصف ساعة بالكثير حتى يؤكد حضوره سيما في الأيام الأولى التي تحرص فيها الخدمة المدنية على مراقبة الدوام وما أن تتقدم أيام رمضان حتى يقل عدد الموظفين وتقل الحركة شيئاً فشيئاً فالبعض يعتبر أن الدوام في رمضان لايتعدى العشر الأيام الأولى وبقية الشهر فهي استعدادات للعيد وقضاء أيام الشهر الكريم أمام شاشات التلفزيون.