أكد المشاركون في ندوة «المرأة اليمنية والوضع السياسي الراهن .. آمال وتطلعات» أهمية دور المرأة في بناء المجتمع ورسم معالم الحياة المختلفة من خلال تعزيز دورها في العمل الديمقراطي المحلي وإشراكها في مختلف مناحي الحياة. وطالب المشاركون في الندوة - التي نظمها مركز التنمية للتدريب والتأهيل - بتضمين تعديلات في بعض القوانين؛ لتلبي تطلعات المرأة في تعزيز مشاركتها السياسية والمجتمعية والديمقراطية. وقدمت في الندوة ثلاث أوراق عمل؛ الأولى قدمها الدكتور محمد محمد الدرة؛ تحدث فيها عن دور المرأة في العملية السياسية والعملية الانتخابية، وتطرق إلى النظام الانتخابي القائم على القائمة النسبية المغلقة والقائمة المفتوحة، وعرّف كلاً منهما، وعدّد مميزات وسلبيات كل قائمة، وطريقة الاقتراع لكل قائمة، وأشار إلى أن نظام »الكوتا» من مميزات القائمة النسبية، والتي تفرض على كل حزب ترشيح 30 % من النساء على رأس قائمته التي يقدمها، وقال: إن من سيحكم من خلال هذا النظام الانتخابي هم أصحاب العقول وليست القوة القبلية أو القوة التقليدية. الورقة الثانية قدمتها تغريد الدبعي، وهدفت الورقة إلى عرض الدور المنوط بالمجتمع المدني لدعم وتفعيل دور المرأة في الحكم المحلي والمشاركة المجتمعية، وأشارت إلى أن مشاركة المرأة رهن ظروف المجتمع الذي تعيش فيه، وتتوقف المشاركة على مقدار ما يتمتع به المجتمع من حرية وديمقراطية من الناحية السياسية، وعلى ما يمنحها المجتمع من حريات اجتماعية للمرأة. واستعرضت الدبعي بالأرقام واقع المنظمات المدنية في تعز؛ حيث توجد 6 منظمات نسائية، و38 نقابة مهنية و25 ملتقىً توعوياً، و45 منظمة من ذات التوجه النوعي. وبينت الدبعي أن قضية المرأة من المفاصل الأساسية في عملية التغيير الاجتماعي والتنمية الشاملة الهادفة إلى بناء مجتمع ديمقراطي حر متوازن، مضيفة أن هناك عوامل تحد من مشاركة المرأة، رغم أنها تشكل نصف المجتمع. وقالت: أهم هذه العوامل التنمية السياسية والاجتماعية والموروث الثقافي الضاغط على الأسر بسبب عملية التحول الاجتماعي وآليات السوق وضعف دعم النخب النسائية للقواعد النسائية. وتابعت: رغم مرور عقود على بدء المشاركة السياسية للمرأة، إلا أن هذه المشاركة لاتزال ضعيفة، ويظهر ضعف تمثيل المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية، مؤكدة أن مشاركة المرأة في الهيئات الحكومية ترجع إلى قرارات عليا نصت على ضرورة تمثيل المرأة في الحكومة والهيئات المختلفة. وأشارت الدبعي إلى أنه إذا أردنا مناقشة دور المجتمع في دعم المرأة من الضروري مناقشة عدد من المفاهيم مثل: المساواة، النوع الاجتماعي، التنمية، التجانس البيولوجي، رفع مستوى الوعي التربوي والصحي، توزيع الموارد، الاهتمام بالمجموعات المهمشة، السلوك المباشر وغير المباشر. بعد ذلك استعرضت الدبعي اتفاقية السيداو وقارنتها بالواقع اليمني من خلال نضال منظمات المجتمع المدني والناشطات من أجل المرأة بغية تحقيق المساواة بين الجنسين. وخلصت ورقة الدبعي إلى مجموعة من المعوقات التي تواجه المرأة منها: ارتفاع نسبة الأمية عند النساء، والتأثيرات السلبية للقيم والعادات التراكمية، والنظرة السائدة، وعدم تحمس الأحزاب والقوى السياسية لترشيح النساء على قوائمها.