أقيمت يوم أمس على هامش معرض صنعاء الدولي ال 29 للكتاب فعالية أدبية حول «تاريخ مدينة زبيد» بمشاركة نُخبة من الأدباء والكتّاب والمختصين والباحثين، واشتملت الندوة على محاضرات علمية وتاريخية قدّمها مدير المديرية سعيد جرمش ومدير مكتبة زبيد هشام ورو، والباحث جمال الحضرمي، استعرضوا من خلالها الخلفية التاريخية لمدينة زبيد وأهميتها العلمية والتاريخية والاقتصادية والسياسية. وتطرّقت المحاضرات إلى دور مدينة زبيد التنويري في خدمة العلم والعلماء والتاريخ والثقافة والشعر والحضارة والفن والعمارة والتراث على مر التاريخ في اليمن، وأشارت إلى أن مدينة زبيد مثّلت عبر التاريخ مصدر إشعاع علمي للعلم والعلماء وضربت جذورها في أعماق الحضارة الإسلامية، وتبوّأت مكانة كبيرة بين مدن العلم والمعرفة في العالم الإسلامي.. وبحسب ما تضمّنته تلك المحاضرات فقد كانت مدينة زبيد تقف في مصافِ الأزهر الشريف في القاهرة، والقيروان في تونس، وفاس في المغرب إلى جانب أنها كانت تعتبر قبلة طلاب العلم والمعرفة من مختلف أصقاع الأرض فضلاً عن دورها البارز في فجر الإسلام والفتوحات الإسلامية كونها أول مدينة دخلت الإسلام على مستوى الجزيرة العربية. وتحدّثت المحاضرات عن الصعوبات والتحديات التي تواجهها مدينة زبيد التاريخية إثر التدخُّلات وأعمال البناء والتمدُّد العمراني التي تطالها وتعمل على تشويه المظهر الجمالي والفن المعماري الهندسي للمدينة التاريخية التي ترجع نشأتها إلى مطلع القرن الثالث الهجري، والمهدّدة بالشطب من قائمة التراث العالمي «اليونسكو» التي تحاول المنظمة الحفاظ عليه باعتباره إرثاً إنسانياً يخص البشرية جمعاء. واستعرضت خصائص ومميزات مدينة زبيد التاريخية واشتهارها قديماً كمركز تجاري واقتصادي كبير، ازدهرت فيها الزراعة وصناعات الحرف اليدوية والصناعات التقليدية الأخرى، ما جعلها سوقاً تجارية تمر بها تجارة الشرق القادمة من الهند وغيرها عن طريق ميناء عدن إلى بلدان البحر الأبيض المتوسط. تخلّلت الندوة نقاشات ومداخلات طالبت في مجملها الجهات المعنية بالاهتمام بتراث وتاريخ مدينة زبيد، وإعادة تأهيلها وترميمها والحفاظ عليها من الخروج من قائمة التراث العالمي؛ مع مراعاة الاهتمام بالجانب الإنساني لسكان المدينة، وتوفير لهم الاحتياجات الأساسية باعتبارهم الشريك الأساسي للحفاظ على المدينة من الاندثار.