في تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة (اليونسف) أشار إلى أن 10 ملايين يمني يعانى من انعدام الأمن الغذائي وأن 5 ملايين من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بينما يرزح نحو مليون طفل دون سن الخامسة تحت وطأة المعاناة من سوء التغذية الشديد في جميع أنحاء البلاد، وما يزيد عن 270 ألف طفل مهدّد بالموت بسبب سوء التغذية، الأمر الذي يُندر بوضع كارثي مالم يتم تداركه..تقزُّم وتبدو مشكلة سوء التغذية في اليمن بأبعادها المختلفة سيئة للغاية مقارنة بالكثير من بلدان العالم فهي على الصعيد الاقتصادي تمثّل عائقاًَ حقيقياًَ أمام التنمية وتحدياً كبيراً يواجه الحكومة اليمنية في تحقيق التنمية المستدامة.. فجراء استمراره تتكبّد اليمن خسائر سنوية تقدر ب(3%) من الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لتقديرات عام 2012بلغت خسائرها السنوية (254و 238مليون) ريال حسب ما جاء في دراسة صادرة عن المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني وهي في تزايد عام آخر بمعزل عن تدخل فاعل ينهي المشكلة. ويشار إلى أن اليمن الأعلى في معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تصل إلى نحو (77) وفاة لكل (1,000) ولادة حية وهذا يعني أن نحو (69ألفاً ) يموتون سنوياً قبل بلوغهم سن الخامسة، كما صنّف اليمن كثاني بلد في العالم بعد أفغانستان في مؤشر قصر القامة (التقزُّم) حيث يشير تقرير أوردته منظمة اليونسف أن ( 58%)من أطفال اليمن ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من التقزُّم وما نسبته (15%) يعانون من الهزال العام في حين يعانى الكثير منهم من فقر الدم والكساح وغيرها من مظاهر سوء التغذية الناجمة عن نفص الحديد واليود وفيتامين A. جهل يقول مدير إدارة التثقيف والإعلام الصحي والسكاني في مكتب الصحة بتعز، عادل محمد سيف المحمدي: إن سوء التغذية يعدّ مشكلة كبيرة تكاد تمثّل كارثة حقيقية مالم تنل مكافحتها أولوية واهتماماً ملموساً من جميع المعنين ، أفراداً ومؤسسات، مما يحتّم ويفرض بالضرورة تسليط الضوء أكثر عليها بما يضع الجميع وعلى رأسهم وسائل الإعلام والمعنيون بالأمن الغذائي ورعاية الأمومة الطفولة في موقع مسؤولية المجابهة والتصدّي لوقف تداعيات هذا الخطر. ويضيف المحمدي: إن هناك من يعتقد أن سوء التغذية مرتبط بالفقر وينتشر في الأوساط الفقيرة بعيداً عن الأغنياء وذوي الحالة المعيشية المتوسطة غير مدركين جوهر المشكلة التي لا تتعلّق بعدم وفرة الغذاء، إنما بسوء اختياره، بسبب الجهل بأسس التغذية السليمة وعدم المعرفة بالقيمة الغذائية للأطعمة المختلفة وكيفية الحفاظ على عناصرها المفيدة. حالة مرضية تعرّف دارسة صادرة عن المركز الوطني للتثقيف الإعلامي، الصحي والسكاني إن سوء التغذية هو حالة مرضية تحدث عندما لايحصل الجسم على كافة احتياجاته الغذائية من الناحية الكمية والنوعية من العناصر الغذائية الأساسية والمطلوبة للنمو والتطور ومقاومة الجسم للأمراض وحتى يتمكن الجسم من القيام بجميع الوظائف بصورة طبيعية , ومصطلح سوء التغذية يشمل جميع الحالات، سواءٌ نقض التغذية إن كان ناجماً عن المغذيات الكبرى مثل (الكربواهيدات , البروتينية , الدهنية) أو الناجم عن نقض المغذيات الزهيدة مثل ( فتتامين A , اليود, الحديد , حمض الفوليك ) أو الزيادة في التغذية والتي تنتج عنها مظاهر لسوء التغذية المترتب على الإفراط في التغذية كالسمنة وما تسببه من أمراض مزمنة مثل أمراض (القلب وارتفاع ضغط الدم , السكري ..الخ ) كما يحدث نقص التغذية بسبب قلة المدخول الغذائي وبسبب إصابة الطفل بمرض يستنفذ الكثير من عناصر الغذاء المفيد بالجسم أو يحول دون استفادته منها. وهناك أربعة أشكال لسوء التغذية ..سوء التغذية الحاد( الهزال ) , قصر القامة , نفص الوزن , العوز الغذائي الناتج عن افتقار الجسم لعناصر الغداء الزهيدة كنقص فيتامين A والحديد واليود , وهذه الأشكال من سوء التغذية يمكن أن تظهر منفردة أو متداخلة في الغالب مع بعضها البعض لدا طفل واحد أو مجموعة من الأطفال .. أسباب ثمة عوامل مجتمعة ساهمت في تفاقم معدلات سوء التغذية في اليمن بمعية العوامل المتعلقة بالنظافة وشيوع الأمراض المعدية والمستوى الرديء لصحة البيئة وإمدادات المياه والوصول إلى مياه شرب نقية وصالحة ومرافق للصرف الصحي يضاف إليها بحسب الدراسة الصادرة عن المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي العادات السيئة في التغذية، وعادة مضغ القات المنتشرة بشكل عام بين أوساط اليمنيين لاسيما النساء حيث يبدو تأثيره السلبي جلياً خلال فترتي الحمل والإرضاع إضافة إلى ارتفاع مستوى الأمية لاسيما بين الأمهات مما يفاقم حجم المشكلة بسبب الجهل بأسس التغذية السليمة والزيادة في معدلات انعدام الأمن الغذائي في اليمن لتشمل حوالى (44,4 %)من السكان بينما (22 %)منهم يعانون من انعدام امن غدائي شديد .. الآثار المترتبة على سوء التغذية ارتفاع معدل الوفيات حيث يعد سوء التغذية من اعظم التهديدات التي تواجه الصحة العامة وتسبب الوفاة كما أنها سبب رئيسي لوفيات الأطفال بنسبة تقدر ب 50 %.. العواقب المرضية حيث إن سوء التغذية يزيد من مخاطر التعرض للعدوى والإصابة بالأمراض المعدية، كما أنه يؤدى إلى انخفاض وزن الجسم مقارنة بالعمر أو الطول إضافة إلى أن له تأثيراً مباشرة على المرأة في سن الإنجاب حيث تصبح غير قادرة على تحمل متاعب الحمل وعرضة للإصابة بالأمراض المتكررة و ما يترتب عنه من ولادة أطفال ناقصي الوزن ذوي فرصة اقل في البقاء علي قيد الحياة إلى جانب مضاعفات أخرى طويلة الأمد تتمثل في التقزم ونقص القدرة على أداء المهام التي يحتاجها الفرد لتأمين الموارد اللازمة للحياة. - الأثار النفسية : سوء التغذية المتمثلة في نقص اليود يعد سبباً في حدوث التخلف العقلي عند الأطفال لدرجة أن النفص المتوسط من اليود وخاصة عند النساء الحوامل والأطفال يمثل العامل الذى يقلل من مستويات الذكاء بمعدل (10 - 15 ) حسب دراسة نشرتها مجلة اللانست العلمية. كيف نواجه سوء التغذية؟ ارتفاع معدلات سوء التغذية يعد نتاج عوامل اقتصادية واجتماعية وبيئية تتداخل فيها اختصاصات ومسؤوليات عديدة وبالتالي فإن المشكلة تترتب تبعاتها على الجميع وان اختلفت المواقع والأدوار من اجل التصدي لها بكفاءة واقتدار علي مختلف المستويات لذلك يحب أن يتكاتف الجميع على المستوى الرسمي والشعبي ومنظمات المجتمع المدني والجهات المعنية بالاقتصاد والصحة والزراعة والتعليم العالي والتربية والإعلام والأوقاف والإرشاد .. إن أول خطوة للقضاء على هذا الخطر تكون بالتوعية من خلال وسائل التواصل المختلفة للتعريف بالمشكلة وأبعادها وأثرها على الفرد والمجتمع..