إن الفطرة الإنسانية تقتضي أن كل شيء يجري على ما يرام من اجل تحقيق التمكن المفروض , ولكن هناك العديد من الشوائب التي اغبرت هذه الفطرة لتسمح للخبث البشري أن يستولي على الروح الطيبة. ولأنه من المستحيل ألا يكون الواقع أداة للانحراف وجر الشهوات نحو طريق ربما يُستسهل في بدايته من عقل لم يفهم بعد أن من شب على شيء شاب عليه ليس حبا في ذلك الشيء ولكن لأنه فقد زمام السيطرة على محركات مادية و معنوية يوجهها تركيب فسيولوجي ,وبذلك يصبح مستعدا للركض خلف شهوات ابُتلي بها ليوجهها, فتفاجأ بعد فوات الاوان انه فشل في تربية نفسه. على بعد مسافات كبيرة يفاجئك احد ما بانتظاره , ليس شوقا ولا حبا بك ولكنه بكل بساطة يؤدي عمله ,فينقلك من مصير غامض لحظي إلى واقع واضح ابدي , ليس لك خيار يومها في مكانه أو في وقته ,لان الوقت سيكون قد انتهى و من المفترض انك ستكون جاهزا لنتائج أعمال أنت قمت بها في وقت ظننت انه طويل وتقاعست في ساعاته واجلت الكثير فما كان من العدالة الإلهية إلا إنها أعطتك ما تستحق وجازت غيرك فيما يستحق كلاً بجهده وإصراره وتحكمه في ذرات كونته في يوم ما ,لا بماله وغشه وعصيانه الغاشم على جزيئات دبت الحياة فيه ليستغلها في تمكنه وتسهيل الطريق لتمكين غيره . أنها الحياة مهما امتد اجلها ستنتهي , ومهما زاد سكانها سينتهون فلكل اجل مسمى معلوم شئنا أم أبينا , ولكن القصور الفكري والتعلق بشهوات الابتلاء سيظل غمام أمام العقل الصغير الذي يخدم هذه الخلافة , يخادعه كي يميل فإذا تغلب على فطرة القلب والعقل فقد سجلت الأقدار نهاية النهاية . لا تتبع صوت قلبك في كل مرة , فربما هو صدى قلب آخر , ولكن أنصت قبل أن تقرر فلا تنحسك الأقدار .