يعاني الطلاب اليمنيون الدارسون في جمهورية مصر العربية من مشكلات عديدة، يقولون: انها تؤثر على تحصيلهم العلمي, وبعد اعتصامات متكررة قاموا بها والتي على إثرها جاء ت لجنة وزارية مكلفة من حكومة الوفاق لحل مشاكلهم وتلبية مطالبهم, وبعد الاستماع اليهم وافقت اللجنة الوزارية برئاسة وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي على مشروع قرار وتوصيات رفعت إلى مجلس الوزراء بشأن المشاكل والصعوبات التي تواجه الطلاب والمعالجات المناسبة لها، ووافقت اللجنة على زيادة مخصصات الطلاب الدارسين في مصر بمبالغ تترواح بين 500 دولار للبكالوريوس و600 إلى 680 دولاراً للدراسات العليا, وقد دخلت تلك الزيادات حيز التنفيذ خلال الثلاثة الأشهر الماضية, ومع هذه الزيادة لا يزال الطلاب متذمرين من عدم الاستجابة لمطالبهم الأخرى التي اعلنوا عنها عند اعتصامهم, (الجمهورية ) التقت بعدد من الطلاب وتلمست احتياجاتهم.. وإليكم الحصيلة: بلغ عدد الطلاب اليمنيين الحاصلين على درجات البكالريوس والماجستير والدكتوراه والزمالة المصرية لعام 2013م من مختلف الجامعات المصرية وبمختلف التخصصات 234 طالباً وطالبة، ابتعثتهم الحكومة اليمنية التي قالت: انها تنفق لهم حوالي 15 مليار ريال سنوياً لهم، منها 10 مليارات ريال (46.6 مليون دولار) للمبتعثين من وزارة التعليم العالي, وبعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات الطلابية وزيادة الضغوطات الاعلامية بُعيد ثورة الشباب في الداخل قررت حكومة الوفاق زيادة مخصصات الطلاب المالية الى15مليون دولار لجميع الطلاب. أقل المطالب حمدي اليافعي (طالب في كلية طب القصر العيني بالقاهرة) يشكر حكومة الوفاق على ما قامت به، الا انه وغيره من الطلاب صدموا من الزيادة المالية التي توقعوا بأنها ستأتي ملبية لاحتياجاتهم, يقول اليافعي: ومع ذلك قلنا: سنقدر الظروف التي تعاني منها البلاد وان وضعنا هنا انعكاس للوضع الداخلي, لكن هناك مطالب لم تتحقق وأصبح الطالب اليمني بطبيعته في كل الأحوال هو الطالب العربي الوحيد الذي يعاني من مشكلات متعددة ،وهذه المشكلات هي التي تميزه عن بقية الطلاب العرب الدارسين في مصر, وأحب ان انوّه الىأ ننا قمنا بعدة مظاهرات واحتجاجات واعتصامات في السفارة اليمنية وذلك من اجل تحقيق ستة مطالب رئيسية وهي: عودة المبلغ السنوي المخصص للكتب وبأثر رجعي للسنوات الماضية, وتخفيض تذاكر الطيران على الخطوط الجوية اليمنية بنسبة 50%, وتسليم المخصص المالي (الربع) في وقته المحدد بداية الشهر كل ثلاثة أشهر, وإنشاء حسابات بنكية لكي يتم صرف المخصصات المالية (الأرباع) من خلالها, وإنشاء نظام التأمين الصحي للطلاب والباحثين اليمنيين في مصر، واذا تأملنا زيادة مبلغ 100دولار تعني انه لم ينفذ الا جزء بسيط من مطالبنا تمثّل بزيادة 25% من المنحة المالية المقدمة والسبب ان الاوضاع المعيشية هنا صعبة جداً، والأسعار في ارتفاع مستمر, والكل يشكو من ارتفاع ايجار الشقق السكنية خصوصاً بعد تنامي الازمة الاقتصادية التي يعاني منها المصريون، وبالتأكيد نحن كمقيمين تأثرنا, كنا نستلم 390دولاراً سابقاً منها ، ايجار الشقة وشراء الكتب والمصاريف ومصروف الجيب والمواصلات، كان ذلك قبل ارتفاع الاسعار هنا، والآن رفعت مع المظاهرات والاحتجاجات الى 500 دولار متزامنة مع ارتفاع الاسعار في السكن والمعيشة، على الطالب ان يصرف ال500 دولار لكل متطلباته واحتياجاته نستلم كل ثلاثة أشهر الفاً وخمسمائة دولار. - ويضيف: احتياجاتنا في كلية الطب على وجه الخصوص مكلفة، فمثلاً نحتاج إلى أجهزة وسماعات وكتب وأحياناً دروساً خصوصية وأحياناً ملابس طبية، وبالرغم اننا نتّبع سياسة التقشف إلا أن ما نستلمة لا يكفي مصروفاتنا , ولا أخفيكم انه يتم الزامنا من قبل إدارة الكلية بأن نلبس البدلة الرسمية عند حضور المحاضرات فنضطر لشراء بدلة كل عام حتى وإن كانت رخيصة الثمن بسيطة المظهر, وأحياناً نقوم بتبادل لبس البدلات مع بعضنا البعض دون علم زملائنا المصريين او من ابناء الدول العربية والأجنبية الدارسين معنا , واحياناً نضطر إلى السلف من زملائنا او نطلب المساعدة من اهالينا في اليمن، كما أن موضوع السكن يؤرقنا جداً فبسبب ارتفاع الاسعار نضطر الى ان نختار السكن في الأماكن الشعبية واحياناً النائية، ويسكن في الشقة الواحدة التي تحوي ثلاث غرف يسكن فيها 8 طلاب مزدحمين حتى تتناسب مع مدخولاتهم, سؤالي هو: لماذا لا تقوم السفارة اليمنية هنا بتوفيرمساكن طلابية خاصة بأسعار مناسبة مثلها مثل باقي السفارات؛ تخيّلوا ان بعض الطلاب العرب لديهم سكنات طلابية خاصة ومع ذلك يرفض الطالب ان يسكن فيها ويسكن في شقق فاخرة بسبب الرسوم المالية الكبيرة المخصصة لهم، قلنا مراراً: لا نريد ان يكون وضعنا مثل وضع غيرنا بل ثمن او ربع وضعهم والمسئولون يعلمون جيداً ان مطالبنا هي اقل المطالب، ونحن اقل طلاب يستلمون هذه المخصصات، فمثلاً الطالب السوداني ونحن نقارن لك الدول المشابهة لظروف بلادنا اقتصادياً عندما يتزوج الطالب السوداني يحصل على زيادة في مخصصاته المالية وكذلك يحصل على تخفيض 70% في تذاكر الطيران, اما الطالب اليمني اذا تزوج يعني انه أصبح منكوباً. مخصّصات الكتب بينما يرى عبد الله السعيدي (سنه ثانية كلية الطب جامعة القاهرة): المستحقات لا تكفي ، كان اهم مطلب لنا هوتخفيض تذاكر السفر وبعد اعتصامات ومراسلتنا لوزير التعليم العالي ووزير النقل اخبرونا ان لدينا تخفيضاً 50% في تذاكر السفر واتضح فيما بعد انه كلام في كلام؛ لماذا يضحكون علينا ويستخفون بعقولنا؟ هذا عيب؛ ليس هذا الذي كنا نأمله بعد ثورة الشباب السلمية.. ال500دولار لاتكفي لتذكرة سفر واحدة وحتى يزور الطالب اهله يضطر الى ان يوفر والبعض لا يستطيع السفر، لأنه ليس لديه قدرة على السفر. - ويضيف: موضوع الكتب لا يقل أهمية عن تذاكر السفر، بل أهم منه وحتى يعرف القارئ الكريم ان ال100دولار التي تم زيادتها ضمن المخصصات المالية الجديدة أصلاً كانت في السابق خاصة للكتب العلمية، ومؤخراً أعلن وزير التعليم العالي ان مخصصات الكتب سيتم إعادتها وسنستلمها ابتداءً من شهر أكتوبر، ونحن ننتظر، مالم سنعاود اعتصامنا, كما أن آلية تسليم الرسوم الدراسية لنا اتعبتنا جداً وقد طالبنا بتصحيح الآلية، لكن لا توجد استجابة، فمن المفترض انه بعد كل ثلاثة اشهر يتم تسليم الربع السنوي للطالب اليمني، لكن الذي يحصل هو انها تتأخر، نحن طالبنا بحسابات بنكية حتى نستلم كل المخصصات بطريقة راقية وليست مهينة، بانتظار وطوابير. مرضى نفسيون أحمد سعيد عبدالله (طالب في القصر العيني سنة خامسة)قال: سنعطيكم فكرة بطريقة اخرى عن مشكلاتنا والتي تتمثل بمشكلات مادية وخدماتية، هذه المشكلات تسبب لنا قلقاً ذهنياً وتجعلنا نهرب من واقعنا وبالتالي تؤثر على تحصيلنا العلمي، هل تصدقوا ان بعض الطلاب لا يعرفون اسم الجامعة التي ابتعثوا اليها, بعض الطلاب يأتون لدراسة تخصص معين ويتفاجأون ان تخصصهم قد تم تغييره الى تخصص آخر، كما أن الملحقية الثقافية لا تقوم بواجبها تجاه الطالب، فلا تبّصره ولاتدله على الطريق الصحيح، والطالب يتحول من طالب علم الى مراسل معاملات بسبب ضعف الخدمات من قبل الملحقية، نحن ندرس تبادلاً ثقافياً وهناك طلاب يدرسون بتمويل حكومي وهم يعانون من مشكلة عدم سداد الرسوم الدراسة لهم من قبل الملحقية الا نهاية العام والكليات التي يدرسون فيها تطالبهم بسداد الرسوم وأحياناً تحرمهم من دخول الاختبارات بسبب موضوع الرسوم, هذه المشكلة ليست في مصر فقط، لكنها في ماليزيا ودول اخرى ولكن لامستجيب.. حتى طلاب الدراسات العليا الذين ينتظرون الموافقة على سداد الرسوم لمدة سنة يتأخرون وبالتالي يُحرمون من مواصلة الدراسة، وهناك مشكلة كبيرة تتمثّل بأن رسوم التسجيل السنوية ترتفع في كل عام ومن المفترض ان الملحقية الثقافية هي التي تدفع فارق السعر لكنها تقول لنا: ليس لدينا أي دخل من ارتفاع الرسوم وعلى الطالب ان يدفع الفارق أياً كان. - وأضاف: وعلى صعيد المشكلات الشخصية نحن أيضاً نعاني، فالطالب اليمني عندما يتعرض لأزمة طبية نضطر نحن الطلاب الى ان نجمع له مبلغاً حتى يتعالج ونشتري له الادوية، وعندما نبلغ الملحقية الثقافية يردون علينا: انه ليس لهم أي دخل وان امكانياتهم لا تسمح بتوفير العلاج، وهذا ما طالبنا به، ولكن لم نجد أذناً صاغية, شيء آخر هو أن احد الطلبة تعرض لسرقة او اعتداء، فعلى الطالب ان يتحمل مسؤولية نفسه، لأنه لا احد سيتدخل اوسيساعده، لاملحقية ثقافية ولاسفارة؛ هناك طلاب من شدة الضغوطات التي مورست عليهم تعرضوا لأمراض نفسية وعادوا الى اليمن وهم مرضى نفسيون، تخيلوا في أحداث 30يونيو لم نتلق أي اتصال او أي اشعار من السفارة يتم تنبيهنا بالرغم انهم أعلنوا أنهم أقاموا غرفة عمليات لمتابعة أوضاع اليمنيين في القاهرة وهذا الشيء للأسف لم يحدث. الملحقية مغلقة فيما يرى علي القاضي، طالب الماجستير في كلية الإعلام بجامعة القاهرة: ان الطلاب اليمنيين في الجامعات المصرية حققوا نجاحات بارزة وتفوقوا على نظرائهم من الطلاب العرب وحتى المصريين انفسهم، ومؤخراً حصل عدد من الباحثين اليمنيين على امتيازات في أبحاثهم ورسائل الماجستير والدكتوراه الخاصة بهم، منهم الباحث عادل الأديمي الذي أوجد حلولاً جديدة لعلاج امراض اللثة في فم الانسان, ايضاً نجاح الباحث محمد عجلان والذي أبهر المصريين في رسالته حول القيمة التنبؤية لتجاور الجينات وتعتبر رسالة الباحث عجلان من اهم الدراسات العربية في الباثولوجيا الاكلينيكية, وهناك العديد والعديد من النماذج المشرفة للشباب اليمني الطموح, ووفقاً لذلك ينبغي على القائمين على مؤتمر الحوار الوطني الشامل ان يناقشوا قضايا الطلاب اليمنيين في الخارج بجدية واهتمام بالغ ويتذكروا انه لم يأتِ بالحكومة الحالية الا الشباب اليمني الذي ضحّى بدمه من اجل الوطن, وان على المسئولين الإيمان بقدرات الشباب اليمني الذي يريد ان يتعلم ويبني اليمن الجديد يمن المستقبل.. انتقلنا لزيارة الملحقية الثقافية في شارع فلسطين بمنطقة الدقي في القاهرة فوجدناهامغلقة, بحثنا على رقم أي مسئول في الملحقية واتصلنا ولم يرد علينا احد, لكننا وجدنا مواطناً مصرياً بالقرب من مبنى الملحقية و قال لنا: انه يعمل فيها وانها مغلقة بسبب المسيرات والمظاهرات المؤيدة والرافضة لعودة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الى سدة الحكم. [email protected]