سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البعثة الطبية الألمانية.. الوضع الصحي في اليمن متردٍ! وصلت إلى هيئة مستشفى الثورة بتعز لإجراء عمليات للحالات الصعبة والمستعصية وتسفيرها للعلاج في الخارج
أوضح رئيس البعثة الألمانية الدكتور إيما نو يليدس أن الهدف من زيارتهم لليمن وهيئة مستشفى الثورة العام بتعز تحديداً هو تقديم المساعدة الطبية للأطفال والمرضى في مناطق الأزمات والحروب ومرتادي هيئة مستشفى الثورة - قسم الأطفال. وأضاف: عدد الأطباء كان من المفترض أن يكون 21 طبيباً، ولكن بسبب الوضع السياسي والأمني المتردي اعتذر 9 أطباء، ومن المقرر أن تستكمل الزيارة في الرابع من أكتوبر، بالإضافة إلى ذلك تم تأجيل 20 حالة مرضية كان من المفترض علاجها بألمانيا. مشيراً إلى أن البعثة تقدم معاينة، وتجري عمليات مجانية بقدر المستطاع وبالإمكانات المتاحة لنا لخدمة المرضى اليمنيين، فنقدم الخدمات الطبية اللازمة لذلك، والحالات الحرجة نعمد بسفرها إلى ألمانيا وكافة التكاليف تدفع من قبلنا. ومن ضمن الحالات الصعبة التي عاينتها البعثة (تسوس العظام) وأمراض (الأيض الغذائية) أو التشويهات الخلقية لأحد أطراف الجسم للأطفال، والكثير من الحالات يتعثر علاجها وتتوفى، والبعض يتم علاجها وتتجاوز مرحلة الخطر سواء في اليمن أو تلك التي تعالج بألمانيا. وأضاف: إن الوضع الصحي باليمن متردٍ، ولا يقدم الرعاية الكافية للمرضى، للعديد من الأسباب منها، عدم توفير الإمكانات من قبل الدولة، غياب جانب التأهيل للأطباء، خلافاً عن أوروبا، النظام الصحي يجب أن يتم تغيره، ويتم تحييد هذه المهنة من قبل كافة الجهات وإيصال قناعة للجميع بذلك. وأشار الدكتور إيما نو يليدس إلى أنه قبل زيارة الفريق الطبي الألماني حالياً عمد إلى زيارة اليمن في شهر مايو الماضي لتقييم الوضع الأمني؛ كون البلدان الأوروبية تصل إليها أخبار سيئة عن الوضع الأمني في اليمن، وأدى ذلك إلى اعتذار الأطباء من الزيارة الحالية، وفي حالة استقرار الوضع سينضمون بداية العام القادم لتقديم الرعاية ولخدمة مرضى اليمن، فنأمل أن يعيش اليمن باستقرار وسلام، وتستقر الأوضاع الداخلية لليمن، ونلقى دعماً ومسانداً من كافة الجهات المعنية، ويواصل اليمن مسار التغيير السلمي المنشود. الدكتورة مرفت محمد - أخصائية أطفال من خريجات جامعة الأردن - أشارت إلى أنها تعمل على مرافقة البعثة بكافة أعمالها في المستشفى، فالحالات المرضية المتواجدة بمحافظة تعز والمحافظات الأخرى حرجة جداً، ولا يوجد أخصائيون لعلاج بعض منها ك(أعصاب الأطفال وأعصاب اليونيت - ومشاكل الجهاز العصبي والمحوري)، فالكثير من الحالات تواجهنا بالقسم ولا نستطيع أن نقدم لهم الخدمات اللازمة لإنقاذ حياتهم وتفارق الحياة بسبب ذلك. وأضافت: توجد حالات سيتم حالياً عرضها على البعثة الألمانية كحالات الظهر المفتوح، وتضخم الدماغ، والتشوهات الخلقية، وأخرى معقدة، وحالة متواجدة حالياً لا يوجد بها أمعاء وتعاني من انسداد بالمريء، فبعض الحالات المرضية في المحافظة مستعصية ولا يمكن أن تتواجد مثلها بالأردن، قد يكون ذلك للعديد من الأسباب، منها العوامل البيئية، وعدم وجود رعاية ومتابعة للأم أثناء الحمل، وقلة الوعي الصحي من قبل بعض الأسرة والمجتمع، الحالة المادية الصعبة لبعض الأسر. وأوضحت الدكتورة ميرفت أن مستشفى اليمني السويدي يعالج الكثير من الحالات المرضية للأطفال، ونحن هنا نعتبر مساندين لهم؛ لكون الحالات المرضية كثيرة جداً تحضر من المحافظة ومحافظات مجاورة. وعمدنا إلى تأهيل كادر تمريضي متخصص في القسم لتقديم الرعاية الطبية للمرضى بقدر الإمكانات المتوافرة. موضحة طبيعة عملها في متابعة الحالات المرضية قبل وبعد إجراء العمليات وأثناء تواجدها بالمستشفى، ومعرفة مدى تحمل الحالات لمستوى التخدير أثناء العمليات وتحديد نسبة الاستقرار لهذه الحالات، فنأمل أن يتم الاهتمام بالجانب الصحي بالمحافظة وبالأخص الحالات المرضية للأطفال. الدكتور علي الزخمي ومنسق الجمعية الطبية الخيرية العالمية في اليمن وممثل (جمعية هامرفور) الألمانية باليمن تحدث قائلاً: بما يخص نشاط الجمعية فمنذ نهاية عام 1997م والجمعية بدأت عملها في اليمن لتسعى إلى تنفيذ الهدف الذي أنشئت من أجله وتقديم الرعاية الطبية والإنسانية للأطفال بمناطق الحروب والأزمات واحتياج اليمن يزداد عاماً بعد آخر. مطالباً بإعادة هيكلة الوضع الصحي والطبي بشكل عام في هيئة مستشفى الثورة العام بتعز وإعدادها كنموذج للانتقال إلى مستشفيات أخرى في بقية المحافظات، مؤكداً أن الوضع المتردي للقطاع الصحي نتيجة لشحة الموارد المالية والوضع السياسي في اليمن وبسبب الصعوبات التي تواجهنا لا نستطيع أن نقدم كل ما يرتقي بالجانب الصحي بالمحافظة؛ لكوننا نلتزم بكافة ما يجب علينا أن ننفذه ونواجه قصوراً كبيراً من ناحية الجانب الحكومي لتنفيذ ما يجب عليه القيام به. وعن تلك الاحتياجات قال الدكتور الزخمي: من ضمن تلك احتياج الأطباء للتأهيل والتدريب كلاً بمجاله، تدني المستوى المعيشي والمادي للطبيب يعد عائقاً أمام أداء الخدمة التي تقدم للمرضى، وجود قصور بالتعاون والتنسيق بين الأطباء، وعدم الاستعانة بخبرات بعضهم البعض لعلاج بعض الحالات. وأضاف: فالبعثة الألمانية تزور محافظة تعز بالعام 3 مرات، وعند إكمال برنامجها بمحافظة تعز ستبدأ عملها بمحافظات أخرى، ولمدة 14 عاماً لم يتم استكمال ذلك، فقد تم استكمال البرنامج الأول لمدة 5 أعوام، وبعد طلب السلطة المحلية بالمحافظة من الفريق الألماني البقاء واصلنا العمل لمدة 10 سنوات وتم إيجاد استقرار مالي وإداري، وقررنا عدم تدخل السلطات السياسية بالعمل في المستشفى بخصوص قرارات التعيينات، وتم تزويد المختبر بالكادر المؤهل الخاص بذلك، وحصرت ال 9 صيدليات التي كانت موجودة إلى صيدلية واحدة فقط، كما يجب إشراك الجامعة في إدارة المستشفى من أجل تطوير وتأهيل الكوادر الشابة بالمستشفى، والمجتمع يجب أن يكون شريكاً بذلك, كما أن الفساد متواجد بالعديد من المجالات، ويجب أن يطبق مبدأ الشفافية لتحسين الوضع العام لكافة القطاعات والتحسين من المستوى المعيشي والعلمي للمواطنين. وأضاف بخصوص قسم الحروق والتجميل: منذ عام 1999م بدأنا تجهيز البنية التحتية المناسبة الخاصة بذلك، وتم إنشاء قسم التجميل والحروق وتجهيز 6 غرف عمليات جديدة وبأجهزة متكاملة، لذلك في حين أننا نقوم بصيانة متكاملة لكل ذلك قبل زيارة البعثة لليمن، ونقدم عملنا بمهنية وحيادية ونقدم خدمة للمرضى والمواطن اليمني مجاناً دون أي مقابل ليستغل الأطباء فترة الإجازة الممنوحة لهم بتقديم الرعاية للمرضى باليمن.