يَنفضُ الصبحُ , وَبَرَ الليل و يرتمي كعصفورٍ , تلدغُ الحريَّةُ أفكارَه على كتف النهار .. يحملُ تحت جناحيه .. وجهَكِ , وجرحَ وطني تترجلُ الشمسُ عن صهوة الغيم تشكو هموم السماء ، لأصحاب الأرض ... بينما تَنعقُ الغربانُ في ساحةِ المدينة و تُصلَب الحقيقة ، على خشب الوهم ..! تنزفُ المآذن من هلالها جرحاً ، عميق الطعنة ، و صَبرْ ..! يتثاءبُ الضمادُ , و لا يرضى صياماً فوق مائدة القتل ..! الشوارع حبلى بالغضب , و استدارة الحذاء يتعرَّق التمرد , فوقَ جلدها الأسمر طفلاً لأبٍ مقتول , و أمٍ مغتصبة ..! و الفوانيس المشرومة الفتيل تَقْطُر نورهَا , عنوة فوق الرصيف و يلثمها نباحُ الأيام ....! اليوم كنتِ ، حوريَّة في الوريد تُداعبُ الحزنَ النابتَ في ضلوعي و ترتوي من ثغر القلب , قُبلة قبل النوم ...! اليوم كنتِ .. نهداً يحرقُ شهوة الليل جسداً يدوسه الظلام , و البرد القارص و تجلده السنون , بسوط الطهارة بينما الجرذان في أوكارها تَرقبُ ذبول الورد في يديكِ , الآنية و الذئاب جاثمة فوق خبزنا , تبول في شراشفنا تعوي تواقةً لموتنا , في غابة الوطن حيثُ تبيعُ الكرامةُ كبرياءها للتراب ...! و البدوي يروِّض نزوته يُقِيمُ للرحيلِ قبراً , و شاهدة من طين تَختَزنُ في خليطها لغة البراري , و حنينَ الدِلال لجيرة الموقد ..! ثم .. أنتِ، و قلبي حقيبة نملؤها دموعاً ... مواعيداً .. وذكرياتْ و قصصاً قطفناها سِرَّاً , من دالية القمر .. نُصغي لها , و الكفرُ يزبدُ من ثدييكِ .. أحلاماً , و بِركة حب .. و العروبة جنديَّة .. طفلة تئِنُّ .. عارية , مصلوبة , فوق سرير الشرق يأتي فارسها المُنتظر , مذبوحاً بساطور السلطان ندنو منها , و خيول القبيلة تصهلُ في وجهنا نُبصرها بأعين , مثقوبة , جرداء مُهيأة لأصحاب الأظافر المدببة , و البطون الكبيرة يلدغها الذبابُ بنصلِ الخُزِي يقذفُ في تاريخها سمومه , و ترياق الموت و يقرأ عليها سورة الفناء , و ترتيلة الرضوخ...!!؟؟