مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    المهرة.. محتجون يطالبون بالإفراج الفوري عن القيادي قحطان    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناضل علي لطف الثور ل«الجمهورية»:حكومات ثورتي سبتمبر وأكتوبر لم تعرف التسوّل..!!
عاصر عهد الإمام يحيى وأبنائه وتقلّد خمس حقائب وزارية في عهد ثلاثة رؤساء جمهوريين
نشر في الجمهورية يوم 27 - 09 - 2013

علي لطف الثور؛ أحد مناضلي الثورة اليمنية، من أبناء صنعاء، عاصر كل التغيُّرات منذ الأربعينيات إلى اليوم، عاش عهد الإمام يحيى ثم عهد ابنه الإمام أحمد والبدر؛ مروراً بعهد الثورة ومراحلها, عاصر الأجيال اللاحقة من عهد الإرياني والغشمي, ثم عهد علي عبدالله صالح حتى اليوم, شارك في العمل السياسي من قبل قيام الثورة, تولّى مناصب عدّة رفيعة، فهو نائب رئيس المجلس الوطني بعد أن بدأ مهامه في مجلس الوزراء كمسؤول عن القروض الصينية، ثم تعيّن في العام 1969م بمنصب وزير الخزانة في عهد القاضي عبدالرحمن الإرياني، ثم وزيراً للاقتصاد في عهد الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي، ثم تقلّد عدة مناصب في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح؛ فكان وزيراً للاقتصاد، ثم وزيراً للتنمية، ثم تعيّن وزيراً للخارجية، وحالياً يرأس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى, حدّثنا عن أهم المحطات التاريخية التي شهدها وشارك فيها منذ الأربعينيات وحتى اللحظة بقوله:
مواقف مأساوية لا تُنسى
عند قيام الثورة على الإمام يحيى حميد الدين أنا كنت في مكتب الأيتام؛ حينها لم يكن عمري يتجاوز الثامنة, وكانت ثورة عام 1948م ونكستها هي التي علقت في ذهني ولن أنساها مدى الحياة؛ لأن في تلك الفترة عندما هجمت قبائل الإمام أحمد على العاصمة صنعاء ونهبت كل ما في صنعاء خاصة تلك البيوت التي ليس فيها حراسات ولا سلاح, تم نهب كل ما فيها ونهب أسواقها إلى جانب القتلى الذين كانوا يُقتلون في الشوارع, وكل المآسي التي حصلت لا يمكن أن ينساها التاريخ، وأنا عشت تلك المواقف, وهناك بعض الأمور الظريفة التي حدثت؛ فأنا كنت أعيش في إحدى حواري صنعاء القديمة اسمها «طلحة» وكان لنا جيران موظفون في قصر السلاح, وفي ذلك اليوم المشؤوم لم نكن نتصوّر أنه سيحدث النهب في الشارع, الدكان, البيت؛ فخرج أحد جيراننا الموظفين في قصر السلاح وكان لابساً العدة متوجّهاً إلى عمله في القصر، وعند خروجه إلى باب الشارع تقطّع له قبائل الإمام أحمد وأخذوا منه ملابسه ولم يبقوا إلا على السروال يستر ما بقي من جسده, وأنا تعرّضت لنفس الموقف فقد أخذوا مني القاوق من فوق رأسي بالرغم أن الصليط والدهان كانت تنبعث منه، فكان الأسلوب الذي تم لا ينساه التاريخ ولن تنساه ضمائر الناس ولن يغفرها الله لكل الذين أسهموا فيها أو الذي أمر بها وبالذات في تلك الفترة؛ أرعبوا الناس ولم يجدوا حتى ما يأكلونه.
كانت توجهاتنا الثورية في الشمال والجنوب واحدة
ارسم لنا صورة ثورة 26 سبتمبر من خلال شهادتك على الأحداث أيامها في شمال وجنوب اليمن وما اعتمل من أحداث سياسية وثورية آنذاك وربطها بالحاضر..؟.
ثورة 26 سبتمبر هي ليست الأولى في اليمن شمالاً وجنوباً، الشعب اليمني بكافة فئاته وقطاعاته ومناطقه ناضلوا من أجل الثورة اليمنية، وأنا كواحد من الزملاء الذين عايشوا وشاركوا في العمل السياسي قبل قيام الثورة من الأحزاب التي كانت قائمة؛ كان هناك في اليمن وخارج اليمن تنظيمات سياسية، وكانت توجهاتها كلها ثورية، وكلها تعمل من أجل الوحدة اليمنية, ومن الزملاء الذين هم موجودون والذين بقي منهم أنيس حسن يحيى, وياسين سعيد نعمان, وفيصل عبداللطيف, وقحطان الشعبي كنّا زملاء مدرسة واحدة وفكر واحد, كنّا قوميين عرباً؛ منا البعثيون ومنا الناصريون، والناصريون لم يأتوا إلا فيما بعد عبدالناصر، أما نحن فعشنا فترة عبدالناصر، وكان هناك الاشتراكيون والإخوان المسلمون والبعثيون وحركة القوميين العرب، وكان التوجُّه لكل هؤلاء واحداً؛ لم نختلف يوماً، ولم نسمع نغمة اليوم, وما نسمعه اليوم من نغمة الاختلاف ما كنا نسمعها ولا كنا نتصوّر أنها ستحدث في اليمن, ولعل أن كثيراً منهم لم يعايشوا المحن التي عاشها الشعب اليمني من قبل، فثورة سبتمبر ما جاءت هكذا هبة من السماء، هي جاءت بالدماء والنضال والأموال, شارك فيها التاجر والعامل والشيخ والعالم؛ شارك فيها الناس سواء في الشمال أم في الجنوب, وإذا تحدّثنا عن ثورة 26 سبتمبر يجب أن تتذكّروا أن ثورة عام 1948م عندما قامت هي قامت بجهود اليمنيين كلهم، فقوافل الفدائيين التي جاءت من جميع المناطق في الجنوب هي التي ساندت ودعمت وقاتلت وقُتلت من أجل نصرة ثورة 48م, ومن قادتها الأستاذ أحمد محمد نعمان والأستاذ محمد محمود الزبيري والشهداء الذين قُتلوا بعدها, هذا كان الهدف الأساس للثورة لم نكن يُهيّأ لنا عندما نستقل بإقليم أن الثروة والنعيم سيأتينا، والله سنتقاتل من بيت إلى بيت, إذا كنا تقاتلنا ولم يكن يوجد بترول أو مصالح أو استقطاب أجنبي, وإذا تم اليوم على هذا التوجه الموجود الآن في ظل هذه الإغراءات والدسائس التي تغرس في نفوس البعض إنكم لما تصنعوا دولة أنتم الثروة، أنتم الأرض، أنتم المثقفون، أنتم المناضلون، هؤلاء الذين "بيبترعوا" اتركوهم، هناك إغراءات اليوم من خلف الكواليس تدفع بهم, أنا أعتب على الذين لم يعيشوا الماضي يجب عليهم أن يسمعوا ما عاناه اليمن من قبل, هل الثورة أننا نختلف اليوم, أن نكون أقاليم أو فيدرالية أو نكون كونفيدرالية، لم يخطر هذا على بال الثوار الذين استشهدوا أو الذين عاشوا, ثورة 26 سبتمبر هي اللبنة الأولى للوحدة اليمنية التي امتزجت فيها الدماء اليمنية كلها بل العربية.
أهمية الدور المصري في الثورة اليمنية
هناك من يشهد للتاريخ أن المصريين الذين شاركوا في ثورة اليمن قد أخذوا من اليمن أكثر مما أعطوا، كيف تقيّم الدور المصري في مساندة الثورة اليمنية بشمال اليمن..؟!.
يجب أن تعلموا أن لولا الدور العربي المصري في اليمن لما قامت الثورة ولما استمررنا إلى هذا اليوم، ولولا المصريين ووقوف جمال عبدالناصر مع الثورة اليمنية لكانت فشلت منذ شهرها الأول، فهم الأساس فعلاً, والذي يشوّه في هذا الدور ويقول إنهم أخذوا، وأخذوا نحن نسفّهه, المصريون جاءوا بكل شيء؛ فقد تمثّل الدعم من قبل الإخوة المصريين أن أوجدوا لهم في اليمن مكتبين أو جناحين لهذا الدعم هي اللجنة الفنية والتي كانت متعلقة بكل الجوانب المدنية سواء فيما يتعلّق بالصحة, التعليم, بناء الوزارات, وفيما يتعلّق بكل ما هو مدني، وفعلاً قامت الثورة على لا شيء؛ لم تكن هناك معالم دولة، لم يكن هناك مجلس وزراء، لم يكن هناك إدارات ولا هيئات ولا مؤسسات ولا مصالح, الإخوة المصريون أخذوا بأيدينا إلى أن نبني اللبنات الأولى في الدولة، وهذا كان من خلال المعونة الفنية, الجانب الآخر الجانب العسكري وهو الجانب المهم في الدفاع عن الثورة، يجب أن تعلموا أن 90 % من تمويل عملنا العسكري لثورة 26 سبتمبر إلى وقت انسحابهم كان من الجانب المصري, هؤلاء دفعوا أموالاً ودماء، البعض يشكّك الآن في هذا الدور المصري الذي كان من أشرف الأدوار ليس بالنسبة لنا, الدور المصري كان انسحب على الدول العربية حركة التحرّر في الوطن العربي، في أفريقيا، في آسيا، في أمريكا اللاتينية، جمال عبدالناصر هو الذي بعث الروح؛ والآن نخاف فعلاً أن هذه الروح تخمد اليوم، الشباب يجب أن يعرفوا من هو جمال عبدالناصر، وماذا تعني ثورة 23 يوليو التي لولاها ما تحرّرت كثير من الدول العربية ولا كثير من الدول الأفريقية، ولا نحن استمررنا إلى اليوم في ظل دولة جمهورية.
المقبرة المصرية
ويضيف المناضل والسياسي علي لطف الثور:
ثورة 26 سبتمبر قامت على أكتاف مناضلين ولكن بدعم عربي رغم السخاء الذي قدّم لمعاداة الثورة وإجهاضها، وإذلال الدور المصري وهزيمته في اليمن من أجل الصهيونية العالمية, هذا الدور يجب ألا ينساه اليمنيون، وهو أمانة في أعناقنا, والذين استشهدوا من المصريين ومقبرة المصريين في اليمن هل جاء المصريون «يتفسحون» هؤلاء لم يأخذوا شيئاً؛ هؤلاء الذين يسفّهون هذا الدور لا يملكون من الوطنية شيئاً, لا يعرفون الحقائق كما هي نحن عشناها رغم أننا اختلفنا معهم في كثير من الأشياء وزجّ بنا في السجون؛ لكنا نقول إنهم على حق رغم أننا أوذينا لكن لأسباب شخصية ولأسباب منا نحن اليمنيين الذي كان بعضنا يتقرّبون بإخوانهم المناضلين لأجهزة المخابرات, لكن الدور المصري من أجل ثورة اليمن 26 سبتمبر شريف ورائع ولا يمكن أن ينساه التاريخ، ثورة 26 سبتمبر هي اللبنة الأولى التي جعلتنا نقف على أعتاب الوحدة.
لم نكن نتجاوز ال 18 شخصاً
كان أعدادنا نحن الخريجين في ذلك الوقت محدوداً؛ فكنا لا نتجاوز 18 شخصاً في الشمال, كانوا يزيّنون بنا المناصب؛ تولينا الوزارات، تعلمنا فعلاً واستفدنا، والمصريون أخذوا بأيدينا فيما كان الجنوبيون هم الأكثر تعلماً وتطوّراً لأن من سوء الحظ أن المستعمر البريطاني في جنوب اليمن حاول أن يغرس بذور الحضارة في الجنوب بينما نحن في الشمال كان التخلُّف الذي لا يتصوّره إنسان, فصنعاء لم يكن يوجد فيها متر واحد مسفلتاً، ولم تكن هناك لمبة كهرباء أو حنفية ماء في أي بيت إلا في بيوت آل حميد الدين فقط, لم نعرف الكتاب المدرسي، كان الظلام مخيّماً علينا, ونتصوّر اليوم أننا نحاول أن نقلّل من هذا الشأن العظيم والكبير للدور المصري الذي اعتبر بحكم أنني عشت الماضي, وكان بفضلهم النقلة التي انتقلنا إليها لم ينتقل بها أي شعب من الدول الأخرى.
الأهداف السبتمبرية
ما صحّة أن المصريين هم من صاغ أهداف الثورة السبتمبرية وليس الثوار اليمنيين..؟!.
هذا كلام غير صحيح؛ الذي صاغ تلك الأهداف النبيلة مازالوا على قيد الحياة ومنهم اليوم محمد الفسيل والدكتور عبدالعزيز المقالح وكان عنصراً أساسياً في الثورة السبتمبرية، وهو الذي ربط مع القاضي عبدالسلام صبرة شبكة الثوار كلها.
الإرياني وضع الأسس التامة للاقتصاد اليمني
حدّثونا عن تجربتكم على طريق التخطيط والتنمية الشاملة في اليمن من خلال رئاستكم للجهاز المركزي للتخطيط والتنمية..؟.
أول تجربة لي فيما يتعلّق بوضع الأسس للجانب الاقتصادي؛ فأنا أول من وضع القانون التجاري في عام 1973م، وأنا وزير للاقتصاد, فيما يتعلّق بالتنمية هي جاءت لاحقة بعد الاقتصاد، ويمكن أن عملي في الاقتصاد كان سبباً في تعييني وزيراً للتنمية، وعيّنت وأنا في الخارج لم أكن متواجداً في اليمن, أربع وزارات تم تعييني فيها وأنا في خارج اليمن, ولم أسع ولا عندي رغبة في أي منصب, وفيما يتعلّق بتجربتي في الجهاز المركزي للتخطيط فأنا ثاني وزير بعد الدكتور عبدالكريم الإرياني، وأنا أشهد له أنه وضع الأسس التامة فيما يتعلّق بالجهاز، كان ذلك الوقت مثل الآن وزارة الخارجية فيما يتعلّق بالتنمية وكانت علاقات اليمن الاقتصادية بالذات فيما يتعلّق بالمساعدات والمنح في الخارج والقروض والبنك الدولي كلها كانت عن طريق الجهاز المركزي للتخطيط, ومن حسن الحظ أن الجهاز كان يحظى بالدعم، ولذا كان في الجهاز المركزي للتخطيط عناصر كثيرة تولّوا مناصب وزارية؛ لأنه بحكم التدريب الحديث كنا نرسلهم إلى الخارج ويحصلون على درجات علمية عليا, أو يأخذون دورات تدريبية في مراكز علمية كبيرة أو في المؤسسات الدولية الكبيرة؛ فهذا أولاً خلق جهاز كفاءات, ثانياً كان الإنصاف موجوداً بالنسبة لهم لوجود الإمكانيات المالية التي تمكّنهم من الاستقرار المادي خارج المرتب, نحن وضعنا الخطة الاقتصادية من واقع الدستور الاقتصادي الذي يوجب تسيير الخطط الاقتصادية وفق ما هو مدروس ومرسوم بدقة، وكانت تنتشر وتنفّذ بحكم أنه كان يوجد معنا في كل أسبوع جلسات يرأسها رئيس الوزراء والتخطيط، وكل وزارة تقول لنا ماذا عملت، وما هي العقبات التي تواجهها، ولذا كل المشاريع في تلك الفترة تمّت كما يرام.
قاطعنا المنتجات اليابانية فعوّضونا
كُلّفت في مهمة إلى اليابان؛ وعلى أساس أننا كنا عملنا مشروع الصليف الذي كان يُفترض أن اليابانيين سيأخذون منا وكذبوا علينا, فما كان منا إلا أن اتخذنا إجراء مقاطعة السلع اليابانية كرد فعل, فدعاني اليابانيون عن طريق رئيس الوزراء لزيارة اليابان، وعند زيارتي أنجزنا شيئين؛ الأول محطة رأس كتيب في الحديدة بقيمة 50 مليون دولار، ومازالت تشتغل إلى اليوم، والثانية مصنع الاسمنت، وأنا الذي وقّعت على إنشائه, لم نكن نتسوّل؛ فنحن قاطعنا بضائعهم وأخبرناهم أن منتوجاتهم من السيارات والالكترونيات وغير ذلك سنقاطعها، فقالوا نعوّضكم بدل مشروع الصليف بقيمة المشروع, واعفونا مقابل رجوعنا عن مقاطعة البضائع بأكبر من قيمة المشروع, أعفونا من الفوائد في مشروع الاسمنت.
والواقع أن الأخ عبدالعزيز عبدالغني رحمه الله رجل اقتصاد واعٍ وفاهم وكانوا يسمونا "حكومة الشباب" كان عبدالكريم الإرياني وأنا وعبدالعزيز عبدالغني ومحمد الشوحطي جميعنا اقتصاديين، وكانت الحكومة فعلاً ذاهبة في الجانب الاقتصادي وتحقّق أشياء، وأغلب المشاريع التي تمّت كانت في تلك الفترة.
أصبح همّ المسؤولين سياسياً
إذاً ما هي الأسباب التي أحدثت الانحسار في توجُّه التنمية عن المسار الذي تم نهجه..؟!.
الهم اليوم وهو هم كل المسؤولين هم سياسي، ولم يعد يوجد هم اقتصادي ولا اجتماعي.
حكومات ثورتي سبتمبر وأكتوبر لم تعرف التسوُّل
متى بدأ الهم السياسي تحديداً..؟.
بعد أن دخلنا إلى الوحدة، وكان كل واحد يريد أجندته, تعلمين أن عدد موظفي الدولة في الشمال كان 50 ألفاً واليوم بمئات الآلاف, فالحزب الاشتراكي كان كل موظفيه مع الدولة، فأصبحوا في عهد الوحدة موظفين حكوميين كلهم, ونحن في الشمال أدخلوا أناساً ليس لهم علاقة بالعمل الحكومي ولا يفهمون فيه شيئاً، وفي الجانب العسكري نفس الوضع, بدأ الهم يتّجه نحو المصالح والهم السياسي، ولم يوجد لديهم هم اقتصادي الذي كان نادراً ومحدوداً إلا ما كان يدفعنا دفعاً من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومن الدول التي كانت تساعدنا كألمانيا وهولندا, فكثير من المشاريع كانت تموّل من ألمانيا وهولندا تمويلاً ميسّراً، فتجربتي في الجهاز المركزي للتخطيط وأنا وزير تنمية ورئيس الجهاز؛ بمعنى جمعت بين الاثنتين ونفّذت المشاريع لأن الكادر البشري الوظيفي مؤهل وكفء, وأنا أتحدّى وأضع نفسي تحت المساءلة أن أي مشروع نفّذ أو أقرّ في تلك الفترة وأتحمّل المسؤولية إذا كان هناك موظف واحد أخذ ريالاً واحداً رشوة كما يحدث الآن, كانت الأمور نوعاً ما توجد كرامة وعزّة نفس عند الحكومة وعند الموظفين، فلم نكن متسوّلين مثل هذه الأيام، ولا كان يوجد من يبحث عن عمولات، فلا كانت توجد هيئة فساد ولا جهاز رقابة ومحاسبة، كان الوزير؛ وهذا في الدنيا كلها إذا عندك وزير نظيف وكفء لا يحتاج أن تعمل عليه رقابة, أما أن تعمل وزيراً وتعمل عليه رقابة، وتعمل عليه جهازاً فهذا لا ينفع وهم خاربون، وخربت البلد بهذا الأسلوب، فتجربتي كانت متوافقة مع تخصّصي في المجال الاقتصادي، وأنا توليت المراكز في الجانب الاقتصادي وتوليت رئاسة البنك اليمني للإنشاء والتعمير ثلاث مرات لمدة أربعة عشر عاماً، وتوليت رئاسة البنك اليمني - الدولي عشر سنوات.
التخلُّص من العصبيات واجتثاثها
الرعيل الأول من ثورة 26 سبتمبر، كيف تقيّمون الجيل الثالث، وبما تنصحون شباب هذا الجيل..؟.
التخلُّص من العصبيات المصدّرة للجيف التي بُعثت في هذه الفترة؛ تعصُّب طائفي، وتعصُّب ديني, قبلي, مناطقي, وتعصُّب حزبي، في ظل هذه العصبيات لا يمكن أن نبني دولة ما لم يتم اجتثاث هذه العصبيات التي لم تكن موجودة عند قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر؛ لكنها الآن بُعثت وفي هذه الفترة بالذات.
وضع الثورة اليوم
كيف تعيش ثورة الشباب اليوم، ومقارنتها بثورات الزمن الماضي..؟.
الوضع الآن أسوأ بكثير مما كان عليه الحال عند قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر, الثورة الشبابية هي كانت تدعم خطى الثورة؛ لكنها سُرقت من القوى النافذة المتمثّلة في القبائل وبعض العسكريين وسُرقت من السياسيين ومن الأحزاب, لكن القيادات اليوم من هو الذي سيتبنّاهم، وهل الشباب الذين قاموا بثورة كلهم من الأحزاب؛ ليسوا كلهم من الأحزاب، بعضهم من أناس عاديين مناضلين يحبّون وطنهم, ومن قادة الأحزاب سمعنا أنه ضحّى بنفسه كما كانت عليه ثورتا 26 سبتمبر و14 اكتوبر الخالدتان.
ثورتا اليمن اقتلعت الأنظمة من جذورها
ما الفرق بين ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وثورة الشباب..؟.
تلك ثورة عسكرية قامت ضد نظام ملكي مستبد تاريخي له أكثر من ألف عام واحتلال استمر أكثر من 100 عام من الزمن؛ كانت تلك الثورات تقتلع نظاماً من الجذور, أما ثورة الشباب فكانت من أجل تصحيح مسار الثورات السابقة.. أملنا في مؤتمر الحوار؛ إذا نحج فنحن في بداية الطريق، وإذا لم ينجح الحوار الوطني فنحن في بداية الطريق المخالف العكسي تماماً الذي هو ضد الاستقرار والأمن وضد التطوير والتنمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.