هذه صورة أخرى من صور التدين الشكلي، التدين الممسوخ الشائه، وهي صورة مضافة إلى صورة سبق أن أشرنا إليها عند عنوان [لا يجتمعان] إذ كيف يجتمع تدين صحيح وغش، غير أن هذا هو الحاصل ..وإني عندما أستعرض هذه المواقف أتردد طويلاً في كتابتها – ويشهد الله أن السبب الأول في ترددي هذا هو الخشية على نفسي أن تقع في هذه الفخاخ .. لكني وبعد الوقوف واستحضار عظمة الله وأستغفره لذنوبي وأسأله العصمة من الزلل .. أحاول أختصر القصة وأتجنب ألفاظ التشفي قدر المستطاع. زارتني قبل أيامٍ قلائل امرأة كبيرة في السن ويعلوها الوقار، تعاني عدة أمراض، ضغط، سكر، كولسترول، عضلات قلب، تصلب في المفاصل – الركبتين - + روماتيز ..وبعد التعارف: انفجرت باكية وبقوة ..حاولت أُهدئ من روعها ثم معرفة ما حصل ..فلم أستطع حتى كفكفت دموعها، وبدأت بالحديث وعبرات البكاء تخنقها بين فينة وأخرى . فقالت لي: الآن عرفتني ومن هو أبي وإخوتي قلت نعم ، وما فكرت أبداً أنها تعاني هذا الظلم والحرمان من قبل إخوتها الذين عرفتهم في المسجد مصلين في أكثر الأوقات فقالت لي لعلك تذكر يوم وفاة أبي؟ أجبتها نعم . فقالت: كان قبل وفاته بأيام قلائل بصحة جيدة واستدعاني فجئت إليه ونظر إلي باكياً راثياً لحالتي الصحية، ثم قال لي: الأحوال في القرية كلها حقكم جميعاً ذكوراً وإناثاً، والعمارات في تعز (كذا) كلها حقكم جميعاً، التجارة... أستطيع القول إن أخوتك لهم دور في تطوير التجارة خلال السنوات الخمس الأخيرة، فإذا ما كتب الله علي الموت قريباً فحقكم جميعاً محفوظ. فقط أنصفوا إخوانك في عملهم السنوات الخمس الأخيرة.. يأخذوا حقهم بالعدل والبقية يتم تقسيمها على الفريضة الشرعية .آآآه. قالت فقلت له: حفظك الله يا أبي وعبارات المجاملة الأخرى ثم انصرفت. وبعد أربعة أيام تقريباً اتصلوا الحقي أبوكِ فهرعت فوجدته مشلول: يد، رجل، فم، عين. صرخت باكية، مطالبة بإسعافه ، فرفض ...وبقيت إلى جواره ...إلى أن خرج الجميع ، فأجهش بالبكاء وقال يا بنتي ما عندي شيء ، لكن يوم زيارتك لي في المرة الأولى عندما أخبرتك عن حقكم جاؤوا إخوانك وأهانوني وهددوني و...و.. فما هي سوى ساعتين حتى أصابني الشلل ؟! والآن يا بنتي عليكن الصمت فهؤلاء مجرمون، يمكنهم أن يفعلوا أكبر وأكبر ضدك وأخواتك، وبعد (3) أيام مات أبي فجئت بعد العاشرة إلى أخي الأكبر بذقنه الأبيض فحاولت أسأله ينظر لحالتي الصحية و...فقاطعني قائلاً: الحقي أبوكِ إلى المقبرة؟ واطلبي ما تريدين منه . أما نحن الرجال فيكفي أننا نزورك يوم العيد وبعد هذا فلا حق لك عندنا، فاخرجي قبل أن يسمعك عيالنا الشباب المراهقين فلربما ...قلت لها كم هو المبلغ الذي يقدمه إخوانك يوم العيد؟ قالت: (6) الف ريال يمني فقط لا غير !! قالت وأجهشت باكية خرجت فاقدة بصري وقد ارتفع الضغط عندي، وكدتُ أسقط أرضاً فرآني أحد الأقارب فأخذني إلى السيارة وأوصلني البيت عند أولادي. التعليق هذه الحالة ليست الوحيدة وهذا النوع من المتدينين الكذبة كثير . إخوة هذه المرأة يصلون أكثر صلواتهم جماعة وفي رمضان يظهر حرصهم أكثر، أعرف عنهم أنهم يساعدون بعض حلقات القرآن في بعض المساجد بمبالغ تافهة، وكذا بعض المواد العينية لبعض الجمعيات + سلام العيد لأخواتهم حد قول أختهم ...فهل هذه الرُكيعات وحُفنات الريالات كفيلة بإسقاط فريضة الإرث الشرعي؟؟. مؤشرات أولى نشب الخلاف بين الذكور حول عمارة قام بالإشراف عليها الأصغر ثم بادر بعد وفاة أبيه وباعها بمبلغ إلى حوزته ويُطالب ببقية نصيبه فرفض إخوته والآن (5) سنوات شريعة حول العمارة. وكل واحد يتعصب بمشائخ ويصل سلام العيد للمشائخ كما يُقال أربع مليون لكل شيخ؟!.