للديمقراطية المعاصرة خاصيتان في فكر الدكتور علي خليفة الكواري، تتمثل الخاصية الأولى في أن الديمقراطية هي منهج وليست عقيدة، فهي اليوم أكثر تواضعاً مما يعتقده البعض حولها أو ينسبه إليها أو يطالبه بها..إنها أبعد من أن تكون نظاماً اقتصادياً واجتماعياً له مضمون عقائدي ثابت لا تدعي بأنها شريعة بديلة من غير الشرائع، لا ولا تطمع أن تكون عقيدة منافسة لغيرها من العقائد السياسية الشاملة، إنما تنظر الديمقراطية المعاصرة إلى نفسها على أنها منهج “ضرورة” توصلت الإنسانية إليه عبر مرارات تجارب نظم الحكم غير الديمقراطية. أما الخاصية الثانية للديمقراطية المعاصرة هي أنها ديمقراطية دستورية، وهذا يعني أنها ممارسة مقيدة بدستور، وليست منفلتة من عقالها، يمارس الشعب فيها سلطات مطلقة، لا تضبطها شريعة إلهية ولا تحد من غلوائها قيم إنسانية، وإنما يمارس الشعب سلطاته بموجب دستور، تقيده ثوابت المجتمع وتضبطه مبادىء الديمقراطية ومؤسساتها. وهاتان الخاصيتان -كما يرى الكواري- هي بمثابة شروط لاكتساب أي نظام حكم صفة الديمقراطية والتي لا تقوم للديمقراطية قائمة دون وجودها مجتمعة. مزيداً من التفاصيل رابط الصفحة اكروبات