في زيارة مقتضبة ردد الرئيس عبدربه منصور هادي مقولة مأثورة واحدة على الفرق التسع التي توزع عليها قوام أعضاء الحوار الوطني الشامل. قال : لا تركزوا على النتائج وإنما ابحثوا عن الأسباب فالطبيب يشخص المرض أولاً ليعرض العلاج. لا ندري كيف سرى مفهوم ليس مطابقاً لمدلول العبارة حيث فهمت العبارة بأن عليكم أن تنشغلوا بالأسباب التي أدت إلى المشكلات أما النتائج فستأتيكم جاهزة من خارج المؤتمر.. بينما المعنى الذي يتوافق مع منطق المقولة أنه يقصد: قبل أن تذهبوا إلى النتائج توقفوا أولاً عند دراسة الأسباب والدواعي التي أدت إلى خلق الأزمات والحروب وليس معنى ذلك التوقف بعد معرفة الأسباب وإنما الانتقال إلى البحث عن المعالجات، فالمنطقي هو البدء بالمقدمات والانتقال بعدها إلى النتائج .. التشخيص للداء هو الشرط الضروري اللازم للدواء.. المعرفة بالدواعي والأسباب نصف الطريق إن لم يكن أغلبه إلى الحلول الناجعة. ثم إن هذا الفهم ينسجم مع منهج ومحددات الحوار الوطني كما رسمته كلمة الرئيس في الافتتاح: أن لا وصفات جاهزة ولا طبخات وإنما صناعة وطنية ويمنية.. المقولة أبسط وأوضح من أي تأويل وتفسير. * بمقدور كل طرف من طرفي المواجهة في تعز استخدام واستدعاء مفردات الردح والقدح والتهم والشتم، ليس في ذلك أي من شمائل البطولة ولا شرف النصر والغلبة. ** ما يهمنا هو خسارة تعز التي انشغلنا جميعاً عنها بالتنازع .. خسارة فرصة تنمية وتطوير تعز التي كانت الأولى التي ساهمت في الثورة والتنمية، واتهامها في صناعتها وإنتاجها. القليل من الأمانة والمسئولية سيجعل الكثير من الكتّاب يفكرون ألف مرة قبل أن يتجرؤوا في الكتابة المتوحشة المبتذلة، ومراجعة ما كتبوه بعد أن يتبينوا خطل ما سطّروه. هل لا يزال من بقية في عمل شيء لتعز لتستعيد عافيتها؟ الأمر مرهون بأبناء تعز عقلائها .. قادتها .. محبيها .. الوقت لن يطول في انتظار ما سيفعله التعزيون.