تباينت الآراء حول الموطن الأصلي لبني إسرائيل ولما كان العرب يمثلون الحياة الصحراوية أكثر من أية أمة من الأمم السامية الأخرى كان من السهل في أحوال كثيرة عقد الموازنة بين الأدب العبري القديم والأدب العربي إلى ما بعد عصر الخلفاء الراشدين . ولاشك أن عادات بني إسرائيل وأخلاقهم الاجتماعية في عصورهم الأولى بفلسطين كانت قريبة من أخلاق العرب في الجاهلية . وزيادة على المادة اللغوية العبرية التي تشبه العربية شبهاً كبيراً نجد كثيراً من أسماء الأعلام العبرية القديمة شائعة الاستعمال عند العرب في الجاهلية . وكانت بطون كلب اليهودية من أعظم البطون التي تسكن في جنوبفلسطين وكذلك نجد بين القبائل العربية من يلقب بهذا اللقب -أي العبري – فقد كانت القبائل الكلبية العربية في شمال الجزيرة التي نسبت إلى العصبية اليمنية . هكذا يذهب ولفنسون رداً على مزاعم مرجليوث القائل أن اليمن موطن بني إسرائيل إذ يرى ولفنسون أنه ليس في الأدلة التي ذكرها مرجليوث لتأييد رأيه دليل تاريخي واحد يمكن أن يعوّل عليه بل هي أدلة تخمينية تصيدها تصيداً وهي مع ذلك لا تجديه نفعا لأنها لا تنطبق على بني إسرائيل والسبئيين وحدهم بل تشمل جميع الأمم السامية بحيث يمكن على أن نعقد موازنة بين لغة بني إسرائيل وعاداتهم وأخلاقهم ولغة بابل وعاداتها وأخلاقها ثم ننتهي إلى القول بأن بني إسرائيل من أصل بابلي وبذلك تنقض نظرية مرجوليوث بنظرية قامت على الأساس الذي قامت عليه نظريته . قائلا : فترجيح أن بني إسرائيل نزحوا من اليمن أمر لا يمكن الاطمئنان إليه لأن الشعوب العبرية لم توجد في كل العصور التاريخية إلا في شمال الجزيرة على أطراف فلسطين .