التقت مجموعة الاستخبارات بفريق أسس بناء الأمن والجيش المنبثق من مؤتمر الحوار الوطني الشامل صباح أمس في مدينة عدن قادة الاستخبارات والأمن السياسي والأمن القومي والأمن المركزي والأمن العام. وخلال اللقاء تم التطرق إلى ما تعانيه الأجهزة الاستخبارية في المدينة من صعوبات في تأدية مهامها بالشكل المطلوب، وكذا الحلول الجذرية لتلك المشاكل وفق آلية صحيحة ترتقي بمستوى الأداء وتخدم بالدرجة الأساسية الوطن والمجتمع. وتحدث في بداية اللقاء العميد عادل أحمد علي آل مقيدح - رئيس مجموعة الاستخبارات - عن أهمية تقديم مقترحات عملية من أجل الارتقاء بمستوى الأجهزة الاستخباراتية في مدينة عدن، داعياً الأجهزة الأمنية إلى التعامل بحكمة في أداء مهامها وخصوصاً في التعامل مع الفعاليات السياسية التي تعتمل في المحافظة. وتم التطرق إلى التداخل الكبير بين الأجهزة الأمنية في المحافظة واليمن بشكل عام وخصوصاً جهازي الأمن السياسي والأمن القومي، وأهمية تحديد المهام أو دمج الجهازين في مكون واحد وتحت أي مسمى. وتحدث في اللقاء قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة مع أعضاء المجموعة بشفافية عن مجمل القضايا والصعوبات التي تعترض سير نشاطهم، حيث أشار قادة الأمن العام عن صعوبات الإدارة في أقسام الشرطة والأفراد وكذا في السجون، لافتين إلى أن هناك إشكاليات في مستوى أداء تلك الأقسام ومراكز الشرطة. وأكدوا أن إدارة الأمن العام تقوم بتعاون الأجهزة الأخرى لتعقب المتهمين الذين لهم علاقة بقضايا مختلفة، نافين أي أعمال اعتقالات لا ترتبط بقضايا. قادة الأمن السياسي أكدوا أن هناك تداخلاً مع أجهزة الأمن القومي، ويجب فصل هذا التداخل من أجل أداء أفضل للجهازين، نافين في الوقت ذاته أي أعمال تعذيب تمارس من أجل استخراج المعلومات، داعين أعضاء الفريق إلى النزول للسجون والاستماع للمتهمين والتأكد من صحة المعلومات. وتحدثت قيادة الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقاً) في محافظة عدن عن عدد من الصعوبات التي تعترض سير الأداء، مشيرين إلى أن الجهاز قدم عدداً من الشهداء الجرحى خلال الفترة الماضية وقد بلغ حتى اللحظة 36 شهيداً و104 جرحى جراء الاعتداءات الإرهابية والعناصر المسلحة. ودعت إلى الالتفات إلى أسر الشهداء والجرحى من قوات الأمن الخاص وإعطائهم حقوقهم. وطالبت القيادات الأمنية في الأجهزة المختلفة بضرورة إعادة تنظيم عدن وخصوصاً أجهزة الأمن فيها وتوفير كافة الإمكانيات لهذا الغرض، مؤكدين أن هناك جماعة مسلحة تحاول الإساءة إلى الحراك الجنوبي السلمي وتستخدم العنف ضد الأجهزة الأمنية وتحاول إثارة الفوضى والتخريب في المحافظة. كما طالبت القيادات بضرورة وضع اللامركزية في التعامل مع الأجهزة الأمنية؛ بهدف تقديم مستوى وأداء للأفراد المنتسبين في الأجهزة، وتحسين مستوى دخل الأفراد في المرتبات والمستحقات المالية الأخرى. وأكدوا أهمية نقل تجارب ناجحة في مجال الاستخبارات من دول شقيقة أو صديقة وتطبيقها على المستوى اليمني وفق قوانين وتشريعات ولائحة منظمة لعمل كل جهاز في الأمن، وكذا وضع لائحة خاصة لمكافحة الإرهاب. وأوضح القادة أن الجانب الاقتصادي يعتبر من الجوانب الهامة التي يجب على مؤتمر الحوار الوطني الالتفات إليها من أجل الحد من مستوى الجريمة أو الالتحاق بالجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة، وإيجاد الوظائف الحكومية للشباب من أجل احتوائهم. وطالبت قيادة الأجهزة الأمنية في عدن بضرورة عودة التجنيد ما بعد الثانوية من أجل تنمية الولاء الوطني وحب الوطن وخدمته.