يبدو أن الحديث عن المؤتمر الوطني للرياضة جاء في وقت كان يفترض أن يكون التناول في التعاطي مع الأحداث،خاصة ما تشهده تعز رياضياَ من خلال حدث مهم جداً أعاد لتعز الاعتبار بعد أن كانت قد حرمت ناديين في الأضواء بقرار جائر تقبله المعنيون في الصقر والرشيد حينها ولم تثار أية ضجة ضد الاتحاد. الآن الناديان عادا إلى الأضواء بحمد الله وكان قد استقر الطليعة في موقعه في الأولى وبه يكون لتعز ثلاثة أندية في النخبة ,وكنا نتمنى أن لا يتعثر الأهلى ويهبط حتى تظل تعز متواجدة بقوة في دوري الكبار ، أمام هذا الإنجاز نجد أن البعض يريد أن يتجاهله لا لأنهما الصقر والرشيد ولكن لأنها تعز المتواجدة بقوة. ولذلك فإن الحديث عن المؤتمر الوطني للرياضة قد سحب البساط،فقضية الوطن نغلبها على المناطقية ونحن مع المؤتمر ولكن في نفس الوقت لا ينبغي الإجحاف بحق الصقر والرشيد ومشاركتهما فرحة العودة التي ينبغي أن تستمر حتى يشعر الفريقان بقيمة الرجوع والصعود إلى المكان الطبيعي بعد الحرمان المستقصد لهما وتهبيطهما باسم اللوائح والأنظمة. أما الحديث عن المؤتمر الوطني للرياضة نتمنى أن لايكون حديث تخدير وحديثاً يؤدي إلى خدمة أجندة لا تحتاجها الرياضة اليوم بقدر ماهي محتاجة لإعادة النظر في محاور رئيسة تتمثل في : البنية التحتية للأندية والاتحادات ، والاهتمام بالكادر البشري وتدريبيه وتأهيله ، وتوفير الدعم المالي المناسب لها . المؤتمر الرياضي ليست فكرة جديدة بل كانت فكرة قديمة يعرف بها الأخ شوقي أحمد هائل قبل توليه منصب المحافظ وكذلك مدير مكتبه الأخ زيد النهاري،لكن الفكرة حينها رغم نضوجها والبدء بالتواصل مع المطلوبين للمشاركة وكان المؤتمر قد هيأ له لكن يبدو أنه اصطدم بعدة عراقيل فلم تكتب له الترجمة النهائية حتى كان موعد لقاء الوزير والمحافظ والتشاور فيما يخص المؤتمر والترتيب له.. ونتمنى أن تكون أوراق المؤتمر تصب في خدمة الرياضة اليمنية بصورة جدية ,وأن تكون أوراقاً تترجم على أرض الواقع لا أن يتحول إلى تنظير و«هدرة»..من هنا ومن هناك والخروج في النهاية (دخل أحمد وخرج أحمد ولا غير الله على أحمد حال). نريد معالجات تطبق على أرض الواقع, نريد أن تحل قضية دعم الأندية ويعاد النظر فيها بصورة رئيسة ,كونها سبباً لتخلف الرياضة بكل أنواعها ، نريد معالجة قضايا اللاعبين الذين خدموا الرياضة ومازالت ظروفهم لا تسمح لهم حتى السكن في «عش فراخ» ناهيك عن بيت محترم. نريد معالجة وضع الكادر التدريبي في الأندية والاتحادات وأن يعاد النظر في المعايير التي تحدد المدربين ,وخاصة الفئات العمرية الصغيرة. نريد العمل على نشر الوعي بأهمية رياضة المرأة اليوم فهي مازالت أكثر «كساحاً» من رياضة الرجل ، نريد العمل على تحديد وتثبيت المنتخبات الوطنية واعتبارهم موظفين رسميين ليضمنوا لهم بعد انتهاء مهمتهم مع المنتخبات مجال عمل واضح وفق قانون يحميهم من الضياع والتشرد بسبب الرياضة. وقبل أن نسوق ونبحث عن الشركات لابد من النظر للمنشآت والملاعب الرياضية ومستوى تأهيلها مقارنة مع أقل دولة مجاورة ، نريد أن يعاد النظر في وضع الكشافة والمرشدات بما يعيد الاعتبار لهذا المجال ويمكن المنتمين إليه من ممارسة مسؤوليتهم الاجتماعية تجاه الوطن والمواطن ، نريد أن يعاد النظر في منح الحوافز والبدلات التشجيعية للاعبين والموهوبين والمبدعين من أبناء اليمن بما يدفعنا للمزيد من العطاء. كثيرة هي الآمال والتطلعات من انعقاد المؤتمر الوطني للرياضة في تعز ,وكثير هي الطموحات التي يتأملها كل رياضي أن يخرج بها المؤتمر وأن تترجم الأهداف إلى عمل في أرض الواقع. [email protected]