على مهل تلملم بقايا أنفاسها الباهتة لترحل مكلومة الخاطر ومكسورة البال، لم تأخذ شيئاً سوى الوجع المخيم في زوايا الذات المضطربة وفلسفة البعد والوصال، يسرق الوقت بقايا سويعاتها، لتشير عقارب الساعة إلى لحظة الغروب الحتمية، تلملم ما تبقى من وجع في زنبيلها الوردي المزخرف بالصبر والحلم والتسامح، وترتب أوراقها المبعثرة في زوايا الوجدان حيث كان الغوالي قبل رحيلهم إلى عالم النسيان، ولسان حالها يردد: كم نفقد الشمس في سويعات غروبها؟!. هكذا نحن البشر، مثل كل ألفية تأتي بكل أفراحها وأتراحها لتحل محلها نظيراتها التي لا تختلف عنها سوى بالرقم والتسمية، لم يبق منها سوى الذكرى المحدقة إلينا بعين السعد أو الفاجعة، لا تحسر يفيد ولا حتى دموع، مجبرةٌ أن ترسم الشفق الذهبي على خد الزمن وتطارد الحلم في كل الزوايا وفي أضواء القناديل المتلألئة في ظلام الكون، وتحاول جاهدة أن تجمع كل أشيائها قبل أن تأتي سويعات الغروب.