في ظل واقع يصعب فيه حصول الكبار على حقوقهم، كيف يمكن لنا أن نتخيّل حال حقوق الأطفال الذين هم الفئة الأضعف العاجزة عن انتزاع حقوقها، بل والتي لا تعرف في الأساس حقوقها، ولا تمتلك وسائل المطالبة بها.. نجد أطفالنا في اليمن يعانون الأمرين من غياب حقوقهم لا نستطيع غضّ أبصارنا ولا إخراس ألسننا وتغييب عقولنا عن حقيقة إننا نعيش الآن في جيل الحقوق والحريات، الجيل الذي وصلنا فيه للمطالبة بحقوقنا والإيمان بأن ما نحصل عليه وما ينبغي أن نحصل عليه هو حق من حقوقنا وليس فضلاً أو صدقة أو إحسان. وهذا ينطبق على أطفالنا وما يجب أن يعيه الجميع ويؤمن به هو أن أطفالنا لهم الحق في الحصول على جميع حقوقهم وان ينموا ويكبروا في ظل حقوقهم الشرعية دون نقص. أن يعيشوا حياة كريمة تراعى فيها مصلحتهم الفضلى، ولكي يتحقق هذا وفي ظل أننا مازلنا نعمل جاهدين على المواءمة مع متطلبات هذا الجيل فإننا بحاجة إلى العديد والعديد من حملات المناصرة والدعم لهذه الحقوق والحريات. حملات مناصرة لقضاياهم ومشاكلهم ومواجهتها وإيجاد حلول فعالة ومطبقة فعلياً. ولم يعد هناك مجال للمماطلة والتسويف. فالمرحلة الانتقالية التي تمرّ بها بلادنا تحتاج الى تكثيف الجهود والتعاون بين كل الجهات والقطاعات المختلفة.تحتاج للاعتراف بما وصلنا إليه من مستوى حصول أطفالنا على حقوقهم وكيف نستطيع، متفقين ومتوحدين من تحقيقها فهي ليست مستحيلة أبداً. ولنتذكّر جميعاً أن أطفال اليوم هم شباب وأمل الغد وأن حصولهم على حقوقهم كجزء لا يتجزأ من تكوين الهرم المجتمعي هو خطوة هامة لخلق أجيال صالحة وواعية. فلنبدأها جميعاً ولنعلنها حملة مناصرة لكلّ طفل.