الغربي عمران مدد مولانا ابن بطوطة ذلك الرحالة العالمي الذي عرفه الشرق والغرب.. بالكاد دلني على ضريحه أحدهم.. أزقة في أحياء المدينة القديمة.. صعوداً وهبوطا .. سلمني لحمزة ذلك الصبي يهرول أمامي بسرعة وأنا الهث تابعاً له في ازقة مدينة طنجة التي لا تنتهي.. مبنى أبيض صغير محشور بين المباني العتيقة.. تصب حنفيات من تحته تملأ النساء والصبايا أوعيتهن ويمضين.. صعدت خلف الصبي.. ليشير عليّ من باب ضيق: هذا مولاي ابن بطوطة. مددت عنقي القصير جدا لأجد شيخاً يصلي جوار ضريح مكسي بالأخضر.. وقد علقت على الجدران آيات من القرآن الكريم.. قال لي اسمي المهدي.. ضحك قليلاً حين قلت (المنتظر) حدثني عن زوار الضريح .. وعجبت كثيراً لأن الناس في طنجة لايعرفون ضريحه.. والبعض يسمع به ولم يزره. عدى قليل ممن يزره ليتبرك ويصلي.. تعجبت أن يتحول ابن بطوطة إلى ولي .. مدد مولانا مدد. * * * * لم أجد محمد شكري في طنجة لكني وجدت الخبز الحافي في كل أزقتها.. في اليوم الأول لوصولي طنجة سرت في شوارعها وميادينها.. وميناء السمك.. سرت عبر أزقة أحيائها القديمة حتى أزقتها.. فتشت عنه في بواباتها الست.. في أبراجها.. علّي أجد له نصب ل.. أو اسم ميدان أو حديقة.. أو شارع أو زنقة.. سألت الولي عبد القادر الجيلاني.. مرتادي المقاهي.. الحانات.. أصحاب المكتبات(الكتبية) .. سألت السابلة.. لم أجد شكري في طنجة.. في اليوم التالي التقيت أحدهم مصادفة.. قادني إلى شارع الفرنسيس.. جوار البريد.. أشار على مقاعد مقهى روكسي .. العمارة المجاورة للمقهى.. دخلنا باباً ..صعدنا درجاً لأكثر من خمسين عتبة.. باب مقفل.. قال لي هذا الباب يفضي إلى الصدح حيث كان يسكن محمد شكري وكلبه.. وحيث كان يتردد عليه السوسي صديقه.. يخرج وصديقه ريو.. يذهبان إلى المدينة القديمة يجلسان بعض الوقت في مقهى سنترال. لم أجد نصباً لشكري في مدينته طنجة.. ولم أجد شارعاً باسمه..ولم أجد ما يدل على أنه كان يسكن في تلك العمارة.. أكثر الناس لايعرفونه. طوبي لأولئك الغرباء.. من أناروا حياتنا نوراً ومعرفة.. ورحمك الله يالخبز الحافي..