منذ بداية فصل الصيف الذي أوشك على الانتهاء وسُحب السماء مازالت ترسل أمطارها الغزيرة بقسوة.. في (جبل حبشي) تتدفق السيول بجنون في معظم القرى التي تقع معظمها في مجاري السيول .. مخلفة وراءها خسائر كبيرة لازالت قائمة حتى اللحظة.. الأراضي الزراعية شبه منتهية.. وأثر تدفق السيول بشكل شبه يومي والمواطنون يبكون على الأطلال. تعد بلاد الوافي (الحدادين– حجرمين– الجربين- السفاه- الحجر) أكثر المناطق تضرراَ حيث الطريق التي تربط هذه المناطق بعزلة المراتبة امتداداً إلى مديرية مقبنة عبر مدخل العيار بغية الوصول إلى تعز، وهي ما تسمى بطريق (رأس الرجاء الصالح) مقطوعة بسبب ما خلفته السيول من دمار، و اندثار للعديد من الأراضي الزراعية وجرف وطمر بعضها في أسوأ كارثة تشهدها المديرية التي لا توجد فيها حواجز وسدود لاحتواء السيول العارمة ليس هذا فحسب.. قبل عامين أكثر من 9 منازل و5 مواطنين كانوا ضحايا إهمال الجهات المعنية وتقاعسها عن وضع حلول للسيول المتدفقة بشكل بربري، هذا في قرى بلاد الوافي فقط. الحيوانات من أغنام وأبقار لم تكن استثناء، حيث أفاد مواطنون أن السيول جرفت كماً كبيراً من الحيوانات والعديد من المحاصيل الزراعية وردمت عددًا من آبار المياه الواقعة جوار ممرات السيول وأن المصدات الصخرية التي أنشئت بجهود المواطنين لم تصمد أمام السيول المتغطرسة، خاصة أن الأمطار تستمر ساعات طويلة .. وبقدر كون الأمطار نعمة قد لا تحظى بها مديريات أخرى إلا أنها في جبل حبشي نعمة تصنع خسائر نتيجة الخراب إلى أن أصبح أكبر كون المديرية تفتقر للحواجز المائية والسدود التي تساعد على الحيلولة من انجراف الأراضي.. وتعد مديرية جبل حبشي الواقعة إلى الغرب من محافظة تعز واحدة من المديريات التي تتعرض أراضيها لكوارث السيول كل عام، دونما أي التفات من السلطة المحلية في المحافظة أو المديرية لوضع حد لمثل هذه الكوارث التي تحل على المديرية كل عام. عضو المجلس عبد الله إبراهيم الأمير: خلال شهر رمضان قمنا بزيارة إلى المناطق المتضررة وقمنا برصد الأضرار الناتجة عن تدفق السيول.. وطلبنا من المجلس المحلي أن يسارع بإعادة تأهيل الطرقات المنقطع ووضع الحلول لمجاري السيول.. واستدرك: لكن الحجة التي نسمعها من الجهات المعنية بأن الإمكانيات المتوفرة لدى المجلس لا تسمح بذلك. وأضاف: كان علينا أن نطرح الموضوع أمام محافظ المحافظة لعلنا نجد لديه حلاً، كونه المسئول الأول في المحافظة، وتجاوب المحافظ بشكل ايجابي وبعث بمذكرة (16)بتاريخ 17/7/2012 إلى مدير عام المديرية، طلب منه تشكيل لجنة للمناطق المتضررة ورفع تقرير بالنتائج بأقرب وقت ممكن، مؤكداً أهمية الموضوع.. لكن هذه الأهمية لم تلامس مسامع المدير العام والمجلس المحلي في المديرية إلا بعد شهر 26/8/2012 حيث قام بتشكيل لجنة من مشايخ المجلس المحلي ، التي لم تشرع بمهامها حتى الآن. وأكد عضو المجلس المحلي أن الحل الجذري لشبكة الطرقات التي تربط بلاد الوافي تكمن في البدء في شق طريق (الكدهية) التي تبدأ من خط تعز - هجدة، هذه الطريق نزلت فيها العديد من المناقصات منذ 2003م، لكنها كانت مناقصات لحصد أصوات الناخبين لا أكثر.