دعا حمود خالد الصوفي محافظ محافظة تعز حفاظ وحافظات كتاب الله إلى تقديم الإسلام بصورته القرآنية الإلهية كما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال المحافظ في الحفل الختامي التكريمي الثاني عشر الذي نظمته أمس جمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنّة النبوية: إن المسئولية تقع على حملة كتاب الله لتنوير المجتمع بمخاطر التعصب والتطرف والعدوان، ونشر ثقافة الاعتراف بإنسانية الآخرين ودعوتهم من خلال نماذج قرآنية راقية لامتثال تعاليم الإسلام السمحة ونشره للعالم.. وأضاف الصوفي: إنه انطلاقاً من استعدادنا للانتقال بفهمنا للإسلام من الفهم الجامد المبني على التعلق بقشور وشوائب لصقت بتراثنا الإسلامي أساءت إلى نصوع جوهره إلى مستوى متقدم من التفاعل الإيجابي مع نصوص الكتاب الحكيم لاجتلاء مضامينه الخلاقة برؤية علمية تقدم الإسلام كدين تستقيم حياة البشر على قواعده الصادقة وتنتظم العلاقة بين البشر على مبادئه السمحة المتوهجة بالحقيقة التي يلامس ضوؤها جميع الخلق بمختلف دياناتهم وعقائدهم وأصولهم وأعراقهم؛ لذلك فإننا ملزمون بحماية الإسلام والدفاع عنه، وذلك بتقديمه للبشرية بصورته القرآنية التي جاءت على لسان سيد البشر محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، وليس كدين متطرف متعصب، وتنصيب أنفسنا حكاماً باسم خالق الخلق، فننكر إسلام هذا ونزكي إسلام ذاك، ونهب من نشاء حياة ومن يشاء ناراً، ففي ذلك إدعاءٌ وافتراء،ٌ بل عدوان على من بيده وحده الحياة والموت، ومن له الحق المطلق بتحديد مصائر خلقه، واختيار من يستحق عذاب جهنم وثواب الجنة، ومن قال وقوله الحق: (إنا إلينا إيابهم، ثم علينا حسابهم). مؤكداً أننا ملزمون بتقديم الإسلام كدين يعترف أولاً بكل الرسالات السماوية التي بعثها الله بالحق والهدى لخير الإنسان في كل زمان ومكان، وأن نقر بإنسانية ودينية المنتمين إليها. وأن ندعوهم إلى اللحاق بمواكب الإسلام من خلال ما نقدمه من نماذج مشرفة وبناءة في ميادين الحياة، واتباع الحق وتجنب الباطل بإقامة العدل ومقاومة الظلم بدءاً من ظلم الإنسان لنفسه والمتمثل في اعتناقه الأفكار المتطرفة وتفسيره لنصوص الكتاب وفقاً لوجهة نظره وأهوائه وأزماته النفسية ونزعاته البشرية والانتصار لرغباته وعناده. وأشار المحافظ بقوله: إن المرء ليتساءل بحزن ومرارة: كيف سنسمو بالإسلام، وكيف ستتسع خارطته ومعتنقيه وأتباعه، وكيف سنعلي كلمة الله، ونحن نستلذ الجمود، ونقف عند حدود أزمنة غابرة، ونتبنى خلافات بشرية جرت بين المسلمين بعضهم وبعض في مرحلة تاريخية كان لها شروطها وإملاءتها ووقائعها المختلفة كلياً عن شروط وإملاءت ووقائع الزمن الراهن؟!. إننا نفاخر بأن القرآن صالح لكل زمان ومكان، ثم نناقض ذلك بتصرفاتنا وسلوكنا، هانحن بعد خمسة عشر قرناً من الزمان ما برحنا نقتتل انتصاراً لهذا الخليفة أو ذاك الوالي دون عبرة أو عظة. وأضاف: نقرأ قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ثم نقوض أركان لحمة المجتمع، وننسف قواعد وحدته، وندعو إلى الفرقة والفتنة والحروب. نقرأ قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ثم ندعو إلى العنف وإقلاق السكينة العامة والعبث بأمن المجتمع والتمرد على أولي الأمر، وننتهك القوانين وقواعد الشرع وضوابط العلاقة بين الحاكم والمحكوم والمستمدة من حقيقة شرع الله وجوهر الكتاب المبين. منوهاً إلى أنه يجب علينا استحضار مصالح الأمة وتقدمها وتطورها وأمنها واستقرارها في كل لحظة من أعمارنا وعملنا، وأن نصقل أفكار الشباب ونطهرها بنور الإسلام المتسامح الرحب، وأن تنصروا رسول الله عليه الصلاة والسلام باتباع تعاليمه والالتزام بما جاء به، وأن نؤمن إيماناً عميقاً بأن رسول الله أكبر من أن تنال منه إساءة متقول أفاك، أو تنتقص من مكانته في الأرض والسماء رسومات كاريكاتورية سخيفة اقترفتها نفوس آثمة مأزومة. فإن ما يشجع أعداء الإسلام على التمادي بالإساءة لأطهر خلق الله وأفضلهم هو الذعر المبالغ فيه وردّة الفعل غير المضبوطة وغير الممنهجة. إن أبلغ ردٍ على أولئك هو تجاهلهم وعدم السماح لهم بجرّنا إلى معاركهم الخاسرة، وأشد رداً على أفعالهم الدنيئة هو انصرافنا إلى ممارسة الحياة الدينية باعتدال ووسطية ونبذ المتطرفين والإرهابيين الذين بقصد وبغير قصد يقدمون الإسلام كما يريد أعداؤه لا كما هي حقيقته السامية المشرقة. نريد رد الاعتبار لمفاهيم كتاب الله وسماحة شرعه وأخلاق رسوله، وإسكات بعض هؤلاء المتسكعين وخرافات الطرق والمذاهب، وجنون التعصب اللاهثين وراء الدمار والخراب والموت. وقال: لن يكون ذك إلا برهاننا على شباب وفتيات يحفظون كتاب الله ويفهمونه كما نزل على لسان سيد الخلق ويعملون بأحكامه، ويتمسكون بسلوك وتسامح ومواعظ من وصفه القرآن الكريم بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم). هؤلاء الذين يتباهون بعدد ضحاياهم وعنف وشراسة عدوانهم يخبئون الموت في الطرقات، والسيارات والمدرجات، وأحشاء الشباب الذين يمزقون أجسادهم إرباً لقتل الأبرياء، ومهاجمة الضيوف والدبلوماسيين والسائحين. فيكون الإسلام والكتاب أول ضحاياهم وتدمير الأمل والمستقبل ثمرة سلوكهم والفقر والبطالة والإحباط، والخوف والفوضى عنوان عدوانهم. وشهد الحفل الذي كرّم فيه 398 حافظاً وحافظة منهم 21 مجازاً بالسند، العديد من الفقرات الخطابية عن الجمعية والمتخرجين وضيوف اليمن من ممثلي المنظمات والجهات الدولية العاملة في خدمة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وقطر ومملكة البحرين؛ أشادت جميعها بدور الجمعية وحرصها على الجمع بين خير كتاب الله وخير العلوم الدنيوية، وكفالة طلبة العلم من الأولاد والبنات في أكثر من محافظة يمنية. كما شهد الحفل فقرات إنشادية وريبورتاجاً تعريفياً بجمعية معاذ ومشاركاتها في المسابقات القرآنية الدولية، وتفوق منتسبيها في المحافل الدولية.. واختتم بتكريم حفاظ وحافظات الجمعية في مراكزها ودورها في محافظات تعز، عدن، ذمار، إب، الحديدة.