صلاح الأصبحي البردوني عينٌ للرؤيا ونافذةٌ للكشف ؟؟؟؟ سأقول وبدون مبالغة إن البردوني كان آخر الرائيين والمبصرين وقراء كينونة الوجود خارج إطار الفطرة إضافة إلى هيلين كلير وهوميروس والمعري وكثير مُنحوا قدرة خارقة في تجاوز النسق العام للفطرة البشرية فكانوا أساطير خارقة تتجلى في الفعل والقول . لم يكن عبدالله البردوني شاعراً فحسب بقدر ما كان نهضة في التنوير والسعي في اجتثاث الحالة المعاشة في اليمن فكراً وإنساناً . إنه ( معري اليمن) أبن( بردون) بل ابن لليمن قاطبة أستاذ فن الشعر وأخر حصون الشعر العمودي ,به عاش العمودي إلى الألفين أقفل بابه ورحل , لم يتحرج الشاعر الكبير نزار قباني حين سمع البردوني في مربد العراق يلقي قصيدته الشهيرة ( أبو تمام وعروبة اليوم ) إذ قال : شعرت اليوم أن علىّ أن أذهب أتعلم قول الشعر . البردوني حكاية مستمرة تسلب الألباب وعبق من التأريخ الجميل الناصع البياض الصادق القول , قيثارة في زمن الوصل والهيام , سيمفونية كلية من الوجدان الطافح بمعاني الوجد . منح البردوني قدرة فائقة في تلمس أكثر الأمور تعقيداً في الوقت الذي يعجز المبصرون حقاً في تلمسها . لم تثنه تجاعيد الزمن وخربشاته عن رسم لوحاته بألوان زاهية كاشفة المخبوء في أعماق النفس البشرية , كان صاحب فكر حاد وذكاء فوق الفطري لكنه كله إنسان بكل ما للكلمة من معنى . ها هي ذكراك تحاصرنا ونحن نتعرج في منعطفات هامة في تأريخ اليمن المعاصر في كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية تدفع بنا نحو تأسيس نسق جديد في الحياة وفق منهج يطمح للتقدمية مثلما كان لها مساحة في تفاعلك الحياتي . عشر سنين وأربع سنوات عجاف في الغياب لم يعد للظل معنى خطواتٌ على ظفة الوجود ترجلتْ في المغيب تاركةً حفراً للدموع تسقى منها أزهارُ للذِّكرى Mrwan Kamel البردوني كان يتحدث ما شاء الله مثل مسجلة، اقصد لم يكن يتأتئ او يتفكر قليلاً لتذكر تاريخ او اسم او للبحث عن كلمة دقيقة تناسب سياق الحديث وتأتي بالمعنى المطلوب الذي يؤمنه من الوقوع في زلة الكلام الاعتباطي والغير مسؤول. البردوني من خلال بعض الفيديوهات التي شاهدتها له لم يقل وهو يتحدث: امممممم قولوا الحمد الله انهم التقطوا للبردوني بعض الصور والا كنا سنفقد حتى معرفة وجهة في هذه البلاد. Mohee A Jarmah البردوني في ذكراه ال14 عشرة وحدهُ ضوء ٌيتحسسنا في العتمة نوال عبد السلام الإخفاء القسري لمؤلفات شاعر اليمن الراحل عبد الله البردوني لايقل أهمية عن الإخفاء القسري للمئات من المناضلين والقادة العظام عبدالله القيسي كم هي جميلة تلك الحكمة التي تكتب بجانب مرآة السيارة “الأجسام التي تراها هي أصغر مما تبدو عليه في الواقع” , نعم كثير من الأشياء التي نراها كذلك. منير الماوري يكفي أن تنتقد فاسداً واحداً لتطن عشرات الآذان ويكفي أن تكشف لصاً واحداً لترتجف قلوب مئات اللصوص.