الحلقة السادسة 1 - من الأمور التي كانت تمارس في رمضان، ففي أول رمضان كان الناس يقرأون عشرات القصائد الترحيبية, والعكس عند وداع رمضان وفي بقيه رمضان موالد واسوأ تصرف هو ما يسمى (النحبة) حيث يقوم الجميع ويطفئون السراج أو يكسرونه ثم يبدأ الشهيق.. وهنا حدثني أحد الأصدقاء من منطقة ذي سفال (إب) وفي قرية السفنة بالذات كان مقر السمر الرمضاني ديوان واسع في أسفل القرية, وكان الطريق العام – طريق المارة والحيوانات - تمر من أمامه وعاده أهل تلك القرية لا يؤوون الحمير في المنازل – يتركونهم (خارج المنزل)وفي إحدى ليالي السمر الرمضاني ردد السمّار المولد وكان معهم شاب معتوه فانتفضوا كالعادة وكسروا الفانوس وقاموا للنحبة بل للترحيب بالنبي كأنه حاضر معهم, وكان الحمار أمام الديوان فلما انطفأ السراج دخل الحمار الديوان وكان الشاب المعتوه يردد كغيره ويحرك يديه فتحاً وضماً ترحيباً بالنبي فوقعت يديه على سبلة الحمار فصرخ (أنا فدى سبلتك يا نبي الله اشفع لي). 2 - أحد وجهاء شرعب أيام الملكية كان يذبح ثورين في ليالي الختم الرمضانية نظراً لإقبال الناس.. ومدت أواني الطعام وكان مع الحاضرين طفل يتيم جائع يعاني من سمنة (مرض) وعمره/13سنة فأكل كثيراً وشرب مرق و.و. حتى انه عجز عن القيام من مكانه بسب (السمنة) والشبع القاتل, فقام الآخرون فوراً مرددين عبارات من المولد ووداع رمضان وكان الوجيه يلاحظ القوم فرداً فرداً عند الترديد فرأى الطفل لا يستطيع رفع صوته فبادره (يركله) قائلاً (ازعق) – اصرخ – إن عشيتك وسب لأمه لكن الطفل لم يسمع ما قيل فلوح بيده للوجيه ماذا تريد فصرخ (ازعووق أنا عشيتك مكرراً السب) فسمعه الناس فانفجروا ضاحكين وتركوا المولد. 3 - في إحدى القرى كان يرددون المولد والمدائح وبعض القصائد المنظومة تحتوي على الأدعية والتوسلات وكانت هذه الأدعية يركزون عليها في العشر الأواخر من رمضان أكثر من غيرها: ومن هذه الأدعية قصيده فائقة المطلع والاستهلال فيها شائق وجذاب على هذا النحو: يا واحداً بالذات والصفات يا عالماً بالحال والنيات بذاتك يا خالق الذوات أصلح لنا الأحوال والنيّات وكان معهم شخص مظهره ينبي انه فاهم وهو أمي بليد لا يحفظ أبداً اللهم سوى إنه يردد معهم على نفس الإيقاع (شطي شطي لبانه ياعرقوب الحمامة, خللي سرح تهامة بالتاج والعمامة. فتنبهوا له وسكتوا فجأة سمعوه وضحكوا عليه فترك الأسمار معهم.