قال الدكتور سمير العبدلي نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني إن الجامعة العربية عاجزة عن دفع العربة أو النظام العربي إلى الأمام نحو التقارب والتجانس والوحدة..الدكتور العبدلي وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء يصف المبادرة اليمنية في حديثه ل”الديمقراطية” بالجادة والملمة بكل متطلبات نجاحها..مؤكداً أن نجاحها يتطلب إرادة سياسية عربية حقيقية تعمل على تبني واقرار هذه المبادرة التي جاءت في وقتها على حد قوله..فإلى تفاصيل الحوار. }.. قراءتك لمبادرة اليمن لتفعيل العمل العربي المشترك؟ أولاً قبل أن نتكلم عن المبادرة اليمنية، أحب أن أوضح أن الهدف من إنشاء الجامعة العربية منتصف الأربعينات كان الحفاظ على الوضع العربي القائم، ولم يكن الهدف منها تفعيل العمل العربي المشترك أو تنشيطه أو بمعنى أدق عدم محاولة الوصول بالعمل العربي إلى ما وصل إليه الاتحاد الأوروبي، لقد كان الهدف في البداية من أجل كما كتب البعض في تلك الفترة التحالف بين بعض الدول العربية وبريطانيا ضد دول المحور بما فيها تركيا، وكان إنشاء جامعة الدول العربية كما هو معروف من خلال سبع دول عربية كانت شبه مستقلة ما عدا اليمن والمملكة العربية السعودية المستقلتين إلى حداكبير، وبالتالي استمر عمل الجامعة العربية بشكل روتيني من أجل تجميع العرب في بوتقة واحدة دون أن تكون هناك آليات جادة لتفعيل العمل العربي المشترك، وبالعودة إلى منتصف الستينيات حاولت مصر من خلال الزعيم جمال عبد الناصر تحريك الجامعة العربية بانعقاد لقاءت القمة للتباحث حول القضايا العربية الملحة، وبالتالي بدأت الجامعة العربية تخطو خطوات جادة لتتبنى القضية الفلسطينية ولم يدم الإجماع العربي طويلاً، فقد تقسم القرار السياسي في الجامعة العربية داخلياً بين أطراف القوة أو أطراف النفوذ في النظام العربي سواء دول الاعتدال أو الدول ذات الخط الثوري، بمعنى أنه كان هناك ما يشبه تقاسم النفوذ في الجامعة العربية، وبالتالي الجامعة لم تستطع الانطلاق إلى الأمام. لقد ظلت القمة للقاءات احتفالية كرنفالية يجتمع فيها الزعماء العرب ليناقشوا قضية فلسطين أو أي قضايا عربية آنية، لينفض الاجتماع دون أية نتائج تذكر، وحين يكون هناك قرارات هامة فإنها لا تطبق على أرض الواقع. لقد نتج عن سوء وضع الجامعة العربية وخصوصاً بداية السبعينيا مزيداً من التفاصيل. الصفحات اكروبات